أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شريف عشري - جوهر الإنسان وجوهر الله















المزيد.....

جوهر الإنسان وجوهر الله


شريف عشري

الحوار المتمدن-العدد: 4412 - 2014 / 4 / 2 - 03:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل انا ثلاث اشخاص فى واحد ...أم شخص واحد ؟ ماهى طبيعتي البشرية ؟
كثير منا مر عليه تساؤل ماهو الفرق بين النفس والروح والجسد وهل الثلاثة يمكن ان يشتركوا ويتفاعلوا مع بعض وهل بانتفاء اى ركيزة منهم ينتفى وجود الانسان . وهلى لابد من توافرهم مجتمعين بدون مزج او خلط حتى نكون بصدد إنسان واحد كامل ؟
كثيرا جدا ماراودني هذا التساؤل ولاحظت ان الانسان أو الأنا عبارة عن إتحاد بين ثلاث عناصر أو ركائز وهم النفس والروح والجسد ....
فالجسد هو وجودى وشغلى حيز من الفراغ وبالتالى فلى حجم وحجمي يعرف بما أشغله من حيز فى الفراغ حسب تعريف مصطلح الحجم فى الفيزياء ...
أما روحي فهى غير منظورة وبالرغم من انها ليست مادية وانها غير منظورة اللا انها بالتأكيد القوة الدافعة الخفية الباعثة على الحياة فى كل خلية حية فى جسمي ...فأصغر وحدة فى جسمي الحي هى الخلية والخلية تتكون من نواة وظيفتها التكاثر ..وسيتوبلازم يحيط بالخلية وبروتوبلازم داخل الخلية ويحيط بالنواة والثلاثة بيشتغلوا كل يعمل بوظيفته والسؤال ما الدافع او ماتلك القوة التى تحفزهم على الشغل ..والاجابة بالتأكيد تكمن فى الروح التى تملك شفرة التواصل مع تلك الاجزاء فى الخلية كأصغر وحدة فى جسم الانسان وبالأمر المباشر تدفعها للعمل.... والروح قوة غير مرئية ولولاها لتجمدت وظائف الجسم كله ولمات الانسان على الفور !
أما بخصوص النفس فهناك قرارات ورغبات خفية داخل كل انسان منا تحتاج دائما للتفكير والمفاضلة واتخاذ القرار أى تحتاج الى عقل مفكر ...فبالرغم من ان هناك انشطة غير ارادية داخل كل خلية وفى الدورة الدموية وضربات القلب ووظائف الكلي ...بالرغم من أن تلك الانشطة لايملك الانسان عليها ارادة بل تملك روح الانسان ارادتها عليها وتشغلها تلقائيا ...بالرغم من هذا فان هناك ما تملك النفس ( أو العقل ) التحكم فيه ...هل آكل أم أمتنع عن الاكل ..هل أحب أم أكره ...هل أكذب أم اكون صادق .....الخ .كل تلك القرارات تحتاج رقابة من النفس أو بالأحرى من العقل ...وهناك فارق بين العقل والمخ ..المخ عضو أو جسم مادى ينطوى على نوعين من الوظائف احداها لا ارادية تتحكم فيه الخلايا التى تخضع فى عملها للروح وهناك جزء ارادي وهو العقل والتفكير تتحكم فيه النفس ..
.جملة القول ان الانسان هو جسد له متطلبات جسدية وغريزية ويمثل وجود الانسان + روح لها متطلبات روحية وتمثل القوة الدافعة والمحركة لحياة أجزاء جسد الانسان + نفس وتمثل العقل المفكر والكلمة والمنطق الذى يتحكم فى السلوك الارادي للانسان ...

جميل جدا لكن الجمع هنا بين الثلاث ركائز لا ينبغي ان يكون جمعا جبريا ولا جمعا حسابيا ..إنما هو جمعا إحتماليا يخضع لقوانين الاحتمال ...بمعنى أن :

body U soul U logic = human

U ترمز الى اتحاد -union- ومن ثم نترجم المعادلة على أنها :

(الجسم )اتحاد (الروح) إتحاد (العقل أو المنطق) يساوي (الانسان )

ولو أدخلنا الاحتمال على المعادلة السابقة فيكون : ( لاحظ أن U تتحول الى + بعد ادخال الاحتمالات على المعادلة وهذه قاعدة رياضية )

ح (الجسم) + ح (الروح) +ح (النفس أو العقل ) = 1

ح ... ترمز الى إحتمال

إذن بالاثبات الرياضى اثبتنا ان الانسان واحد بالرغم من أن طبيعته أو جوهره ثلاثة !
ونلاحظ هنا أن الروح والجسد والعقل أحداث غير مانعة بالتبادل mutual events بمعنى ان إنتفاء أى ركيزة منها يعنى انتفاء كل الانسان ...بمعنى لو نظرنا للانسان على انه جسد وروح واهملنا العقل لوجدنا انفسنا اننا امام انسان له وجود وحى بينما هو مجنون بلا عقل ...
ولو نظرنا له على اساس ان له روح وعقل وليس له جسم فاننا نكون اما كائن حى ومفكر لكنه غير موجود وغير منظور !
ولو نظرنا للانسان على اسا ان له عقل ووجود وليس له روح فاننا اما جماد مفكر لكنه بلا حياة !
لذلك من المنطقي جدا أن ننظر للانسان على اسا ان له روح وعقل وجسد ولايمكن اغفال اى من الركائز الثلاثة حتى نكون اما إنسان كامل حى بروحه موجود بجسمه متكلم بعقله ومنطقه .
الخلاصة الإنسان نفسه ثالوث فى واحد وتلا يمكن ان تخيله غير هكذا ...وعندما نقول انه ثالوث فى واحد فاننا لا نعنى ان الانسان ثلاثة منفصلين عن بعض بل نعنى ان الانسان له ثلاثة اقانيم او ركائز متحدة بببعضها البعض بدون خلط او مزج وكل ركيزة او اقنوم له دوره ولايمكن ان ينتفي لان انتفاء اى اقنوم معناه انتفاء للانسان ككل.
+++
بنفس المنطق السابق يمكن النظر الى طبيعة الله
ففي الاسلام مثلا هناك حديث صحيح بما معناه : " خلق الانسان على صورة الرحمن "
وفى اليهودية والمسيحية نرى فى العهد القديم أن الله يقول بما معناه انه خلق الانسان على صورته ومثاله !
يعنى كل من الاسلام والمسيحية واليهودية تتفق على أن (جوهر الانسان) يؤخذ ويروى من
( جوهر الله ) ويكون على مثاله وشبهه ! ...
لذلك نقول بناءا على ما سبق أن جوهر وطبيعة الله هى أيضا ثالوث فى واحد ...فالآب ( وليس الأب كما درج الكثير على نطقها هكذا ) هو الوجود ...فالله بالتأكيد موجود لكن وجود الله لانهائي وغير محدود unlimited بينما وجود الانسان محدود-limit-ed
وروحه هى الروح القدس ولكن روح الله هى الباعث والقوة الدافعة لجميع اشكال الحياة فى الكون الذى نعرف القليل عنه وفى الاكوان التى لا نعرف عنها شيئا ! فروح الله (غير محدود) بينما روح الانسان (محدودة )
( لاحظ ان روح الله بالمذكر وليس المؤنث )
وعقل الله أو كلمته هو المسيح لذلك نقول على المسيح أنه كلمة الله المتجسدة ...والقرآن نفسه يذكرها صراحة حيث يقول : " إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ (( وَكَلِمَتُهُ )) أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ((وَرُوحٌ مِنْهُ )) فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ"

نعم المسيح هو الكلمة وهو الكاهن والسيد الذى خضعت له قوى الطبيعة والذى أتى بمعجزات خارقة لم يأت بمثلها اى من الأنبياء السابقين ...المسيح خلق وأحيا الموتي وأبرا الأكمه والأبرص والمفلوج وشفى المرضي وسيطر على الطبيعة ...الخ من الافعال التى تنسب فقط لله ولم ياتي أى من البشر بها لا من قبله ولا من بعده !

فاذا تتبعنا نفس المنطق السابق نقول أن الله لايمكن النظر اليه على انه له روح وموجود ونهمل كلمته المتجسدة واللا نكون أمام إله موجود وحى لكنه غير عاقل !

ولا يمكن أن ننظر لله على انه له كلمة وموجود بينما نغفل الروح لننا بذلك نكون امام اله عاقل وموجود لكنه ميت وغير حي ...

ولا يمكن ان ننظر لله على انه له عقل وله روح بينما نهمل الوجود (الآب) لاننا نكون بذلك اما اله عاقل وحى بينما ليس له وجود ..

إذن عندما ننظر الى الله فينبغي ان ننظر له على اساس انه له وجود (آب) وحى بروحه ( روح قدس ) وله عقل ومنطق وكلمة متجسدة ( الإبن أو المسيح ) واغفال اى من الاقانيم الثلاثة يعنى مباشرة اننا سوف نكون امام اله غير كامل ...حاشي طبعا ..لأننا بالحقيقة أما إله يتصف بكل كمال وينزه عن أى نقس .... أله ثالوث فى واحد ..خلق الانسان نفسه على صورته ومثاله ايضا ثالوث فى واحد ...مع فارق ان ركائز جوهر الله غير محدودة وأبدية غير قابلة للفناء لسبب بسيط لأنه إله وخالق !!! اما ركائز جوهر الانسان فهى محدودة وقابلة للفناء بفناء الانسان نفسه لسبب بسيط لأنه إنسان وقابل للفناء .
وحملة القول أن المعادلة الرياضية بالنسبة للإله تكون :

الآب U الإبن U الروح القدس = الله

وعند ادخال الاحتمالات على المعادلة يكون :

ح ( الآب) + ح ( الإبن ) + ح ( الروح القدس ) = 1

أى ان الله ثالوث فى واحد

+++
والغريب ان الرقم ثلاثة هذا بالفعل رقم مقدس ! فالدنيا كلها حولنا تصرخ بهذا الرقم
فحالات المادة ثلاث ( صلبة ، سائلة ، غازية )
والذرة عبارة عن ( إلكترون سالب ، بروتون موجب ، نيوترون متعادل )
وجسم الانسان نفسه عبارة عن ( رأس ، جذع ، أرجل )
وصوبع الانسان نفسه ثلاث عقل فى صوبع واحد !
وتعاليم الاسلام نفسها تقدس الرقم ثلاثة :
فالوضوء يكون على كل جزء من اجزاء الجسم ثلاث مرات
فى الركوع سبحان ربى العظيم ثلاثا !
فى السجود : سبحانربى الاعلى ثلاثا
الطلاق لا يكون بائن بينونة كبري اللا لما يكون بالثلاث !
الاستغفار عادة ثلاثا
قراءة المعوذات تكون ثلاثا
التسبيح بعد الصلاة ثلاثة وثلاثين 33 مرة !
.....الخ من الامثلة التى لا تنتهى والتى ان دلت فانها تدل على ان الكون كله بيصرخ ويتحدث بالثالوث .



#شريف_عشري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعادة والرضا بين الإسلام والمسيحية
- إنتحار قطر
- فوبيا العسكريين
- الفعل ورد الفعل
- لماذا أنا متفائل ؟
- حتمية التقشف
- مقومات التخلف


المزيد.....




- خوف وبكاء.. شاهد لحظات رعب عاشها طلاب يحتمون أثناء وقوع إطلا ...
- مكتب نتنياهو يعلق على تقرير -إدارة ترامب منعت إسرائيل من الا ...
- مراسلنا: مقتل 34 فلسطينيا بغارات إسرائيلية منذ فجر اليوم بغز ...
- -قيل لي إنه لا ينبغي أن أكون أماً لأنني كفيفة-
- حرب أوكرانيا- واشنطن -ستتخلى- عن -دور الوساطة- في حال عدم إح ...
- لافروف: روسيا مستعدة للمساعدة في المفاوضات بين الولايات المت ...
- الكرملين: مدة اتفاق حظر الهجمات على منشآت الطاقة انتهت ولا ت ...
- زيلينسكي يوقع قانون تمديد الأحكام العرفية والتعبئة العامة
- بكين وواشنطن.. حرب تجارية عالمية
- أحزاب جزائرية تؤيد موقف السلطات من باريس


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شريف عشري - جوهر الإنسان وجوهر الله