جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4515 - 2014 / 7 / 17 - 23:45
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الحساسية العربية تجاه الفارسية و اليهودية
لا ادري ماذا يعمل العربي الذي يكره الفرس (و هناك الكثير من الذين يكرهون ايران اكثر من اسرائيل) بالمفردات الفارسية الكثيرة في العربية؟ هل يقاطع سلطة تسمى بالفصحى (راجع هذا المقال على هذا الموقع) بسب استعاراتها الكثيرة من الفارسية؟ في الحقيقة ليست هناك حاجة ان اتطرق الى المفردات العربية الهائلة في الفارسية فهي مشكلة الفارسي الذي يكره العربية او يجد ان الاستعارات الكثيرة تجاوزت الحد المعقول و لكن الفارسي المسلم المتدين لربما لا يحس ماذا حصل للغته لان الاسلام غسل دماغه جذريا فلم يترك الكثير من ايرانية الفارسية بعكس الكردية و لكن العربي الذي يكره الفارسية و اليهودية يتطور عنده لا محالة حساسية قوية تجاه دينه و لغته بسبب التأثير الكبير للغتين على الاسلام و العربية.
هناك بعض المفردات الفارسية في العربية سهلة التنبأ باصلها لانها لم تتغير. فمثلا السرداب من (سرد) البرد قارن الكردية (سارد) بارد و (سارداو) بمعنى (سرداب) و (آب) بمعنى الماء و هذا يبين الثقافة الايرانية و تفننها في تبريد الماء و المناطق السفلى من هندسة البيت. توجد هذه الكلمة ايضا في السريانية الدارجة مما يدل على طريق استعارتها. الحقيقة وسائل التبريد بصورة عامة هي صياغات حضارية ارامية كالبرادة و الثلاجة و الغسالة الخ ترى ارامية صياغتها في التشديد على الحرف الثاني.
لذا لا نتعجب ان نجد ان (الهندسة) نفسها استعارة من الفارسية (هنداز) اي (الحد و القياس) و (الهندازة) اسم للذراع الذي تذرع فيه الثياب و المهندز هو مقدرالمجاري و الابنية قارن ايضا العربية (هندام) القامة من (اندام) و ترجع الكلمتان الى نفس الاصل (اندازه) بمعنى القياس و الوزن و التقدير و التخمين.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟