أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الموت على سرير الآلهة _ قصة قصيرة ح2














المزيد.....

الموت على سرير الآلهة _ قصة قصيرة ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4406 - 2014 / 3 / 27 - 00:54
المحور: الادب والفن
    


أول أنتصار أحسست به وأزال عنا غبار الهزيمة تأميم النفط خرجت عصر ذلك اليوم الحزيراني برغم أنني في الأربعين لأطوف في ساحات المنصور كطفل يتيم وجد لعبته الضائعة مزهوا أمام أقرانه , كل شيء في جسدي كان يرقص نسيت أنني أحمل رتبتي العسكرية ونسيت أنني أمام أمة تنتقد كل من كان مثلي لكنني قرأت في عيون الناس رائحة التشفي من ذلك المتغطرس الذي أذاق الناس ذلا العبودية وهو يسرق حليب بقرتهم دون رحمة , كانت أيام وليالي عظيمة أمتدت لأشهر متواصلة تشحذني همة أن أجرب سلاحي الجديد وهو يتدفق علينا من مصادر شتى , في التمارين العسكرية رسمت لنفسي هدف غير ما ترسمه القيادة لنا ,فرضيات وأفتراضات شكلها العام عدو يسكن ذاكرتي ويذكرني دوما أن الرصاصة القادمة ستكون رسولا مني لهم .... لا وجود لهم مع وجودي لأن وجودهم مجرد خدعة لا يقبلها عقلي.
في العيد أيام ما كان للعيد فرحة أتذكر إني وفي الصف السادس الابتدائي ولأول مرة أتخلص من الثوب المعتاد من البازه المخططة أرتديت بنطلونا وقميصا من محلات شارع الرشيد أيقنت أني صرت رجلا يحسب له حساب,أخذتني جدتي إلى خضر الياس قبل يومين من العيد تدعوا لأبي الذي كان مسجونا في كركوك متخلفا عن الالتحاق بوحدته العسكرية ..... نذرت حامض حلو وحلال مشاكل وأشعلت على شاطئ دجله شمعة,نامت تحت سقيفة خضر الياس وهواء دجله العليل في تلك الأصبوحة كلكل برقته على جسد جدتي ونامت نوما عميقا كنت أتأمل وجهها المرسوم كأنه لوحة سريالية فيه التلون والصفاء وفيه حكايات تمتد لخمسين عاما تكتنز أسرار وتوحي بالحكمة أرى حركات شفتيها وهي تتمتم نائمة حاولت أن أقرا في رموش عينها التي لم تسكن وهي نائمة .زفرات تخرج كل مرة من صدرها المتعب المنهك من تدخين المزبن,فزت وتبسمت بوجهي,كانت فرحة جدا على غير المعتاد ,ما الأمر قالت هانت ولانت وذهبت بي مشيا إلى ساحة الشهداء ومنها عبرنا الشط إلى شارع الرشيد.
الحاج أبو محمد في الليلة البارحة كان يعد الشاي بالنكهة العراقية وهو يستمع لأبو محمد يقص ذكرياته كأنهما شهريار وشهرزاد في لياليهم الألف ولا يدري أن هذه الجلسة هي مسك الختام ,مسك الفراق الذي لا عودة منه,يستمع له عن حكاية مقاتلة اللواء المدرع العاشر في حرب تشرين ويكشف له عن أثار الإصابات التي يعتز بها في معركة جبل الشيخ,يوم أنتخى الجيش العراقي وجاء على سرف الدبابات لبيك يا شآم فأنزلت جدائلها دمشق وحلب وعطرتها بعطر القداح العراقي والياسمين كما اختلطا العطران أختلط الدم العراقي مع الدم السوري ..هنا دمشق هنا موطن النصر والتأريخ ...هنا تحيا الشهادة ويسقط الجبن العربي يوم نادى النشيد الله أكبر فوق كيد المعتدي.
في الكشافة المدرسية شدتني لجمال النظام والدقة والتعاون كثيرة هي الصور الجميلة التي أحتقظت بها والدتي وهي تقول دائما أنت عسكري منذ الطفولة قيافتك واهتمامك الشخصي بالتفاصيل الدقيقة وانضباطك كان السبب الذي يجعل منك خيارا مناسبا لكل معلمي ومدرسي الرياضة في مدارس المنطقة,وحدها سنة 53 لم تنظم إلى فرقة الكشافة كان حقدا من مدير المدرسة عندما أبعد كل الطلاب ذوي الميول الوطنية منها وأكثر فقد قرر طردهم ونقلهم لمدرسة بعيدة , هذا ما عرفته منها لاحقا وليس كما كنت أظن في حينها أن أمي هي التي رتلت أمر نقلي من المدرسة خوفا من مرافقة الشيوعيين والبعثيين ,بسببي كان النقل من محلتنا إلى محلة في أطراف بغداد ,الوشاش التي ولدت حديثا هناك كنت أفتقد ذلك الجو الوطني وساقني في حينها حنيني لهم كي أقرأ وأقرأ كثيرا بين المزارع والطرقات , كانت بغداد مقل فتاة عذراء لم تحفل بعد لمظاهر أنوثتها الطاغية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت على سرير الآلهة _ قصة قصيرة ح1
- الزمن وعلم الله ج3
- الزمن وعلم الله ج2
- الزمن وعلم الله ج1
- سرك الحب
- الفلسفة الافتراضية وجه أخر لعالم جديد ح2
- الفلسفة الافتراضية وجه أخر لعالم جديد
- لك أخي الراحل _ كلمات للراحل د محمد بديوي الشمري
- غير أني لا أتذكر _ قصة قصيرة
- أشتراطات التغيير والعمل السياسي في العراق ح2
- أشتراطات التغيير والعمل السياسي في العراق ح1
- امرأة من حرير _ قصة قصيرة
- الهوية الفكرية للمجتمع العربي ح3
- الهوية الفكرية للمجتمع العربي ح2
- الهوية الفكرية للمجتمع العربي
- الحب الأول _قصة قصيرة
- الإسلام وواقع المسلمين ج2
- الإسلام وواقع المسلمين
- من يمنحني روح
- الدين بدالة التدين أفتراق في الجوهر والمضمون ح2


المزيد.....




- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي
- بردية إدوين سميث.. الجراحة بعين العقل في مصر القديمة
- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الموت على سرير الآلهة _ قصة قصيرة ح2