أحمد زحام
الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 17:33
المحور:
الادب والفن
يأتي كل يوم مع النهار القادم ..تطل عليه الشمس من مهدها لتطمئن على وجوده بيننا ، يفتح دكانه في سوق العطارين ، مفاتيح دكانه العتيقة لا تفارق يديه ، يسبح بحمد الله ، ويفتح مذياعه على صوت فلسطين من القاهرة ، يجلس على مقعده الذي اعتاد الجلوس عليه من أيام جده ولا يبارحه ، يأتيه صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد " هل أتاك حديث الجنود " .
يسأله من يضع طاقية صغيرة في مؤخرة رأسه :
- ماذا تنتظر ؟
- الجنود
- لقد انفرط عقدهم .
- يأتون رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق .
يضحك الرجل الذي يضع طاقية صغيرة في مؤخرة رأسه ويقول :
- ألن تبيع دكانك ؟
- ألن تترك مفاتيح دكانك العتيقة يوما ؟
- ألم يحن الوقت بعد ؟
- متى تبيعه ؟
- أجب يارجل .
والرجل الجالس على مقعده الذي اعتاد الجلوس عليه من أيام جده يقول :
- هذا الدكان ملك أجدادي هل تستطيع أن تأت لي بموافقتهم على البيع ؟
- وأين هم الآن ؟
- في تراب القدس العتيقة
رحل الرجل الذي يضع طاقية صغيرة في مؤخرة رأسه ، وصوت المذياع يأتيه من خلفه :
- هنا صوت فلسطين من القدس .
#أحمد_زحام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟