أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الدفاع عن الأسرة والمجتمع العراقي














المزيد.....

الدفاع عن الأسرة والمجتمع العراقي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 3 - 16:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


القراءة البسيطة اجتماعيا من متخصص في علم الأجتماع يمكنه أن يستخلص خطورة الإشكاليات العميقة التي يعاني منها المجتمع العراقي عموما والنسيج الأسري خصوصا والناشئة أصلا من تراكمات ومعالجات خاطئة وقاصرة في فهم حدود الإشكالية , الأسرة العراقية اليوم تعاني تمزقا فكريا ليس على مستوى نوعية الأفكار بل على كيفية الإيمان بالمحددات وكمية الأفكار المتداولة وتدفقها الى مسيطر علية والذي لا يخضع لتقيمات أو فحص تناسب , هذه الأفكار والمعارف والأيديولوجيات التي لا يمكن لأحد قبل فترة زمنية أن يتصور أن وجودها من الممكنات أو حتى من المحتمل العقلاني أضحت اليوم واقعا أو جزء من الواقع الذي يشكل ويكيف شخصية الفرد وكيفية التعاطي الأجتماعي البيني,كما تعاني هوسا بمجموعة من الروافد الفكرية والمعرفية التي عمقت الإشكالية الأولى وزادت من حدة الصراع الفكري والمعرفي وصولا للعقيدة التي تجمع الأسرة الواحدة.
الغزو الثقافي الذي كان مصطلحا سائدا في العقدين الأخيرين من القرن الماضي أصبح نسيا منسيا وكأن التحدث به وبما يحمل من مؤثرات على بنيان المجتمع عموما والأسرة خصوصا وأنا أتكلم عن المؤثرات بشقيها الإيجابي والسلبي حل محله التهافت على مفاهيم العولمة والحداثة والتطور وكأن المجتمع العراقي أصلا قادر على التعايش مع الوافد الفكري والمعرفي بما يمتلك من حصانة تميز بين النافع الإيجابي والسلبي المدمر , فدخلت التقنيات والوسائل التكنولوجية وما تحمل من هوس بالجديد وما يرافق ذلك من سلوكيات وعادات مستحدثة بكل قوة لتغزو العائلة العراقية وتتركها صريعة المودرن ومظاهر التقليد الأعمى , حتى انحرفت الكثير من هذه المفردات عن عناوينها الأساسية للتتعرقن بشكل همجي مشوه خالي من الهدفية الأساسية والغايات والمبررات التي أوجدتها.
لم تمارس السلطة الأجتماعية المتمثلة برقابة الأسرة والمجتمع ومؤسساته التي تعتني بالرعاية الأجتماعية والأسرية ولا المؤسسة الأكاديمية ولا حتى المؤسسة الدينية دورا إرشاديا في تعقيب ومعالجة الأضرار السلبية لهذه الظاهرة , فلكل مؤسسة من المؤسسات أعلاه شأنا يغنيها عن أداء واجب أساسي , فمن الصراع الديني إلى وضع التجهيل والتخلف المتعمد والمقصود الذي سيطر على المؤسسة الأكاديمية إلى الصراع اليومي من أجل تأمين القوت والمجازفة الأمنية في متابعة العمل إلى البطالة التي تعصف بقوة في أرجاء الأسرة الواحدة أضافة للوضع السياسي والأمني الذي هدم الكثير من القيم والمبادئ الأجتماعية التي كان لها دورا مهما في حماية المجتمع , فتحولت مثلا المدارس ورياض الأطفال إلى بؤر للخراب الفكري وتعميق ضياع الهوية للطالب والتلميذ حين تولت كوادر عديمة الثقافة والحس المهني إدارة وتوجيه التربية والتعليم لتنشر أفكارها الخرافية التي تتناقض مع ما يشعر به الطالب من تطورات مبهرة لا يدرك أبعادها الحقيقية وهو متعلق بها حد التقليد الأعمى.
كما لم يشكل الوعي الجمعي العراقي بمخاطر الطائفية والأقتتال الداخلي وتمزيق الوحدة الوطنية أي دافع للكثير بل للغالبية العظمى منه قي أن تتم مراجعة نقدية للسلوك الأجتماعي والأسري وتأثير ذلك على الواجب الأجتماعي في حماية الأسرة منه وما تحمل هذه الأوضاع من فرص قوية لنفاذ الأفكار المتطرفة واللا تتناسب مع خصوصية الأسرة والمجتمع العراقي ,ولإدانة الوضع الذي وصل له مما يبرر له الحق في الانتفاض على الواقع والدفاع عن أساس مهم وركيزة أولى في الشخصية الأجتماعية للعراق كبلد وكأمة ,وأيضا إدانة كل الأسباب والمسببات قواعد وأفكار وأشخاص تساهم في هذا الدمار وتروج له و يستعيد حضوره الإنساني أولا ومن ثم لملة الجراحات ومداواتها تمهيدا للتعافي والنهوض من جديد كأمة صاحبة حق تأريخي بالريادة الحضارية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوره وسائق القطار _ قصة قصيرة
- الأخلاق والدين نتاج العقل والتجربة
- في معنى تحديد الهوية
- انتصار الفلسفة
- العودة الى معنى الخلاص الحضاري
- مختارات في الحب
- العقل والفعل التاريخي في التغيير
- المسلمون والنظرية الفكرية (الميزان)
- سرياليات
- حماية الأسرة العراقية في زمن ضياع العراق.
- من يقتل العراق ؟.
- أهمية تجريد الفكر العربي من الإسلاموية شرط أساسي للتحرر
- تجديد الرؤيا تجديد العقل الديني والعلمي
- العلم وضروريات التعلم
- النداء الأخير قبل الرحيل
- الحمامة والغراب ...... صراع الموت والحياة ...أديب كمال الدين ...
- شذرات من الفكر الاجتماعي والأجتماعي الديني
- مكافحة الكراهية والتطرف
- (مشروع مقترح قانون)
- دور الهوية في تحديد مسارات الحركة التاريخية للمجتمع


المزيد.....




- شاهد ما حدث عندما تم اختراق إشارات مرور في شوارع واشنطن
- طالب لـCNN عن منفذ إطلاق النار بجامعة فلوريدا: طُلب منه مغاد ...
- السعودية: فيديو القبض على 4 يمنيين في مكة والأمن العام يكشف ...
- ماذا يعني منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير لأرملة نافلني؟
- دراسة: الأطعمة فائقة المعالجة تترك بصمتها في دماغك!
- روسيا تسجن صحفيين سابقين في DW بسبب المعارض الراحل نافالني ...
- تهديدات ترامب ورسائل إيران المتضاربة تربك جولة المباحثات الث ...
- المكسيك تسجل أول إصابة بشرية بـ-داء الدودة الحلزونية-
- تونس.. أحكام بالسجن تصل إلى 66 عاما في -قضية التآمر على أمن ...
- شبه جزيرة القرم تحتفل اليوم بانضمامها إلى روسيا


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الدفاع عن الأسرة والمجتمع العراقي