أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - هرطقة، قرع طبول الحرب!














المزيد.....

هرطقة، قرع طبول الحرب!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4478 - 2014 / 6 / 10 - 15:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



(كلمة حول خطاب اوباما في ميدان القلعة بوارشو البولندية)
في الذكرى الخامسة والعشرين للانتخابات في بولندا وما يسموه "الانتصار على الشيوعية" في بولندا، القى الرئيس الامريكي اوباما خطاباً بهذه المناسبة في ميدان القلعة في العاصمة وارشو البولندية بحضور صقور معاداة الشيوعية. الخطاب مليء بقضايا تخص عالم اليوم وصراعات اليوم. بيد انه استغل هذه المناسبة للحديث عن "انهيار الشيوعية" و"قيم الحرية والعدالة" وغيرها.
لقد خصص قسم كبير من خطابه للحديث عن اوربا مابعد "الشيوعية". انه يعلم اكثر من غيره، ان الشيوعية، شيوعية ماركس، لاصلة لها بكل ما شاع في القرن المنصرم باسم الشيوعية. اذ كانت الاخيرة لاتتعدى نموذجاً اخراً للراسمالية، راسمالية الدولة، راسمالية الاقتصاد المبرمج، راسمالية الخطة الخمسية، راسمالية القطاع العام. نموذج ارتبط بمرحلة تاريخية معينة لمجتمعات معينة استند الى العمالة الوفيرة والايدي العاملة وبالتاكيد فرض اقسى ظروف واوضاع للعمل واكثرها لا انسانية. نموذج خلق تراكم الراسمال وارباحه من الاستغلال البشع للعمال. نموذج لم يستطيع ان يقاوم ويصمد امام النموذج الاخر، نموذج السوق الحر، وعجز عن ان يواكب التطورات العلمية والتكنولوجية الهائلة. في ظل ازمة خانقة، تخلف احدهما وانهار، وواصل الاخر مسيرته بكل ماتعني هذه المسيرة من الازمات الدورية المتكررة مع مايرافقها من تشديد بؤس اغلبية المجتمع، الطرد من العمل، انهيار اقتصادي وافلاسات بالجملة وحروب ومجاعات، الهجمة على الحقوق والضمانات الاجتماعية، تشديد ظروف العمل، الحرمان، عمل اطفال، بغاء، مخدرات والخ.
يتحدث اوباما عن "الحرية" و"الازدهار" و"الرخاء" الذي اصاب بولونيا مشيراً الى"ناطحات السحاب الشاهقة" في بولندا اليوم، ولكن عليه ان يكمل باقي القصة.غاب عنه او تناسى انه على بعد مئات من الامتار من "ناحطات السحاب الشاهقة" تلك تقطن عشرات ومئات العوائل في بيوت من صفيح، ويذكر الرومانيين في خطابه عدة مرات ولكنه، يتجاهل ان الرومانيين، ان كانوا يرون في اوربا الموحدة شيء فهو انها فرصة للعبور صوب بلدان تمتلك ذاك النزر القليل من "الرفاه" من امثال السويد بحيث يستطيعون الاستجداء فيها ويديمون حياتهم في بيوت وقتية وغير رسمية في الغابات، يرسفون في الذل والعوز والفقر. ان يتحدث بوش عن بولندا بزهو وافتخار كاذبين، فعليه ان يذكر كذلك ان تسال العامل في بريطانيا اليوم عن سبب تردي الاجور، يرد عليك بالقول: "الا ترى العمال البولنديين يقبلون ابشع الاعمال واكثرها خطورة بازهد الاجور؟!" عمال هربوا من شظف العيش هناك. ان كان على أوباما ان يتحدث، فعليه ان يذكر كل اللوحة. عليه ان يذكر ان بائعات الجنس يرون في انطلاق كاس العالم في البرازيل فرصة لايجاد لقمة عيش. فـ"تستعد" اكثر من مليون بائعة جنس لهذا العمل في البرازيل، واغلبهن قادمات من اوربا الشرقية! وكل ايام البطولة لاتتعدى شهر!
الحرية التي يتشدق بها اوباما وامثال اوباما هي حرية الراسمال من قيود الدولة، حرية حركة الراسمال وانتقال الرساميل بدون محددات وعوائق. وان ما كان مبعث سخط هذا الراسمال هو ان هناك مناطق شاسعة من العالم، اوربا الشرقية، هي خارج نطاق حقنا في الاستغلال، في استغلال العمال وكسب الارباح. انه صراع على مناطق نفوذ الربح والاستغلال لا اكثر. ولاربط له قط بحرية احد ومساواته ورفاهه. ان الاخيرات لاتتعدى هرطقات لذر الرماد في العيون.

اما الجانب الاخر الواضح جدا في هذا الخطاب هو قرع طبول الحرب، توجيه الرسائل للخصوم، وبالتحديد لروسيا والصين. تشتم رائحة البارود والحرب الباردة في هذا الخطاب. يسعى لشد ازر الناتو وجيوش الناتو امام مايسمى بالمخاطر المحدقة. انه نداء لحشد القوى للتصدي للخصوم الذين باغتوهم في اوكرانيا وانتزعوا القرم منهم. فهو يحذر، قل يبث الخوف والرعب، البولنديين" ان الحرية ليست مكفولة"! اي ان تطاول الاخرين على مناطق نفوذنا هو امر قائم، وان "المتنمرين" يتربصون بـ"الحرية" و"الديمقراطية" و"قيم العدالة"! ان روح صراع الراسماليات العالمية والاقطاب والكتل الاقتصادية الراسمالية العالمية على مناطق النفوذ والهيمنة واعادة تقسيم العالم تتجلى باوضح الاشكال في خطابه. اعادة تقسيم العالم الذي يفرضه التراجع الاقتصادي والسياسي الامريكي وعالم احادية القطب بزعامة امريكا، وظهور اقطاب اقتصادية جديدة مثل الصين وروسيا التي ضمدت جراح انهيار الكتلة الشرقية والسوفيتية، اقطاب تبحث عن حصة اكبر من اعادة تقسيم كعكة السلطة والنفوذ.
واختتم اوباما حديثه لجماهير بولندا والعالم "الحر" بهرطقة "ان قوة الدبابات والجيوش لاتضاهي قوة مثلنا العليا"! اي قيم يتحدث عنها اوباما؟! قيم الناتو، وحرب العراق وافغانستان، قيم ابو غريب وفيتنام، وهيروشيما وناكازاكي؟ قيم دعم اسرائيل واحتلالها لفلسطين، قيم دعم القوى والدول الرجعية من طالبان، وقطر وملكيات ال سعود وسوهارتوا وجنرالات امريكا اللاتينية الملطخة اياديهم بدماء مئات الالاف من دعاة الحرية والمساواة في المجتمعات؟! ام ماذا؟! انها قيم حولت مناطق كثيرة من العالم الى جهنم وكابوس مظلم بكل ما للكلمة من معنى. فاي قيم يتحدث عنها؟!!
انه خطاب بائس لايعكس سوى بؤس العالم الراسمالي اليوم واحتضاره!



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -المرجعية- وانفضاح كذبه!
- امنيات واوهام!
- عاشت ام عبد الله!
- -سن التكليف الشرعي- اسم رمزي لانتهاك حقوق الاطفال!
- -الريس ضحية والشعب غلطانين- .... وهم يبرر للديكتاتورية!
- -ينبغي ان لانخلي الميدان- ....و وهم ابتلاع الطعم!
- ليس للانحطاط قاع!
- ثمة شيء اخر ينبغي ان يُرحَّلْ معك ياشارون!
- حين يغدوا مبرر الشرطة اقبح وابشع من فعل الجناة!
- ايام الحرب هي ايام الكذب ايضاً!
- بدونك، الحياة كانت ستكون اشد كلحة!
- وزير الاعدامات وسمومه الطائفية!
- في ذكرى ثورة اكتوبر
- تقدم الثورة في مصر مرهون بتصفية الحساب مع اوهامها بالدرجة ال ...
- على شيوعيّي الطبقة العاملة ان يطرحوا خارطة طريق الثورة!
- على شيوعي الطبقة العاملة ان يطرحوا خارطة طريق الثورة!
- حول ثورة مصر
- كلمة بمناسبة رحيل سيئة الصيت تاتشر!
- حول نظرية الشيوعية العمالية فيما يخص التنظيم
- في جواب على سؤال حول اوضاع سوريا الاخيرة!


المزيد.....




- روبيو يحذر: على أمريكا التخلي عن جهودها إن لم تنته حرب أوكرا ...
- دولة جزرية نائية في المحيط الهادئ تحصل للتو على أول أجهزة صر ...
- بعد 4 أشهر من هجوم ماغديبورغ الدامي.. السلطات الألمانية تتبا ...
- أرمينيا تؤيد والولايات المتحدة ترفض قرارا في الجمعية العامة ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الأمريكية على منشأة رأس عيسى النف ...
- ميلوني تدعو ترامب إلى -إعادة العظمة- إلى الغرب
- أوزبكستان تناقش مع SpaceX إطلاق قمر صناعي خاص بها
- روبيو: الأيام المقبلة حاسمة لمسار السلام في أوكرانيا.. وإلا ...
- واشنطن تتهم شركة أقمار صناعية صينية بدعم هجمات الحوثيين على ...
- حماس ترفض -الصفقات الجزئية وتسليم السلاح-، ووزراء إسرائيليون ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - هرطقة، قرع طبول الحرب!