أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالك الكاتب - حلمٌ قصير














المزيد.....

حلمٌ قصير


مالك الكاتب

الحوار المتمدن-العدد: 4513 - 2014 / 7 / 15 - 21:34
المحور: الادب والفن
    


لا يزال القطار واقف على قدميه الصارختين ,في مكان شبيه بِ(مبازل الري العشوائية التي مٌدت اليها يدُ الفساد ) ,على جانبي الطريق :من اليسار ساتر ترابي كُون بطريقة عشوائية لكنه اصبح بفعل الايام مرتب كسلسلة جبلية ,من اليمين ذات الساتر بنفس النمط ,لكنه كان أقل ارتفاعاً ,وقد رسمت الامطار أخاديد متوسطة العمق نسبياً على أقفية الرمال المكونه له (كانت تبدو طبيعة تربة الساترين رملية كونها أخرجت بعد الحفر- كما يبدو – من طبقة ارضية ربما على عمق 5 امتار تقريباً .
القطار لا يزال واقف لا يريم ,المبزل كان مملوء بالماء المالح (ربما ) ,لكن القطار بدأ لي غير مغمور بالماء ولا حتى قدميه الصارختين لم يغمرا بالماء بتاتاً ,هو لا يزال واقف مذ رايته ,الركاب اغلبهم كانوا من اؤلئك ذوي القبعات التي تبين بأنهم مثقفين (مثقفين)! ,لكني رأيت غير ذلك ,هم متعلمين وانصاف متعلمين ,راقصي دهرٍ على شوك المحن ,بعضهم محرومين (لا يرتدون قبعات ) من الطبقات المحرومة التي تركض بلا منقطع وبشغف عجيب تبحث عن كسرة خبز حافية لكن بلا جدوى كالعادة ,ايديهم تعود فارغة ,انبرى أحدهم ربما كان صاحب قبعة ,لكنه قد مسكها بيده, قائلاً:
- هؤلاء من طبقة البروليتاريا
-هههههههه ماذا يقول هل هو معتوه !! .
بعدما تطلعت القطار برهة من الزمن الوهم (لا أعرف كاصحاب دغيانوس وكلبهم ,كم لبثت لا أدري ) ,لكني نزلت من باب يتسع لشخص واحدٍ ,أخذت نفسي جنوباً لبضع مترات ,قدماي يسيران واحدة تلحق الاخرى ,نعلاي ينطلقان بطريقة (حذو النعل للنعل ) ,توقفت عند مجرى نهري ضيق بمترين عرضاً لكن لم استطع تقدير طوله ,كان يبدو ان هذا الموقع من المجرى -والذي انا عليه الان- بمثابة منطقة عبور ,آثار الاقدام كانت مطبوعة كختم اعمى ,ما أدهشني على جانب المعبر المداس ,هيكل عربة من بقايا الجيش (كما عرفت من لونها الزيتوني الذي شوهه الزمن الوهم والاتربة والشمس اللاهبة ),الهيكل كان كصفائح حديدية تقوم على هيكل حديدي وكانها تقاوم العدم وتجر باذيال الوجود متبرجة ,الاتربة تغطي الصفائح بطبقة خفيفة ,ضغطت على صرصور الماء المملوء الذي كان بيدي ,أخذ رذاذ الماء المسافر بالهواء نحو الصفيحة بازالة التراب شيئاً شيئاً ,لكن التراب كان يعود بكل مرة وبنفس الوقت ,امسح من هنا والتراب يعود من هنا ,كان عملي بلا فائدة بلا جدوى ,كالذي يريد ان ينشف البحر باسفنجة صغيرة ,تبين لي لغزاً على الصفيحة ذاتها ,لم اعرف ماذا افعل ,لم افهم ما الموضوع ,لكن ..
كيف ادركت اخيراً ,كيف توصلت الى هذا الحل ؟؟ لا اعرف .
لكني فهمت ان علي ببذور من الذرة الصفراء ,هي تكون مرتبة بطريقة عجيبة كل واحدة بشكل اسطواني وترتب حولها البذور بدوائر متحدة المركز وحول فلك واحد ,ومغطاة بغشور وبانماط غريبة ,لكنها جميله توحي بانها خجوله وجميلة ,كفتاة حسناء تراوغ بعيونها المهذبة ,
ترتيب بذور الذرة ربما هو الحل ,لانه يعطيني جواب لمعادلة تفاضلية ,ضمن حساب التفاضل وهندسة التفاضل الرياضي .
انطلقت نحو جرف لنهر (نهر شبيه بدجله ), وبينما تبينت لي غابة الذرة ,وانا امشي نحوها مسرعاً ,كان الجرف مزروع بمساحة اربعة دونمات مربعة ,مزروع بالذرة الصفراء فقط ,على ظهور اخاديد بعمق 50 سم ,والماء الذي يغمر تلك الاخاديد يداعب سيقان الذرة المنتصبة بشموخ ,تصورت حينها ان الماء يغني : " طيورك يا بحر تغازلها وتشرب من ايديها ,وامواجك تركض فرحانه وتبوس رجليها ,والرمل يذوب من الغيرة يحضنها يغطيها , وانا مثلك يا بحر وأكثر معجب جداً بيها ."
على الطريق امرآة بعمر الخمسين ,مرتديه الاسود من قدمها حتى ام رأسها ,ذات بشرة بيضاء لكن بفعل الشمس اصبحت تميل نحو البني (ربما) ,احد رباعياتها مكسور أو تآكل بفعل الايام ,التفتت الي وهي متجه نحو هدفها تركض وامامها قطيع من الاطفال بأعمار مختلفة - ملابسهم لسان حالها يبكي من شدة اتساخها ومتوسطة التمزيق – وجوههم متسخة وعليها بقايا اتربة , يركضون ايضأ , يركضون نحو النهر لم أعرف لماذا يركضون وبسرعة ..مروا من امامي وبسرعة ..
اكملت طريقي الى الذرة ,كنت ابحث عن ذلك الحل التفاضلي ,لكن بحثت وبحثت ,وقطعت ثمار نحو الثمار ,وأزلت غشور نحو الغشور ,لكني لم أفلح أخيراً بالجواب ,لم أجد ما ابحث عنه .......
اين يا ترى انت ؟؟ أين أجدك أخيراً ؟
لم اعرف اين ذهبت , وكيف اتيت , وكيف عُدتُ أخيراً ؟؟
** بصراحة تعبت كثيراً لا اريد ان اكمل , فلأذهب الى قراءة الطب أفضل ..



#مالك_الكاتب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا اريد ان اقول اي شيء


المزيد.....




- -المعرض الدولي للنشر والكتاب- بالرباط ينطلق الخميس بمشاركة ع ...
- اللغة العربية في طريقها الى مدارس نيشوبينغ كلغة حديثة
- بين الرواية الرسمية وإنكار الإخوان.. مغردون: ماذا يحدث بالأر ...
- المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية ...
- دول عربية تحظر فيلما بطلته إسرائيلية
- دول عربية تحظر فيلما بطلته الإسرائيلية
- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالك الكاتب - حلمٌ قصير