أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صحن - لا تنتخبوا ام - زرزور-














المزيد.....


لا تنتخبوا ام - زرزور-


احمد صحن
كاتب وباحث

(Ahmed Sahan)


الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 20 - 17:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ضمن الموروث الشعبي الحكائي, ثمة حكاية تتسم بالحكمة والطرافة في آن, استحضرتها من ارشيف ذاكرتي وسأنسجها على النحو التالي:
ثمة شاب يافع, يتيم الاب, يعيش مع والدته, ويعتاش على التحطيب, يخرج كل صباح, يجمع ما تيسر بيده من خشب الغابة, فيبيعه, ليكف نفسه ويسد رمقه, ويحفظ ماء وجه من سؤال الاخرين, والدته امرأة متدينة للغاية, حتى انها تكان الا ترد التحية على ابنها الوحيد الذي يعيلها, اذ طلبت منه كذا مرة ان يقلع شجرة السدر( النبگ) النابتة بين بيته وبيت جاره..
كانت والدته تتحجج بان تلك الشجرة اصبحت مكانا للتلاقح الجنسي بين طائر الزرزور وانثاه, وتقول لولدها, كل يوم: يا ابني اقلع هذه الشجرة, انا استحرم ويقشعر بدني عندما اشاهد الزرازير وهي تمارس الجنس¡-;---;--¡-;---;--¡-;---;--!!!
لكن اجابة ولدها غالبا ما تكون بالرفض, كون تلك الشجرة تدر مالا وفيرا في موسم الـ" نبگ" كما انه اخبر والدته بأمكانها ان تحجب ناظرها عن تلك الشجرة, لكن للاسف كل محاولات الولد فشلت, لم تكف والدته واصرت على قلعها, ولم يكن بيد الشاب المكافح اي حلول سوى قلع الشجرة لتكتمل عبادة امه..
مضت الايام, وذات صباح, تعثر رزق الشاب وعاد في الضحى خالي الوفاض, ولم يترزق.. دخل البيت خلسه اليائس, خلسة غير مقصودة, وتفاجئ حين شاهد جاره يمارس حركته الافعوانية مع والدته, دُهش وجن جنونة, ادرك ان شجرة السدر كانت تخدش يداه وقدماه حين يقفز لمضاجعة والدته.. شُل تفكيره, وغادر البيت دون ان تشعر به والدته ( ام زرزور), ولشعوره بالعجز امام اي تصرف مع والدته, فعاقبها بالهجران وترك البلاد كلها, ودخل الى بلاد غريبة, ولسوء حظه, كان دخوله لتلك البلاد تزامن مع سرقة خزنة الوالي, فكان اول المعتقلين من الغرباء, وحين امتثل امام الوالي, قذف بتهمة سرقة الخزنة, كونه الغريب الوحيد, وحكم عليه بالاعدام..
تحدقت عيناه بوجه الوالي, وطلب ان يتكلم, وان تكون اذن الوالي سماعة لما سيقول, اجابه الوالي, تكلم :
نطق الولد وقال, يا مولاي, ان اعدمتني لم تحصل على خزنتك, وان سمعت نصائحي سوف تعثر على من سرقك, وان فشلت فلم يمسك الضرر وانت ماض في حكمك عليّ..
اجابه الوالي: قل ما عندك يا فتى!
طلب الفتى ان يقوم الوالي بعقد اجتماع لكافة وزراءه ومقربيه وقاضي قضاته, فلم يبخل الوالي واحتكم لفراسته وصبره وادرك ان الصبي يمتلك حكمة ما , واعطاه ما يريد..
طلب الفتى من الوالي ان يزج بالسجن كل من يقع اصبعه على الاشخاص الحاضرين, فحظي الفتى بهذا الطلب.
بقي الفتى يحدق بناظره على الحاضرين من الوزراء وحاشية السلطان, ورأسه يدور يمينا وشمالا, ورأى احدهم يمسك مسبحة ويتمتم بفمه, فكان اول السجناء, وراح اصبع الفتى يشير على شخص كان يقف على يمين الوالي, كان ملتحي وجباه مرصعة بسواد اثر السجود, فكان ثاني السجناء, ومن ثم تلاه الوزير الذي كان يحمل القرآن ويتكلم ببضعة ايات بين الحين والحين, اكتمل ثالث السجناء..
نفد صبر الوالي وصاح للفتى بصوت عال, لم اعد اصبر عليك, آت ما عندك لقت رميت ثلاثة اسخاص مقربين مني, واتهمتهم بسرقة الخزنة, وهم وقورون ومتدينون ويقضون اغلب اوقاتهم بالقيام والسجود..
صمت الفتى لبرهة, ثم نطق, وقال:
يا مولاي تعال لنتجسس على حديث السجناء, اصطحب الوالي الفتى بمعزل عن كل الحاضرين, وسمعا دندنة السجناء فيما بينهم وهم يتساءلون عن قدرة الفتى في معرفة سرقتهم, احدهم قال, ربما شاهدنا ونحن ندفن الخزنة في بستانك, وآخر قال: ربما شاهدنا حين كنّا نحملها في الطريق المظلمة..
المهم هنا ان الوالي تأكد ممن سرقه, وعادت الخزنة, لكن ثمة سؤال في ذهن الوالي بدا يطرح نفسه ويعود ويقف وينتصب بشدة, الا وهو:
يا فتى من اين اتيت يتلك الفراسة والحكمة, اجابه الفتى يا سيدي الوالي اتيت بتلك الفراسة والحكمة من والدتي ام " زرزور" ..



#احمد_صحن (هاشتاغ)       Ahmed_Sahan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا هربت من الموضع الدفاعي
- مردوخ يستجيب لنبوخذ نصر
- العراق بقيادة الذهن الثيوقراعلماني
- أوجه الانسحاب الأمريكي المتعددة، تخلو من النصر
- العراق أولى ساحات الحوار المسلح
- العراق بفساده الإداري ، ورشة للشيطان
- عراق ما بعد الانسحاب
- التاسع من نيسان، لحظة الانهدام الشامل
- أوباما والحوار المسلح
- احداث 11سبتمبر - زلزال لم يطح بالغرب الجديد
- طبول الحرب لا بد ان تقرع في الخليج
- مسارات التغيير تبدأ من القمة
- الدكتاتورية - ذاكرة ، هاجس ، ممارسة -
- حزب الله واولمرت بين الحماقة والجنون
- الحرب الخفية في العراق
- الكرة في ملعب الشعب
- مرايا 11 سبتمبر


المزيد.....




- هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل ...
- في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو- ...
- الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م ...
- البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
- السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز ...
- دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
- ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد ...
- تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
- مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صحن - لا تنتخبوا ام - زرزور-