عفيف إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1255 - 2005 / 7 / 14 - 12:58
المحور:
الادب والفن
ملك الصمت المشغول بالفراغ
يصغي دائما لأوتار بعيدة
لا أحد يتذكره
إلا عندما يراه امامه
غائباً مع نفسه عن نفسه..
أمه
تحاول ان ترتق صهيل اوجاعه
يوماً
بعد
يوم
يتلاشئ من بين اصابعها
شئ ما ينخر روحه
التي لا تنعشها سوي عطوره الخضراء ودخانها المستطيل..
فيتبخر وراءها مثل دخان اعواد ند هندي إلي عوالمه الندية
تقترب منه: تجده قد غادر المكان إلي هناك!
تبتعد منه: تجد ابتسامته هنا!
بالكاد تلتقط الأُذن المرهفة صوته الهامس
مثل ظل نعسان/
كسولاً متمهلاً يسير في شبه ذهول
كأن الأمكنة
والناس/
والاشجار/
والشوارع/
والحوانيت/
والعربات/
هي التي تمر به..
ينسي كل شئ
يغيب عن كل شئ
.. لكنه في حاضراً في جميع الصلوات
وجهراً يعبد النهر والأصباح/ ويرتل مجذوباً آيات الهيام بالنجم
والازهار
والهديل..
في أوان المطر الإستوائي وصواعقه الساحقة
يهرع الجميع إلي الداخل
يحمل كرسي الخيزران
وهكذا
يجلس في منتصف الشارع بكامل هندامه وإبتسامته الهاديه
كأنه تمثا ل شارد للتو بجسده النحيل من احد معارض"جاكوميتي"..
لا عدو له
إلا
الضجيج والفوضي
صديقه الأقدم: النيل الأزرق..
صديقه المفضل: أي وقت به خفوت..
صديقه الثالث: غير موجود..
11/يونيو2005
#عفيف_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟