رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4396 - 2014 / 3 / 17 - 09:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المراوحة في المكان
بالأمس استمعنا إلى احد تصريحات القيادات المعارضة في سوريا يطالب، إسرائيل بإيجاد منطقة حذر طيار في الغرب والجنوب من سوريا، حتى تتمكن المعارضة من ترتيب عناصرها المتراجعة، وتحد من قدرة النظام العسكرية، قد يبدو التصريح عادي جدا، ويقول من حق أي طرف سياسي أن يتعامل مع من يلبي مصالحه، هكذا هي السياسية، لكن نحن العرب منذ أن تحالفنا مع القوى الغربية في بداية الحرب العالمية الأولى تعلمنا بان أي تحالف أو تعاون مع الآخر المعادي سيرجعنا ألف عام إلى الوراء. فعندما تحالفنا في بداية الحرب العالمية الأولى تم تقسيمنا إلى دول طوائف أو دول عشائر، وهي الآن واقع ونتغنى به وله، حتى أن البعض منا يعتبر دولته هي الإمبراطورية الرومانية، علما بأنها جغرافيا وسكانيا لا تعدو أكثر من مقاطعة في دول عربية مجاورة، وعندما تحالفنا مرة أخرى مع القوى المعادية في الحرب العالمية الثانية ضاعت فلسطين وقسم المقسم مرة ثانية، وادي النيل بين مصر والسودان، الجزيرة العربية إلى دول القبلية، وعندما تحالف نور السعيد من الانجليز لضرب ثورة رشيد علي الكيلاني جعل من العراق محمية انجليزية، وقبلها عندما تحالف خديوي مصر من الانجليز لضرب ثورة احمد عرابي جعل من مصر فعليا مستعمرة انجليزية، وعندما تحالفت (المعارضة العراقية) مع الغرب لاحتلال العراق أصبح العراق مجزأ وأيضا أرجعوه إلى العصور ما قبل التاريخ، وأيضا عندما تحالف فبلية الصباح وآل اسعود مع الاميركان جعلوا الجزيرة العربية قاعدة أميركية لها إن تفعل بها ما تشاء،في المختصر كافة التحالفات التي تمت بين العرب والغرب لم تسفر إلا عن تراجع كبير في عملية التقدم العربية، إن كان هذا التقدم عسكريا أم اقتصاديا أم سياسيا، بمعنى أدق أي تحالف قمنا به كان ينعكس علينا كارثيا وباضطراد سرمدي، من هنا نجد الحركة العربية تراوح مكانها إن لم تتقهقر.
رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟