توفيق السالمي
الحوار المتمدن-العدد: 4457 - 2014 / 5 / 19 - 18:53
المحور:
كتابات ساخرة
في معجزة الارتكاب الوطني
الاكتتاب الوطني ... يعني أن تأخذ جزأ من أموالك، أو كل أموالك لمن كان غباؤه مكتملا ، وأن تمنحها للدولة حتى توفر لها سيولة نقدية تتصرف فيها واعتبارا لتخلي الدولة تدريجيا على مهام التنمية واقتصار دورها على "فرض الأمن " و"المحافظة على هيبة الدولة" فإن أموالك لن تكون غير وسيلة لشراء العصي واللكريموجان وما شابه ذلك من أدوات فرض الأمن وحفظ هيبة الدولة بهتك هيبة المواطن.. على هذا يمكن تغيير الاسم من الاكتتاب الوطني إلى الارتكاب الوطني لما في لفظ ارتكاب من ارتباط بمعنى الجريمة والحمق ... فالاكتتاب هو ارتكاب للحمق ولجريمة تمويل الاعتداء على التونسيين بحسب طبيعة الدولة ...
يقولون إن نسبة الفائدة في الارتكاب الوطني ستكون 5.6% وستتجاوز ما تقدمه البنوك وهو 3.8 % . والسؤال الذي يطرح نفسه بنفسه هو : إذا كانت الدولة تريد جمع 500 مليار من الارتكاب الوطني فعليها أن تعيد في السنة القادمة لمن سيرتكبون وطنيا 528 مليار وهو ما يقابل أصل الارتكاب مع نسبة الربح ، فمن أين ستأتي الدولة في السنة القادمة بهذا المبلغ ؟؟؟؟ فهل سنرتكب مرة أخرى 528 مليار من نفس المواطنين لنعيدها إليهم فتكون الدولة قد خسرت في ظرف سنة 28 مليار من أجل ارتكابها الوطني ؟ أم أننا سنوظف مجموع 500 مليار في مشاريع ونترك الدولة بلا هيبة ونحجم عن فرض الأمن ؟ وهنا ما هي المشاريع التي ستدر علينا أكثر من 28 مليار في السنة باعتبار ربح أصحاب المشاريع وربح الدولة أيضا ؟ أنصح فخامة دولتنا الموقرة أن تتحول إلى مهرب أو بائع مخدرات حتى يمكنها أن توفر هذا المبلغ ولكي تنجح في ذلك فما عليها إلا أن تتكفل بإشهار المواد المهربة على حساب المواد المصنعة محليا وأن تقوم بحملة وطنية للترويج للزطلة والغبرة درءا لمخاطر البيرة والمرناق والسجائر على صحة شبابنا .
سأعود في مناسبة أخرى للحوار الوطني الاقتصادي الذي أقترح تسميته بالخوار الاقتصادي.
#توفيق_السالمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟