أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - عدلوا الدستور لأنه مطلب جماهيري














المزيد.....

عدلوا الدستور لأنه مطلب جماهيري


سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)


الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 01:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من ضمن مطالب الشعب العراقي المشروعة هو تعديل الدستور وهذا المطلب لامساومة عليه ولاتراجع عنه .لان التعديل يرسى الأساس لنظام سياسى قابل للحياة والتعايش السلمي الكريم المتوازن تحت هوية واحدة فقط هي "الهوية العراقية".ومن دون شك في إن العقلية التي كتبت الدستور الحالي ، لم تكن تملك أدنى حس ديمقراطي ووطني، ففي الوقت الذي كان الشعب ينتظر منها أن تؤسس لبداية جديدة، تمثل الديمقراطية والحرية ابرز سماتها، كان كل حرف في الدستور، يمثل "مشكلة"، أو يقيده بصراعات أو بأشكال متخلفة من حيث بدأنا. والدستور لكي يكون ديمقراطيا، أو يتضمن شيئا من الديمقراطية، يجب أن يكتبه ديمقراطيون، وطنيون، ينظرون الى ابعد مما تراه أعينهم، ويعرفون جيدا بأنهم ليسوا ملائكة ولا هم يكتبون قرانا عربيا، هم ليسوا سوى مجموعة اعتاشت على فتات موائد الغرب جمعهم قاسم مشترك هو "انتفاخ الجيوب" . ونصبت نفسها ممثلة الإله في الأرض، ووصية على عباده، حتى يقررون كيف تكون مصائر الناس والى أي نفق تذهب.
الدستور العراقي الدائم يفتقد الى أهم خصيصتين يجب أن يتمتع بهما أي دستور وإلا كان شعارات فوضوية لا تنتمي الى أي نسق إنساني، وهما؛ إمكانية تعديله عندما تظهر مسألة أو تبرز حاجة ملحة الى تعديل أو إلغاء فقرة أو مادة لا تلائم الواقع أو تقف بالضد من تطلعات الشعب، وثانيا ؛ إن الدستور قد أغفل أهم ركن من أركان الديمقراطية، عندما حرم السلطة التشريعية من حقها في التشريع وأسنده الى السلطة التنفيذية. مما يعني انه ألغى فكرة الفصل بين السلطات وان مشرعيه لا يعرفون إن التشريع يعود للبرلمان لا للحكومة ومجلس رئاسة الجمهورية. نعم هذا ما جاءت به المادة 60 التي نصت على إن مشروعات القوانين تقدم من رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء. بينما سمحت للبرلمان في ذات المادة بأن يقدم عشرة من أعضائه مقترحات للقوانين، يرسلونها بعدئذ الى مجلس الوزراء يحوله الى مشروع قانون ومن ثم يرسله مرة أخرى الى البرلمان لكي يقره أو يرفضه. أما لو فكر البرلمان يوما بسن قانون لم يمر على مختبر الحكومة لسارع رئيسها الى محكمته الاتحادية للطعن به بدعوى عدم دستوريته حتى لو كان هذا القانون سينهي الإرهاب والفساد والقتل فقط لأنه غير دستوري!.
وبما إن الدستور جاء حازما في مسألة تخصص الحكومة ورئيس الجمهورية بإرسال مشروعات القوانين فان مجلس النواب هنا قد خرق قواعد النظام البرلماني عندما شرعا قانونا أضاف إليه هو بعض النصوص التي تختلف عن تلك التي وافقت عليها الحكومة!. وهذا ما يخالف الدستور كليا وبالتالي يجب الطعن به على اعتبار إن الدستور مصون ولا يجوز خرقه حتى لو كان هذا الخرق بسيطا. وهذا الدستور الضعيف رغم كونه مخالفا لأبسط مسلمات الديمقراطية إلا أن صيغته تلائم تماما الوضع السياسي القائم على "التوافق" في الصغيرة والكبيرة والمشاركة الجماعية في الحكومة، فكل من له بضعة مقاعد في البرلمان سوف يطالب بأن ينال شيئا من الوزارات وبالتالي فلا تخلو كتلة برلمانية من ممثلين لها في الحكومة، يعني إن القانون الذي يصدر من الحكومة سينال حتما الموافقة بسبب عدم وجود معارضة للحكومة في البرلمان. فالدستور هنا لم يفرق بين الحكومة والبرلمان، إذ أنهما وجهان لعملة واحدة، وما يسري على النائب يسري على الوزير. لكننا نجد أن القرار الذي يصدر من مجلس الوزراء ويصوت عليها وزراء تابعون لكتلة معينة سوف يلقى اشد المعارضة من ذات الكتلة المنتمي إليها الوزراء رغم أنهم يأخذون أوامرهم من مرجع واحد!. بالمناسبة فان الدستور ذاته لم يعترف بشيء اسمه رئيس الوزراء مثلما رئيس الجمهورية! تقول المادة 66 : تتكون السلطة التنفيذية الاتحادية من رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء. وهذا يعني ان أي قرار يصدر عن الحكومة فهو صادر من مجلس الوزراء وليس رئيس الوزراء. ومجلس الوزراء متكون من أعضاء ينتمون الى كتل سياسية مختلفة كلها متواجدة في البرلمان. ثم إن رئيس الوزراء لا يملك عددا كافيا من الوزراء التابعين لحزبه حتى يمكنه أن يصدر قرارات رغما عن الشركاء.
ومع هذا نجد الحكومة تطعن بأي قانون يصدر عن البرلمان دون إذنها والبرلمان يرى بان القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء هي قرارات يصدرها رئيس الوزراء فقط! .ولنا في قانون الموازنة انموذجا، ففي كل عام يصدر عن الحكومة قانون الموازنة الاتحادية، إلا انه يجابه بالرفض من كل الكتل السياسية في البرلمان، رغم إن وزراء هذه الكتل صوتوا عليه في الحكومة. هذا جزء بسيط من مهازل هذا الدستور .إلا يستوجب تعديله تنفيذا لمطالب الشعب .ولذلك نطمح ان يكون دستور العراق بعد التعديل ان شاءالله في الدورة البرلمانية المقبلة جامعا مانعا يؤسس لحياة مستقرة أمنة ونظام سياسي واضح المعالم اساسه العمل الديمقراطي والإدارة الكفوءة.



#سعد_الكناني (هاشتاغ)       Saad_Al-kinani#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اياد علاوي تحت -التخدير-القطري!
- الهوية العربية العراقية وانتصارها في الانتخابات المقبلة
- الجهاد في -الخدمة الجهادية -!
- احذروا -متحدون-
- المناداة بالتغيير تتطلب المشاركة في الانتخابات
- من اجل التغيير .. المشاركة في الانتخابات
- حقائق بحاجة الى توضيح من قبل رئيس هيئة الاركان المشتركة
- تحويل اقضية تلعفر والطوز والفلوجة الى محافظات جاء في الوقت ا ...
- وجهة نظر سياسية ..الانبار باتجاه الإقليم السني
- الجيش العراقي الحارس الأمين للوطن
- اعتقال العلواني والرسائل المتبادلة بين -متحدون- والمالكي !
- قيادي صدري: نتائج زيارة المالكي لطهران الاخيرة لن تكون في صا ...
- قراءة سريعة .. لا ولاية ثالثة للمالكي
- لماذا يحرص المالكي على عدم سقوط النظام في سوريا ؟
- نيويورك تايمز تطالب اوباما عدم مساعدة المالكي لأنه خارج الوص ...
- نحو اعلام وطني حر
- تنظيم القاعدة الإرهابي وزمام -المبادأة-
- المالكي والولاية الثالثة
- سيبقى الدم العراقي رخيصا في ظل -العملية السياسية-
- المالكي يدعم البرزاني مقابل ولاية ثالثة !


المزيد.....




- خوف وبكاء.. شاهد لحظات رعب عاشها طلاب يحتمون أثناء وقوع إطلا ...
- مكتب نتنياهو يعلق على تقرير -إدارة ترامب منعت إسرائيل من الا ...
- مراسلنا: مقتل 34 فلسطينيا بغارات إسرائيلية منذ فجر اليوم بغز ...
- -قيل لي إنه لا ينبغي أن أكون أماً لأنني كفيفة-
- حرب أوكرانيا- واشنطن -ستتخلى- عن -دور الوساطة- في حال عدم إح ...
- لافروف: روسيا مستعدة للمساعدة في المفاوضات بين الولايات المت ...
- الكرملين: مدة اتفاق حظر الهجمات على منشآت الطاقة انتهت ولا ت ...
- زيلينسكي يوقع قانون تمديد الأحكام العرفية والتعبئة العامة
- بكين وواشنطن.. حرب تجارية عالمية
- أحزاب جزائرية تؤيد موقف السلطات من باريس


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - عدلوا الدستور لأنه مطلب جماهيري