|
غربة واغتراب
خليل الشيخة
كاتب وقاص
(Kalil Chikha)
الحوار المتمدن-العدد: 1253 - 2005 / 7 / 9 - 09:21
المحور:
الادب والفن
أن تكون في الغربة فانها مسألة محسومة . أي ستكون واحدا من الناس الذين يشعرون بعدم الانتماء لثقافة ولغة ومجتمع مكان ما. تلك الغربة التي يسببها عدم التواصل مع الجو الجديد. تقف هذه الغربة مثل جداران متتالية ، ما ان تجتاز الأول حتى تصطدم بالأول والثاني والثالث . . وهكذا. وعلاة على ذلك هو أن تشعر وبكل بساطة بأنك انسان زائد أو غير مرغوب به. اما الاغتراب فهو أقسى أنواع الغربة . ماساقني لهذه المقدمة هو زيارتي للوطن مؤخرا ومكوثي فترة طويلة. وهنا يبدأ التعرف ليس على معالم الوطن فقط بل الى نفسك مرة اخرى. . وشيء واحد لاتستطع أن تسيطر عليه هو مجمل مقارنات تفرض عليك بثقل . وبعد ثلاث اشهر من المجاملات تبدأ الصورة تتضح وينفض عنك الاقارب ويذهب كل الى مشاغله . وتتخذ صور كثيرة اشكالا ما ان تنجلي أمامك ربما كانت خافية عندما كان الناس حولك. وتشعر بأنك وحيد لسبب أنك فقدت هذا التواصل الذي كان يحتضنك. تتجول لوحدك بالأسواق والشوارع. وتحس لفترة ما انه لايجمعك مع الناس هؤلاء أي شيء. لأنك عشت غربة في الخارج وهاانت تحيا غربة اخرى في الوطن. وتغوص في داخلك أكثر تبحث عن أجوبة، هل أنا وحدي اشعر بالغربة أم الناس جميعا. وتطرح على نفسك السؤال كيف تكون في غربة مرتين . مرة في امريكا ومرة في الوطن. أنت اخترت غربة امريكا لطموحك لكنك لم تختر غربة الوطن. تذكرت صديق لي كان كلما رأيته يتشكى ويلعن الساعة التي اتى بها الى امريكا. وعندما طرحت عليه سؤال مالذي يبقيه هنا اذا. قال : اللقمة. لاأظن أن احدا منا يموت من الجوع في الوطن . اللقمة جزء من المشكلة . لكن اللقمة بكرامة هو الأهم . أن تشعر بأنك انسان ولست مجرد رقم يضاف الى دائرة النفوس. وبذلك يطرح سؤال آخر في غاية الأهمية : ماهو الوطن . هل هوالجغرافيا، اللغة، الأهل ؟ علاوة عن كل هذه المفاهيم ، فهي عمومية ولاتكفي . ومن خلال احاسيسك تركض اليك الأجوبة بأن الوطن اكبر من ذلك وأهم بكثير من الجغرافيا واللغة. لأنك تجد ارضا وترابا في كل مكان وباستطاعتك أن تتعلم لغات اقوام اخرى وتحيا معهم. واتذكر في هذا السياق كتاب محمد الماغوط (سأخون وطني) لأنه كما يقول بأنه سيخون ذلك الوطن الذي لايحقق كرامته ولايعطيه امننا على حياته . احيانا الانسان لايختار الغربة بل يجبر عليها واكبر مثال عل ذلك هو الدكتور حامد أبو زيد عندما خرج الى المنفى. ففي مقابلة صحفية معه كان السؤال : هل تحن الى وطنك ؟ فقال أنا لست بحاجة الى وطن يذلني فهو طردني ولااريد أن أعود اليه عندما أموت لأنه اخرجني حيا
#خليل_الشيخة (هاشتاغ)
Kalil_Chikha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عصور وايدلوجيات
-
أكتشافات خطيرة
المزيد.....
-
صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا
...
-
-القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب
...
-
ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور)
...
-
إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر
...
-
روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال
...
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
-الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ
...
-
عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع
...
المزيد.....
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ أحمد محمود أحمد سعيد
-
إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ
/ منى عارف
-
الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال
...
/ السيد حافظ
-
والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ
/ السيد حافظ
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال
...
/ مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
-
المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر
...
/ أحمد محمد الشريف
-
مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية
/ أكد الجبوري
المزيد.....
|