أحمد زحام
الحوار المتمدن-العدد: 4471 - 2014 / 6 / 2 - 20:40
المحور:
الادب والفن
الرجل العصا
أحمد زحام
جرت العادة أن نراه ممسكا بعصاه ، ولا نراه بغيرها ، حتى إذا ذهب إلى الله ليصلي له ، يضعها مكان قبلته خشية سرقتها .
كنا صغارا ، ولكننا كنا عفاريت ، كما كان يحب أن يسمينا إمام الجامع القريب من بيتنا .
ذات يوم ذهبنا لنصلي صلاة العصر في الجامع لكننا لم نجد الامام ، فقد أصبح إمامنا رجل العصا ، وعندما ذهبنا إلى امامنا الشيخ مسعد نطمئن عليه وعلى أحواله ، أخبرنا أن سبب إنقطاعه ضم الجامع إلى وزارة الأوقاف ، فأقالوه وأتوا بذلك الرجل الذي يحمل العصا في الرواح والغدو ، فانصرفنا عن الجامع وخاصة أنه لم يكن يحفظ من آيات الله سوى قصار السور ، وقررنا الإستيلاء على عصاه ، وحصلنا عليها بقدرة قادر عندما كان يضرب بها أحد الباعة الجائلين لأنه رفض إعطاءه مايريد بأقل الأسعار ، فقد طارت العصا في الهواء وهو يقذفها في وجهه .
لم ننم ليلتنا في بيوتنا ، فقد تم القبض علينا بتهمة الاستيلاء على سلاح ميري من موظف حكومي أثناء تأدية عمله ، واعاقته عن تأدية واجبه الوطني .
ولم يشفع لنا سوى أننا كنا من الطلاب المميزين في عزف السلام الجمهوري ، وحفظ الأناشيد الوطنية ، كما جاء في أقوال ناظر المدرسة .
وعاد المخبر الوطني في إمامة الجامع وبقي الشيخ مسعد في بيته يصلي صلاة النافلة وحده ، ولم نقترب من الجامع يوما في صلاة ، حتى عينوا آخر في وظيفته بعدما أدخلوا الرئيس زنزانته .
#أحمد_زحام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟