برهان المفتي
الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 23:37
المحور:
الادب والفن
أحضرتُ ماعوني البلاستيكي القذر لأجلس فيه حافياً كعادتي التي لا أذكر متى بدأت بها. ماعون بلاستيكي قذر تراكمت فيه دهون وجبات مختلفة ، ماعون كبير أقرب إلى صينية بقلاوة وفي وسط الصحن رسم وردة لا زالت تصر على اللون رغم تراكم الدهون عليها.
جلستُ ولاحظت أن رجليّ قد طالتا وأصبحتا خارج حدود الماعون البلاستيكي، حاولتُ أن أستخدم ملعقة خشبية مثل ( الكرتة) لأدخل رجليّ في الماعون، لكني وجدتُ صعوبة في ذلك خاصة بعد ان كَبُر حجم رجلي.
وفي محاولة تلك، تكسرت حافة الماعون وأصبحت حادة قد تجرحني أن أدخلتُ رجليّ وقد تجرحني أن تركت رجليّ خارج حدود الماعون.
وأنا في حالتي تلك، جاء هرّ جائع، يبدو من شكله أنه هرّ يملك خبرة في شم رائحة الدهون ، فوجهه مليء ببقع الدهن وخاصة حول أطراف الأنف ، كما أن جسمه يدل على أنه هرّ يعرف أسرار المواعين الدسمة حتى تلك التي ليست فيها سوى بقايا دهون الوجبات القديمة.
إقترب متجاهلاً وجودي وقام بلعق الحافة المتكسرة ، وهو يفعل كذلك، يضرب بلسانه الخشن على باطن قدمي الحافية. شعرتُ بدغدغة في باطن قدمي وأرتفعتْ ضحكتي، وأصبحتْ حركات لسان الهر سريعة حتى تصاعدت قهقهاتي وتزحلقتُ على الدهن الموجود وسط الماعون والمتجمع فوق رسم الوردة، حتى سقطتُ وأصبحتُ خارج الماعون.
إنتهت ضحكتي بألم في ظهري بسبب السقوط، لاحظتُ أنّ صورة الوردة قد طُبعتْ على بنطلوني فوق مؤخرتي تماماً، والهرّ جالس وسط الماعون فرحاً بإنتظار وجبة دسمة قادمة.
#برهان_المفتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟