جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4540 - 2014 / 8 / 11 - 23:53
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
حفريات اللغة العربية 8
يا ايها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية
نجد هذه الاية القرآنية كثيرا على مراقد القبور اي ان النفس (الروح / الذات) ترجع و تستقر وتهدأ و (تتنفس) الصعداء عند ربها. نستنتج من فكرة الطمأنينة و الاستقرار بان الاستقرار و الهدوء يأتي بعد فترة من التنقل او فترة تنقصها الاستقرار و الهدوء (الحياة) و هذه الفكرة تنقلنا مباشرة الى اسم نوح التوراتي و الافكار التوراتية بصورة عامة.
يرد اسم نوح بكثرة في القرآن و هناك جهات مسلمة ترجعه الى الفعل (ناح) اي (بكى او حزن على) لاجل تثبيت عربية الاسم رغم ان الجواليقي في المعرب اشار الى اجنبيته. كان اسم نوح معروفا لدى العرب قبل لاسلام و ورد في الشعر القديم و لكن لم يستعمل كاسم. تشيرالطريقة العربية في كتابة الاسم التوراتي بانه استعارة عبر السريانية.
ياتي اسم نوح من الفعل العبري nuah بمعنى استقرأ / ارتاح بعد فترة تنقل و عدم استقرار. يشير الفعل الى نهاية السفر او تعسكر جيش في معسكر او حتى استقرار نفس و هذا يعني من ناحية اخرى الترك و التخلي و الهجر. لربما هناك علاقة بين الثلاثي العربي (نوح) و العبري ´ nua بمعنى (ارترجف و اهتز) اي تماما عكس معنى nuah (راجع ورود الاسمين في التوراة) و قد يشير nua الى اهتزاز الاشجار في الهواء او ترنح الشحاذ الخ . و استنادا لما ذكر لا يمكن ان يأتي اسم نوح من العويل و البكاء و الاهتزاز بل الاستقرار.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟