سمير هزيم
الحوار المتمدن-العدد: 4447 - 2014 / 5 / 8 - 13:47
المحور:
الادب والفن
النشيد ...
في ضيف 2011
دعاني احد الأصدقاء للاعتصام وإنشاد النشيد الوطني حماة الديار تحت راية العلم السوري ... ومطالبة النظام بإجراء الإصلاحات التي يطالب بها الشعب ...
قلت له : انها فكرة نبيلة وانا جاهز للمشاركة
ثم سألته : اين المكان ..؟
قال : لم نتفق بعد ونحن مختلفون حول المكان ..
وسألني اين تقترح ان يكون المكان ..
قلت له عند تمثال صلاح الدين بالقرب من مدخل سوق الجمدية ...
قال : جميل وسأخبرك بعد ان نتفق ..
في اليوم التالي صباحا
اتصل بي .. وقال:
الأكثرية يريدون ان يكون الاعتصام امام جامع الحسن كي ينضم إلينا المصلون ...
قلت له انا لا ارغب إطلاقا بهذا التوجه والتصبيغ الديني لاعتصامنا .. يجب ان يكون بعيدا عن الدين ...
قال : هيهات ... أولئك لن يشاركو اذا لم يكن الاعتصام إما امام جامع الرفاعي او جامع الحسن ..
وبما ان الرفاعي ضمن مرمى مخابرات أمن الدولة .. فيستحسن ان يكون جامع الحسن .. قلت له انا لن أشارك ..
ترجاني وقال وجودك ضروري ... لأنك من الساحل ..
قلت له : كمان في هيك حسابات ..؟
قال نعم للأسف ..
كنت محرجا .. وتمنيت ان يكون في مكان اخر كي اذهب وانا متحمس ومقتنع .. لكني
انصعت لرغبة صديقي بالدرجة الاولى ..
وعلى الرصيف هناك امام مدخل المسجد وجدت عددا من الوجوه الفنية والأدبية وكلهم مثقفون .. اصطفينا وبدأنا بالنشيد مع خروج المصلين من الجامع ...
ولم نزل في مطلع النشيد ..
بدا الدفش من الخلف من جهة المصلين الذين لم يكونو يرغبون بوجود سيدات غير محجبات على مدخل المسجد ..وعبارة ( الله اكبر ) التي غطت على النشيد الوطني ..
وهجمت علينا مجموعة كبيرة من الشبيحة من أمامنا ..
تذكرت طارق ابن زياد يومها ...
الشيوخ ورجال من ورائكم ...
والشبيحة من أمامكم ..وكان ماكان ...
وذهب المشروع. السلمي الوطني الحضاري ..
وفلت من أيدينا العلم السوري ووقع على الارض وداسته الأقدام من هنا وهناك ..
ولم يكتمل النشيد ...
#سمير_هزيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟