أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بيسان سيف - غيمات صيف عابرة














المزيد.....

غيمات صيف عابرة


بيسان سيف

الحوار المتمدن-العدد: 1280 - 2005 / 8 / 8 - 11:31
المحور: الادب والفن
    


مجرد دعاية !
نطقت دمعات تلك العجوز أمامي .. وبأصابعها المرتجفة فتحت عقدة منديل صغير ؛ لتخرج منه ديناراً واحداً فقط .. طالبة إجراء تحليل " سكر الدم ".. بدينارٍ .. " هذا ما أملكه يا ابنتي .. فأولادي لم يمرّوا عليّ منذ شهر " .. ابتسمتُ لها .. أخذتُ عينة الدم منها ، وكلّي ألم على مرارة سنين تذيق العذاب لهذه الأم .. وربما غيرها من الأمهات .. بعد ذهابها مباشرة .. كتبت على ورقة بخط أسود عريض .. " تحليل سكر الدم بدينار " .. لأكسر غدر الزمان ، وعقوق أولئك الأبناء .. لم تمض ساعة حتى دخل رجل طالباً نتيجة تحليل أجراه قبل بضعة أيام .. معلقاً بسخرية .. أو كمن أكتشف لغزاً .. " معقول .. التحليل بدينار .. أظن أن محاليلكم سيئة أو أن مدة صلاحيتها انتهت .. آه .. ربما هذا نوع من أنواع الدعاية .. لجلب أكبر عدد من الزبائن " .



النسغ الناقص
سكوت .. حتى التمتمة ممنوعة .. من يرفع رأسه يُمسك متلبّساً .. بتهمة الغش .. فنحن نجري الامتحان النهائي لمادة الأحياء .
ما أزعجني هو صديقي سمير الجالس خلفي مباشرة .. أعرفه ذكياً .. لكن ما به اليوم .. بإصبع سبابته يلامس ظهري أن اسمعه .. " أرجوك .. ما هو تعريف النسغ الناقص ؟ " .. هل جنّ سمير ؟ .. أيريد طردنا سوية من الامتحان ؟ .. ليترك السؤال وليعد إليه بعد فترة .. أما أن أفتح فمي لأتنفس حتى .. فهذا هو المستحيل .. لكن طرقات إصبعه شدت أعصابي أكثر .. المراقب يشعر بهذه التمتمة .. أذناه تبحثان جيداً عن مصدر الصوت .. تمنيت أن تنشق الأرض وتبتلعني .. أو أن أخرج تاركاً الامتحان وليحدث ما يحدث .. فجأة .. بدأت الأرض ترتجّ من تحتي .. المقاعد تتحرك .. أصوات أكبر من مجرد تمتمات بدأت تتعالى .. أحتلّ الصراخ محراب الهدوء الذي كان سائداً قبل قليل .. الكلّ يجري هلعاً خارجاً من قاعة الامتحان .. إنه الزلزال .. فهذه المدينة لها تاريخ ليس بالبعيد مع زلزال سابق .. ما بي لا أتحرك .. لأهرب مثلهم .. وورقة الامتحان ؟ .. أمسكت الورقة بيدي هارباً كالبقية .. الممر مزدحم بالطلبة الخائفين .. لم يستطع أي أستاذ منعنا من الهرب .. إما النجاة بأرواحنا ، أو الموت مع أوراق امتحاناتنا .. حشرت جسدي كيفما أتفق بين أجساد الطلبة الهاربين .. فإذا بضربات على ظهري .. تطلعت للوراء ..فربما أحدهم يودّ أن أزيح له الطريق .. مع أننا محمولين دون حتى أن نسير على أقدامنا عبر هذا المدّ البشري .. فإذا به صديقي سمير .. " حسين .. ما هو تعريف النسغ الناقص ؟ " ..



اشتقت لتلك الكلمة
استيقظ لأول مرة بدون تلك الموسيقى .. مدّ يده جانباً متلمساً الفراش .. لم يجدها .. غريب هذا الهدوء .. على ضوء السكون الذي يلف الأجواء .. يفترض بزوجته إما أن تكون نائمة أو خارج البيت .. أيعقل أنه نسيها في المطار بالأمس حين ودّعا ولديهما الذاهبين للدراسة في الخارج .. لا .. أمس كانت تتذكر معي ذكريات ولدينا .. منذ ولادتهما وحتى غيابهما عنا ليلة أمس .. خرج من الغرفة باحثاً عنها .. أو ربما فضوله لهذا الهدوء الغريب .. الذي لم يذق طعمه منذ عشرين عاماً معها .. دخل المطبخ .. فربما وجدها فيه .. لكنها غير موجودة .. " ما شاء الله .. الأواني كلها مغسولة ! .. أيعقل ؟ " .. قالها بصوت عالٍ .. فإذا بزوجته ورائه .. تردّ عليه .. " ما هو الذي لا يعقل ؟ " .. نظر إليها مستهجناً هدوءها .. " أرى البيت نظيفاً .. بدون ضجة " .. نظرت إليه باستغراب .. " وما الغريب في الأمر ؟ " .. أجابها متردداً .. " لا .. لكنني اعتدت الاستيقاظ على عزف الأطباق والكؤوس والملاعق .. وسماع صوتك الغاضب عندما تفور القهوة .. و .. " ، قاطعته بغضب لكن بنعومة .. " أتسخر مني ؟ " .. أجابها متداركاً وقوع مشكلة معها .. " أبداً حبيبتي " .. ، فتحت فاها لهذه الكلمة .. أحسّت بنبضات قلبها تتسارع .. اغرورقت عيناها بالدموع .. صرخت كطفلة صغيرة أهدوها لعبة .. " أنا .. أنا حبيبتك " .. لم يدر كيف أفلتت منه هذه الكلمة .. فبرغم بساطتها وسلاستها .. لكنها استعصت عليه سنيناً طويلة .. أو ربما هربت منه إلى دفاتر عشاق .. لم تأخذهم بعد مشاكل الحياة .



#بيسان_سيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثيقة سفر .. وحلم
- طقوس عشقك الصامت


المزيد.....




- عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل ...
- بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
- افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بيسان سيف - غيمات صيف عابرة