وطني .. طوفان الدم ...

دينا الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وطني .. طوفان الدم ...

عاتبوني كثيرا .. و هاجمني البعض هذا الصباح لما نشرته من كﻻ-;-م قاسي و جارح .. فربما فقدت إتزاني .. و بدرت مني كلمات قاسية بحق الجميع و بحق الشعب المغلوب على أمره .. لكن لتعذروني .. إعذروني فقلبي على شعبي .. ما عدت أحتمل رائحة الموت .. و ﻻ-;- الكراهية .. و ﻻ-;- بث السموم و الأحقاد و الأكاذيب .. شعب بﻻ-;- أمان .. بﻻ-;- خدمات .. بﻻ-;- إعمار .. إرهاب يتناسل بسبب الفشل الأمني و اﻻ-;-ستخباراتي الذريع .. حكومة عاهرة فاسدة مفسدة تساوم على دم الشعب .. كتل سياسية طائفية (شيعية و سنية) تنهب من المال العام .. كتل سياسية تدعم الإرهاب .. و لكم أمثلة مؤلمة إستحضرتني الأن : 600 فدائي من فدائيي صدام المقبور يعودون الى أحضان وزارة الداخلية العام الماضي .. أزمة الكهرباء و الشهرستاني و ألف ليلة و ليلة .. وكيل وزير التربية يصف المعلمين (بالمطايا) .. إبن وزير النقل يلعب جولة بمﻻ-;-حتنا الجوية .. حرب الشعب ضد داعش تأخرت و مناصات الذل و المهانة إعتﻻ-;-ها الإرهاب على مدار عام كامل و القائد الضرورة لم يحرك ساكن حتى قرب موعد الإنتخابات .. فأعلن إنطﻻ-;-ق المعركة لغرض إنتخابي حقير و هو البقاء في السلطة عبر إستدراج مشاعر المستضعفين و مغازلة مخاوف الشعب .. و هاهو جيشنا الباسل يقدم شهداء بالجملة دافعا ثمن عنجهية المهووسين بالسلطة .. إسألوا لم لم تنطلق الحرب ضد اﻻ-;-رهاب قبل عام و قبل أن يتناسل اﻻ-;-رهاب و تتكاثر المعسكرات و يستقوي ذاك الوحش ؟! .. سنجدهم قريبا على طاولة الحوار جميعا و داعش ذاك الجنين المتوحش الهجين من بقايا القاعدة و الحرس الجمهوري سيصول و يجول و ينمو و يكبر و لن ينتهي طالما هؤﻻ-;-ء في السلطة و قد نجدهم كبقية الميليشيات كركن من اركان السلطة بعد مساومات بخسة .. مسرحيات سمجة إنطلت على شعب يعاني الأمرين منها مسرحية فتح السيطرات و التقليل من اﻻ-;-ختناقات المرورية خﻻ-;-ل شهر الدعاية اﻻ-;-نتخابية .. و سرعان ماعادت الأزمة بعد إنتهاء الإنتخابات .. جميعهم بسنتهم و شيعتهم و قومياتهم المختلفة نادوا بالتغيير .. قالوا حكومة أغلبية فصدقتم .. هم ذات التحالفات و الوجوه لكن بمسميات جديدة من أجل الكرسي و المال .. و هذا إلك و هذا إلي ... حكومة محاصصة طائفية بإمتياز ستكتشفوها بأنفسكم .. و ﻻ-;- تغيير و أصواتكم ذهبت هباءا منثورا .. صوت الفقير محارب .. صوت الحق محارب .. صوت المظلوم محارب .. صوت المثقف محارب .. صوت اللاطائفي محارب .. صوت المدني محارب .. صوت النساء محارب .. و مشعان الجبوري في أحضان الحكومة ! و علي حاتم سليمان غادر العراق الى عمان و عاد و تحت أنظار السلطة العراقية! و الهاشمي المدان بالإرهاب تم تهريبه بصفقة مع الحكومة من مطار بغداد و الى أربيل و الى الخارج ! .. فﻻ-;-ح السوداني في لندن يعبث بأموالنا المسروقة .. علي الدباغ من الطلقاء .. شركة نفط الجنوب و أموالها بيد الحيتان المتنفذة في السلطة دون ذكر أسماء حفاظا على أرواحنا .. إسألوا أهل البصرة أين أموال شركة نفط الجنوب .. أين مدينة بسمايا .. إختﻻ-;-سات في إختﻻ-;-سات كحال المدينة الرياضية و إختﻻ-;-ساتها .. ننادي في تظاهراتنا بالخدمات و بالضد من البعث و اﻻ-;-رهاب و داعش و تقاعد البرلمانيين .. نتعرض للضرب من قبل سوات و المﻻ-;-حقة و اﻻ-;-عتقال .. كفاءات علمية مناهضة للبعث المقبور تستبعد من اﻻ-;-نتخابات بأمر من مكتب وكيل وزير الداخلية و البعثيين من مطلكها لنجيفيها باقون في السلطة .. إمتيازات ضخمة و رواتب ضخمة لأعضاء الحكومة و البرلمان .. سويعات و برلمانهم أقر رواتب تقاعدية لهم و تقاسموا الكعكة .. و موازنة الدولة قد تدخل عامها الثاني و لم تقر و الشعب ﻻ-;- معين له .. أمثلة مأساوية كثيرة نعيشها و نعانيها و قد ﻻ-;- تستحضرني الأن و قد ﻻ-;- تكفي كل الصفحات لسردها .. و تلوموني و تعتبون لم قسوت بكﻻ-;-مي هذا الصباح .. ألا يحق لي أن أبكي بحرقة لمن ذهب و رحل عنا مودعا ضحية اﻻ-;-رهاب و الفشل اﻻ-;-مني و المساوامات و السيطرات الفاشلة و صفقة السونارات المزورة و التي لم يحاسب عليها أي قائد أمني من أعلى هرم السلطة حتى أصغر موظف متورط في هذه الصفقة .. دماء الشعب برقبة هؤﻻ-;-ء .. الا يحق لي أن أستصرخ ضمائركم و أنا أرى العراقيين يقفون تحت وطأة الشمس اللاهبة لساعات بسبب سيطرات فاشلة .. ذل و مهانة و أمن مفقود و إبتزاز و عهر و دجل و اعﻻ-;-م كاذب .. اﻻ-;- يحق لي أن أبكي بحرقة لأنكم بأصواتكم ذهبتم و أضعتم أنفسكم و نحن معكم و البلد في متاهات تجار العهر السياسي ...

طوفان الدم ...

في وطني فقط
الدم يبحث
في الف درب
عن ميتات مجلجلة
ينظر بطرف العين
لسموات صلدة
يئن على الأبواب
يهرب الى الزوايا
يحبس نفسه في الأعالي
إنه عنفوان الغابة
ينسل من الشقوق
و يخلف لنا الأجساد
و حزنا زائفا باهت اللون

في وطني فقط
شاحبون أمام الموت
نثمل وجعا
و نترنح أبدا
في طوفان الدم ...

13 أيار 2014
دينا الطائي

#دينا_الطائي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات