بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 4466 - 2014 / 5 / 28 - 07:48
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
النســـاء اللواتي تسـنمن مراكز قيادية في النصف الثاني من القرن الفائت امتلكن جينات تاريخية ذكورية. وحملن بذور عسكرة الحضارة . وعملن على خدمة المؤسسات الذكورية لا الأنثوية .
لأن الأنوثة صنعتها حضارة الرجال. وليست الأنثى امرأة بالولادة، بل هي صيرورة تاريخية فرضتها حضارة الرجال في أدبيات سيمون دي بوفوار.
اللغة / الطبيعة / الأرض / عطارد / الشمس / الزهرة مفردات تمّ تأنيثها بفعل تأثيرات الجمهورية النسائية الأولى. وانتقلت إلى الجمهوريات الذكورية اللاحقة.
يبقى حق المواطنة ليس هديّة مجانيّة يقدمه طرف رسمي لأهلي ، أو ذكوريّ لأنثوي ، بل هو جهود وتضحيات بشريّة وتطورات تاريخية /ثقافية/ اجتماعية /اقتصادية /سياسية/، تتشكل داخل التاريخ ، لا فوقه ، ولا خارجه.
الواجبات الملقاة على الجنسين تبقى خيارات متلازمة للأفراد في المجتمع المدني/الراقي/ الديمقراطي/ الليبرالي ، وفرائض إجبارية في ظل السلطة الشمولية المطلقة.
في القرن 21، تصبح السلطة مشتركة بين الجنسين .
وتصبح الأنثى قوة تاريخية فاعلة ، ومشاركاً معادلاً للرجل في المؤسسات المدنية/العسكرية/ ، وصانعاً للسلعة والمعلومة والقرار، مما يجعل النزعة السلمية /الإنسانوية/ الجمالية لدى النساء تتنامى تدريجياً على حساب النزعة العدوانية الذكورية /الحربية .
لأنّ واقع المرأة أقرب إلى الدينامية من الرجل.
وتمتلك مرونة عالية المستوى في علاقاتها الدبلوماسية مع الآخرين .
لأنّها أمّ حقيقية للأبناء وللوطن وللأمة وللعالم .
تبقى المرأة محتفظة بتفوقها على الرجل في العدالة والسلم ، ومتمسّكة بعلاقاتها المميزة بالنظام الأســري ، ومشكلة مع الرجل علاقة الزوج الإنسانوي ، ومؤنسنة للمفردات التي تتعامل معها ، ومحررة الكائن البشري من شعوره بالدونية أو بالساديّة ، وإعادته إلى فطرته الأولى ، ومفجّرة ينابيع الحب في مجتمع الحرية ، والوعي ، والتربية ، وتحمّل المسؤولية ، وموظفة الصواريخ والمركبات الفضائية ، والأقمار الاصطناعية ، والثورة المعلوماتية لصالح السلم والرّفاه والحرية .
لأنّ حضـور الأنثى التاريخي المؤنسـن ضرورة تاريخية لتحرير الشمال من عسكرة الحضارة، وتحرير الجنوب من البؤس الثقافي والمادي.
وباختصار : بداية التاريخ : جمهورية أنثوية .
ونهاية التاريخ : جمهورية مشتركة مروراً. بالجمهوريّة الذكوريّة .
أمّا في العالم المتقدم فتحاول الأنثى أن تؤسس مع الرجل شراكة في الجمهورية ، ومن ثم تنتزع منه راهنــاً، ما انتُزِع منها ســابقاً ، لتصبح ســـيدة محترمة في جمهورية العولمة التي حوّلت الكـرة الأرضية إلى ضيعة الكترونية .
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟