أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - اليسار وثورة يناير














المزيد.....

اليسار وثورة يناير


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4514 - 2014 / 7 / 16 - 00:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحديث عن " أزمة اليسار" لا ينقطع منذ بدايات وجوده فى مصر فى مطلع القرن الماضى وحتى الآن وذلك بالرغم من أن اليسار "أو الحركة الشيوعية تحديد"ا شهد فترات من الصعود والتأثير النسبى فى الواقع نذكر منها مرحلة النشأة الأولى فى العشرينات وفى سنوات الأربعينات التى واكبت إحتدام الحركة الوطنية والصراع مع الاحتلال الاجنبى ، على أن اليسار منى بانتكاسات عدة على مدى سنواته لعل أبرزها:
1- الأزمة الأولى فى عام 1924 بعد الصدام الدامى بين الحزب الشيوعى حديث التكوين وحزب الوفد ممثل الأغلبية الساحقة التى تم على اثرها حل الحزب والقبض على جميع قياداته وتفككه وإختفائه بشكل كامل حتى بداية الأربعينات.
2- الثانية كانت فى نهايه الاربعينات فى ظروف نكبة فلسطين وقيام الدولة العبرية وإشتعال الشعور المعادى لليهود والصهيونية الذى غذته وتصدرته جماعة الإخوان المسلمين، وجاءت الأزمة حينها نتيجة موقف الحركة الشيوعية العربية المرتبطة بموسكو وفى مصر تحديدا من الصراع العربى الإسرائيلى والدعوة للتطوع للجهاد على أرض فلسطين.
3- الأزمة الثالثة كانت فى 1959 وتلك الضربة الكبرى التى وجهها نظام عبد الناصر لهم بإعتقال جميع الشبوعيين تقريبا لما يزيد عن 5 سنوات انتهت بحل الحزبين الشيوعيين.
4- الرابعة فى عام 1974 عندما أطلق السادات بعد حرب اكتوبر جحافل الجماعة الاسلامية فى الجامعات و الاخوان من المعتقلات لمواجهة المد اليسارى والفتك بالمعارضة اليسارية والناصرية.
5- الأزمة الخامسة أصابت اليسار والحركة الشيوعية فى العالم كله بانهيار الإتحاد السوفييتى والمنظومة الإشتراكية بنهاية الثمانينات بعد سقوط حائط برلين.
تلك هى أهم وأخطر محطات الأزمات التى واجهها اليسار والحركة الشيوعية المصرية خلال المسيره النضالية المليئة بالسجون والتعذيب والتشريد، ولكن جاء زلزال انهيار الاتحاد السوفييتى فى عزّ أزمة طاحنة لليسار فأسرعت بالإجهاز عليه الا القليل من الأفراد وتنظيم الحزب الشيوعى المصرى الذى إستطاع العبور بصعوبة وخسائر فادحة وذلك بركوبه قارب حزب التجمع اليسارى، وكما ذكرنا فقد توزع معظم هؤلاء الشيوعيون السابقين على المنظمات الحقوقية والأحزاب اللبرالية وجمعيات المجتمع المدنى وآثر آخرين الإنسحاب من العمل السياسى والتفرغ لشئون دنياهم، بينما بقى البعض قابضا على الجمر وبذل أكثر من محاولة لتشكيل منظمات شيوعية آل معظمها للفشل بينما شارك الباقين فى اقامة حركات نضالية على غرار " كفاية" و " الجمعية الوطنية للتغيير" أو جمعيات مناصرة القضية الفلسطينية وساهمت جميعها فى التمهيد لثورة يناير.
فى العقد السابق لإندلاع ثورة يناير نشطت قوى يسارية مختلفة على الفضاء الإلكترونى كما شارك آخرين فى تكوين الحركات والتجمعات السياسية، وساعدت حركة المدونات فى تأجيج شعلة الفوران الشعبى ضد نظام مبارك، على أنه يجب القول بأن دور الماركسيين بشكل عام فى التحضير للثورة كان محدودا ويعكس حجمهم الحقيقى فىالواقع المصرى وإن فاق تأثيرهم الفكرى إمكانياتهم المادية والفكرية نظرا لأن المزاج العام بين شباب الثورة كان يميل باتجاه اليسار وأن الكتلة الغالبة من الجماهير كانوا قريبوا عهد بما حققه عبد الناصر لآبائهم من عدالة إجتماعية تحت مسمى "القرارات الإشتراكية" سمعوا عنها الكثير منهم وجنوا بعض ثمارها من تعليم مجانى وغيره، لقد كان معظم هؤلاء الشباب الحديثى السن والتجربة قد تدربوا فى الوقفات الإحتجاجية والمظاهرات الطلابية وخالطوا عناصر يسارية عتيدة، رغم أن معظم الشباب ذوى طابع حركى ولا ثقل لهم على القراءة وحضور الندوات ناهيك عن الانتظام فى دورات للتثقيف السياسى ويكتفون عادة بمعلومات خفيفة وغير موثقة من الانترنت لذا فإنهم يسلكون مسلكا صداميا غير مدروس ويتمردون على السلطة والتنظيم معا ويسارعون بالتنقل بين التنظيمات المختلفة كالفراشات.
لقد أثرّ غياب التنظيم اللينينى فى عدم وجود خط سياسى متماسك وتحليل معمق لطبيعة السلطة القائمة والنمط الاقتصادى الذى تمثله " التحليل الملموس للواقع الملموس" واستبدال ذلك بالنضال السياسى حول بعض قضايا الديموقراطية والموقف من الإمبريالية والإسلام السياسى بالمعنى الليبرالى وذلك أقرب الى المنظمات الحقوقية من الحزب الماركسى وتحويله الى صراع مع السلطة السياسية كأفراد فاسدون يمارسون القمع، وها النوع من النضال يصيب المناضلين بالإحباط لعدم تفاعل الجماهير الشعبية معهم وانفضاضها من حولهم وتتحدد أولوياتها فى تحصيل خبزها اليومى، كما أدت خصوصية ثورة يناير الى انسياق اليسار وراء المسار الاجبارى لحركة الثورة ولم يحاولوا رفع شعارات طبقية ( الأجور والبطالة والعشوائيات ومشاكل صغار الفلاحين) أو تجذير الثورة خوفا من رفع الاسلاميين شعاراتهم، لقد فوجئ اليسار بالثورة كبقية القوى السياسية ولم يتم التنبؤ بها فى اطار التحليل الماركسى حيث كانت الثورة غائبة فى تحليلاتهم وأقصى ما يصبون اليه "انتفاضة شعبية" تحقق بعض المكاسب السياسية، لذا فقد إكتفوا مع الجماهير بما تحقق يوم 11 فبراير من رحيل رأس النظام والإنصراف الى بيوتهم للإحتفال بنجاح ثورتهم بدلا من تجذير حركة الجماهير وقيادتها الى تحقيق أهداف الثورة التى كانت غائبة عن تفكيرهم، إن التأكيد على قضية السلطة يفرض استراتيجية ثورية تعنى لعب دور الطليعة الثورية فى تحقيق أهدافها، ولكن يجب الإعتراف بأن هذا الدور كان فى الحقيقة أكبر من قدرة يسار ضعيف يحاول مجرد تلمس طريقه الى الجماهير مرة أخرى بعد غياب طويل.
قد لا يكون طريق اليسار لم يكتمل بعد إذا استطاع أن يجذرّ من مواقفه بغض النظر عن النوايا الحسنة والرطانة اليسارية والإمساك باللحظة التى تميل الى شوق هذه الجماهير الى قيادة ثورية واعية تستطيع تنظيمها وقيادتها الى تحقيق آمالها فى الحرية والعدالة الإجتماعية..وهذا حديث طويل قد يسعفنا العمر الى استكماله فى حلقات أخرى.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار الجديد وإشكالية الثورة
- أمريكا والإسلام السياسى
- الأقباط وثورة 30 يونيو
- الأقباط وثورة 25 يناير
- الأقباط والثورة (1)
- الكبت الجنسى كمدخل طبيعى للتحرش
- داعش .. ومحاولة الإستيلاء على العراق
- دون مكابرة .. مصر بلد فقير الموارد
- المشير عبد الفتاح السيسى .. وصناعة الزعيم
- ملاحظات سريعة حول الانتخابات الرئاسية
- الإخوان المسلمون والصعود الى الهاوية
- الإسلاميون ونهاية التاريخ
- حقيقة -الجيش المصرى الحر- فى ليبيا
- الجنرال السيسى .. والغموض المتعمد
- إنتقال الحكم .. إنقلاب أبيض فى البيت الحاكم بالسعودية
- فتاة المصنع .. فيلم يخصم من رصيد محمد خان السينمائى
- حقيقة علاقة عبد الناصر التنظيمية بالاخوان و حدّتو
- تدمير البحرية التجارية فى مصر .. خطة ممنهجة
- فنزويلا بين الثورة والثورة المضادة
- وداعا عبد المجيد الخولى.. شهيد الفلاحين


المزيد.....




- روبيو يحذر: على أمريكا التخلي عن جهودها إن لم تنته حرب أوكرا ...
- دولة جزرية نائية في المحيط الهادئ تحصل للتو على أول أجهزة صر ...
- بعد 4 أشهر من هجوم ماغديبورغ الدامي.. السلطات الألمانية تتبا ...
- أرمينيا تؤيد والولايات المتحدة ترفض قرارا في الجمعية العامة ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الأمريكية على منشأة رأس عيسى النف ...
- ميلوني تدعو ترامب إلى -إعادة العظمة- إلى الغرب
- أوزبكستان تناقش مع SpaceX إطلاق قمر صناعي خاص بها
- روبيو: الأيام المقبلة حاسمة لمسار السلام في أوكرانيا.. وإلا ...
- واشنطن تتهم شركة أقمار صناعية صينية بدعم هجمات الحوثيين على ...
- حماس ترفض -الصفقات الجزئية وتسليم السلاح-، ووزراء إسرائيليون ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - اليسار وثورة يناير