أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الكناني - الوجه الاخر للشراكة الحقيقية














المزيد.....

الوجه الاخر للشراكة الحقيقية


احمد الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 4467 - 2014 / 5 / 29 - 19:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اضيفت الى قاموس الديمقراطية مفاهيم وتفاسير جديدة لم تكن معروفة من قبل ، وكانت ابداعا في التفسيرغير مسبوق من قبل بعض الساسة الديمقراطيين في العراق لازلنا نجهل كنهها الى هذه اللحظة ،اذ لا يمكن تعريفها بحد او رسم بجنس اوفصل او اي شئ يعَرف به مما هو مدوَن في المنطق الارسطي ؛لانها وليدة ما نسجته مخيلاتهم وبحسب ما تشتهي انفسهم... ولنفرد لهذا المقال مفردة ديمقراطية واحدة محيَرة رغم ما قيل ويقال فيها ، تلك هي الشراكة الحقيقية ، فماذا تعني هذه اللفظة من حيث المبدأ والتفسير؟
قيل : ان الشراكة بمفهومها العام تعني الاتفاق على صيغة معينة لتحقيق اهداف مشتركة ، وتتضمن الاعتراف بالاخر بحيث يتم ضم المزايا النسبية لكل طرف الى الطرف الاخر في اطار تشاركي ...
وبناء عليه فإنّ الأنظمة الديمقراطية اعتبرته مسألة ضرورية لإحداث التغيير والتحوّل الاجتماعي، بتعاضد الجهود وتكامل المهامّ بين المشتركين ، فالمكونات المتحدة التي تتخذ من العراق سقفا تستظل به يمكنها الاستفادة من المزايا التي تتصف بها وضمها للبعض الاخر لاحداث التحول الاجتماعي والنهوض من جديد من تحت انقاض الدكتاتورية ، كما حدث في البلدان التي تبنت مفهوم الشراكة والفدرالية اوالكونفيدرالية والاستفادة من مميزات احدهما للاخر ، اقتصاديا بحمل الاكثر ثروة للاقل، وسياسيا بالتمثيل المتوازن ،وعسكريا بالدفاع عن البعض الاخر ودرء الاخطار عن الكيان الواحد الذي قرر الجميع وبمحض ارادتهم ان يستظلوا ظلاله .
ولو رجعنا الى الوراء قليلا الى لحظة التغيير الاولى لتقييم مبدأ الشراكة الحقيقية وتفحصنا ادمغة الساسة العراقيين وما يدور فيها من افكار من خلال اقوالهم وافعالهم ، نجد ان الشراكة الحقيقية تعني استخدام مميزاتهم كوسائل ضغط من اجل الحصول على مكاسب سياسية بدلا من الاستفادة منها كمميزات لدعم الشراكة وتحقيق الاهداف التي من اجلها حصلت . اذن هناك اجتهاد غير معهود في تفسير الشراكة الحقيقية من قبل كل مكوَن ، وهو السبب في ايصال البلد الى ماهو عليه الان .
فالمكونات العراقية تمتاز بنوعين من المميزات بحسب الاتجاهات والايديولوجيات ، نوع مذهبي سني وشيعي والاخر قومي كردي ، ولو استغلت هذه المكونات مميزاتها بشكل حكيم لندمجت بمثالية مع محيطها الجغرافي العربي والاسلامي تحقيقا للمصلحة العليا وبعيدا عن الصراعات والتجاذبات ، هذا على الصعيد الخارجي ، وداخليا هي ممثلة في حكومة تمثل اهدافها وتطلعاتها فلا تهميش ولا اقصاء لاي مكون من المكونات اذا ما افترضنا ان هناك شراكة حقيقية بالمعنى المعهود لدينا .
اذن الشراكة الحقيقية السنية تعني الاستفادة من الانتماء المذهبي الذي تشترك به مع المحيط العربي وهوالارث القديم في حكومة العراق وقد سلب بالتغيير ، ولا امل في استرداده الا بالشراكة الحقيقية ، بعد ان فشلت المحاولات الاخرى من المقاطعة والحكم بعدم شرعية الاحتلال وبطلان كل ما يترتب عليه ... ثم الضغط بأتجاه اضعاف المذهب الاخر الحاكم واغراق البلد في المزيد من الفوضى من خلال التباكي على مظلومية اهل السنة ودرَ عواطف دول الجوار العربي وجرَهم للتدخل في الشأن الداخلي وزعزعته.
اما الشراكة الحقيقية الكردية فتعني احضار الماضي الكردي واستشعار الخوف منه وجعله حاضرا ومستقبلا لاخذ المزيد من الطمأنينة من عدم عودته ثانية ، وهذا يعني ان الاخرين سوف يظلون يدفعون الدين الى اجل غير مسمى لئلا تعود حلبجة والانفال ..
أخر التنبؤات تؤكد حقيقة الشراكة باللغة الكردية وحول منصب رئاسة الجمهورية يقول كبيرهم :" مع كون المنصب تشريفاتياً الا انه بعد إعلان النتائج الرسمية للانتخابات وبعد أن يطمئن الكورد إلى إن العراق لن يعود إلى الأوضاع السابقة، حينها نحن نؤكد على حق الكورد بمنصب رئاسة الجمهورية كاستحقاق قومي لإقليم كوردستان "
والسؤال : متى يحصل الاطمئنان الكامل عند الكورد على ان العراق لن يعود الى الاوضاع السابقة ؟
و الجواب : سوف لم ولن يحصل مثل هذا الاطمئنان مطلقا .
اذن الشراكة الحقيقية باللغة الكردية ستظل غير مفهومة ، وسيستمر ضخ الطاقة كتصدير او سرقة ... ماشئت فعبَر..لا يهم فهو حق شرعي للاقليم ، والموازنة كذلك... و الى اخره من الحقوق المشروعة ما دام الاطمئنان غير حاصل .
هذه تفسيرات الشراكة بقراءة سنية كردية ، لكن ما هو الوجه الاخر للشراكة الحقيقية الشيعية الحكيمية ؟ هل هو التباكي على ارث مضاع ايضا !!
لعله ارث المرجعية الحكيمية المطلقة والتي سلَمت بمثالية مطلقة ايضا ولن تعد ثانية ..
ولعله السبب في احساسهم العالي بالانتماء للمرجعية واولويتهم بها اكثر من غيرهم ، وهو ما يفسر انحياز المرجعية لهم في الانتخابات الاخيرة .
العقل السليم يحكم بفساد مثل هذه المفاهيم ، والعقل ذاته يرجح العمل بما قامت به الامم التي جربت مفاهيم الديمقراطية وهو العمل بمبدأ الاغلبية السياسية والاقلية المعارضة والمصححة لاداء الاكثرية ، وهو مبدأ واضح لا لبس فيه ، ومن خلاله يمكن تجنب استغلال المميزات لافشال الاداء الجماعي المؤسساتي ، وكذلك الحد من خطورة الاخطاء من خلال العمل الرقابي للاقلية المعارضة ، اذا ما وضع لهذا المبدأ تفسيرا جديدا يجعله كسابقه....
وبحسب تصوري ان الفائزين بثقة الشعب سوف لن يستأثروا بالسلطة في المرحلة القادمة اذا ما اتيحت لهم فرصة العمل على مبدأ الاغلبية السياسية ، بعد ان بانت اكذوبة الشراكة الحقيقية منها والمزيفة ، واصبح من اللغو المنفَر تكرار هذه الكلمة بعد الان ، ولكن على الاخرين ان يعوا الحقائق كما افرزتها نتائج الانتخابات وان يعرفوا حجم مكانتهم عند الشعب ويعملوا وفق ذلك لخدمته بدلا من الوقوف ضده .



#احمد_الكناني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات الخارج والدعوة الى الغائها
- امثال مقدسة : الجمل وثقب الابرة
- المرجعية الدينية والموقف المزدوج من الانتخابات
- منهج الجابري في فهم النص ..عرض و تقييم (3)
- منهج الجابري في فهم النص .. عرض و تقييم( 2)
- منهج الجابري في فهم النص .. عرض و تقييم (1)
- زواج الصغيرة بين الشريعة و القانون
- جدلية الدين و المجتمع ... استراليا مثالا
- الاعجاز العلمي في اية الاشهاد
- صور من دجل الرواة
- ضرب الاوتار و فض الابكار
- التاريخ العبري : سرقة و اعادة صياغة و تسويق ... قراءة في ملح ...
- ماديبا .. الحب المطلق
- الدستور المصري .. انتكاسة جديدة للدين
- هرمنيوتيك القران و السنة
- حديث المحرم و محرمات الحديث
- العام الهجري الجديد .. و تطبيقات الايفون
- عيد الغدير و حكاية الايام الثلاث
- رحلة ذي القرنين الفضائية
- التداخل النصي بين الكتب السماوية و الاساطير /2


المزيد.....




- شاهد ما حدث عندما تم اختراق إشارات مرور في شوارع واشنطن
- طالب لـCNN عن منفذ إطلاق النار بجامعة فلوريدا: طُلب منه مغاد ...
- السعودية: فيديو القبض على 4 يمنيين في مكة والأمن العام يكشف ...
- ماذا يعني منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير لأرملة نافلني؟
- دراسة: الأطعمة فائقة المعالجة تترك بصمتها في دماغك!
- روسيا تسجن صحفيين سابقين في DW بسبب المعارض الراحل نافالني ...
- تهديدات ترامب ورسائل إيران المتضاربة تربك جولة المباحثات الث ...
- المكسيك تسجل أول إصابة بشرية بـ-داء الدودة الحلزونية-
- تونس.. أحكام بالسجن تصل إلى 66 عاما في -قضية التآمر على أمن ...
- شبه جزيرة القرم تحتفل اليوم بانضمامها إلى روسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الكناني - الوجه الاخر للشراكة الحقيقية