أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - قصيدة شعر














المزيد.....

قصيدة شعر


آدم دانيال هومه

الحوار المتمدن-العدد: 4497 - 2014 / 6 / 29 - 16:44
المحور: الادب والفن
    


اللقاء الأول
مهداة إلى الأخ الشاعر والباحث (سعيد لحدو).
آدم انيال هومه



تحية شوقٍ من القلب باأيها المتألق في شرفة الذاكرةْ
وقبلة ودّ تزقزق من ها هنا إلى شاطئ المقل الحائرة
أحييك من فدفد الغربة القاتلةْ
أيا باحثا عن رحيق السماء
لتروي أزاهيرك الذابلة.

أتذكر حين التقيتا لأول مرّةْ
على مفرق الدرب بين الشجون وبين المسرّة ؟.
افتتحنا اللقاء بإسم التي هي أقدس من كل قدسٍ
وأطهر من كل طهر السموات والأرضِ
أغلى من الخبز والماءِ
أسمى من المجد والغارِ
أنقى من النور... والنارِ
أنصع من كل ثلج السماء.

أتذكر كيف بحثنا قضية شعبٍ مهيض الجناح ؟
يعاني ضمور المشاعر والانتماء
انشطار التآلف والإنسجام
ويرزح تحت ركام العداوة والإنقسام
تعرض للنكل والقتل والذبح مر الدهور
على أيدي كل الطواغيث عبر العصور
لقد كان رمز الحضارةِ
صار غريبا... شريدا على أرضهِ
يكافح من أجل لقمة خبزٍ
ومن أجل بقعة أرضٍ
ينيخ عليها ... يحطّ عليها رحال العذابْ
ولايتوافر فيها كتابٌ يعلّم النشء سفك الدماء وقطع الرقاب
تظللها راية الأقحوان
لينعم أطفاله البائسون بظل الأمان... ودفء الحنان.

أتذكر حين أردنا عبور صحارى البوار إلى واحة الحلمِ ؟
قطف الأشعة من خصلة الشمسِ
لملمة العطر من هيكل الربّ
لكننا
مكثنا سنين على أملٍ خلبيّ ... وبضع صور
وبضع قصائدَ مسكونةٌ بجنون البقر.

أتذكر حين صعدنا شعاب الرياح
على صهوة النارِ ؟
كنا ندغدغ حلم الطفولة بالشعرِ
حين تناهت إلى سمعنا وشوشات الطيور
ترفرف فوق حدائق بابلَ
تسبح في رونق الفجر بين هالات قوس قزحْ
تردّد أصداءها ردهات سرادق آشورَ
حيث تضيق المسافات بين الشعاعِ
وبين انبجاس المطرْ
ولكن... وياخيبة العمرِ
سلّمنا الإخوة الأوفياء... رفاق الطريق الطويل
إلى شاهقٍ مفعمٍ بالخطر
وصرنا حيارى على مفرق الدرب
بين الذبول وبين الرحيل.

أتذكر حين بدأنا نشمّر عن ساعدينا لنغزو القمرْ ؟.
نعيد البُراق إلى الكهف
نوصد باب الحجر
ونمعن في الكدح من أجل أن ترتعش السحب العاقرات
ومن أجل أن يورق العشب فوق الجبال
وبين الوهاد
وفوق السطوح
وتحت الشجر
ولكن تساقطت الأمنيات كلمح البصر
وأصبح آشور في هالة الشمس قردا يزقزق كالطير... صار سرابا
تساقطت الأنجم الصفر والزرق والحمر.. صارت يبابا
وصارت قضية شعبي قضايا
وصار الحمار المناضل يمطرنا بالهدايا
يعيد كتابة تاريخنا
يعيد صياغة أمجادنا
يعمّدنا من جديد
يصلي علينا
يقرّر تسمية الأمة المستكينةْ
يضيف إلى إسمها تسميات هجينة
ويمحو من التاريخ فصلا
يضيف فصولا كما يشتهي أويشاء
وبعد انتهاء مهمة هذا الوباء
يعود ليسجد بين يديّ الإله الحقير الذي اصطفاه نبياً إلينا
وهذي الجمعاهير مثل الخراف تُساق إلى السلخ مبهورةً
تصفق للقائد المرتجى ابن ربّ السماء.

أتذكر حين افترشنا زنابق دجلة
التحفنا نخبل الفرات
أقمنا صلاة (الكروبيم) تحت ظلال النخيلْ
وآلينا أن نصطلي بالموت
أو نتعمّد في بركة المستحيل
انكمشنا على الذات
حين تبوأت النخبةُ المصطفاةُ مناصبَ فوق الخوازيقِ
صارت تمجّد غول الجبال... وصارت ذبابا
تحوّم فوق مزابل تُدعى مجالس شعبٍ... تسمى نيابة
وماهي إلا مهازل شعبٍ ينازع فوق رصيف القنوط
وتحت ظلال الكآبة
ونحن نمارس طقس العطاءات
بين الركود وبين الرتابة.

****
سعيد !...
منذ ألفي عام
لم نصل إلى هذا الدرك من الانحطاط الفكري.
تصوّر...
كان لي صديق يفوح عبق النضال من منخريه
ومن كل مسامات جلده
غضب الله عليه فمسخه قسيسا
خربش الشيطان في تلافيف دماغه
ففقد ذاكرته الناصعة
والتزم بتلاوة سورة البقرة
لعل الله يمنّ عليه بعجل من السماء.

****

سدني - استراليا

[email protected]



#آدم_دانيال_هومه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بمَ تسمي الدول نفسها؟ قصص وحكايات وراء أسماء البلدان بلغاتها ...
- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - قصيدة شعر