أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عفيف رحمة - هل يحمل تحرير الراهبات مؤشراً لمحرقة جديدة














المزيد.....

هل يحمل تحرير الراهبات مؤشراً لمحرقة جديدة


عفيف رحمة
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 01:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أبرز الأحداث التي اثارت وما زالت تثير جدلاً شعبياً عملية فك أسر راهبات دير مار تقلا اللواتي احتجزن لعدة أشهر من قبل جبهة النصرة بعد دخول هذه الجماعة بلدة معلولا ذات الطابع المسيحي. شكلت عملية فك الأسر هذه صدمة سياسية للبعض وثقافية ونفسية للبعض الآخر حيث عُبر عن هذه الصدمة بمفردات ونعوت ومقولات رخيصة إنطلق أصحابها في تقييمهم السياسي من أن لا ولاء للمسيحيين في سوريا إلا للنظام ورأس النظام.
ما يمكن قوله في هذا الشأن أن جبهة النصرة حققت في هذه العملية فوزاً إعلامياً على السلطة ونظامها السياسي، فالنظام، الذي أراد إستثمار قضية الراهبات عالمياً تكراراً لإستثماره أمام المحافل الدولية قضية سيطرة جبهة النصرة على معلولا، تلقى بهذه العملية ومجرياتها صفعة لم تكن بحسبانه وحسبان مواليه.
منذ ظهور جبهة النصرة عمل النظام على تقديمها كمجموعة شاذة إجتماعياً ومنحرفة دينياً وأخلاقياً ومأجورة سياسياً، مستثمراً كل حادثة إجرامية مرتكبة من قبلها لتدعيم رؤيته هذه، فتأتي عملية التبادل هذه المسبوقة بشريط مصور نشرته جبهة النصرة لتقدم فيه الجماعة كفريق معارض أكثر إنسانية من النظام الذي فشل في حماية الشعب وحماية الوطن.
خلال ثلاث سنوات عمل النظام على تقديم الأزمة الوطنية للعالم على أنها مجرد قضية إرهاب وإرهابيين، إلا أنه خلافاً لقضية سيطرة جبهة النصرة على بلدة معلولا التي استثمرها النظام كمادة سياسية رابحة في دفاعه أمام العالم عن اختياره العنف في معالجة الأزمة السورية، جاءت عملية تبادل الراهبات مع أسرى للجبهة لدى النظام لتقوض مقولاته ونهجه العنفي.
في حقية الأمر، لا تعود حالة عدم التوازن النفسي التي تعرض لها الكثير من الموالين والمؤيدين لتصريحات رئيسة الدير التي لم تصب في صالح النظام وهي المعروفة سابقاً بولائها المطلق للنظام وتحديداً لرأس النظام، بل لأنها عززت نجاح الوسيط اللبناني في تحقيق الأهداف التي عمل على تحقيقها بعد نجاحه الأول في تحرير أسرى اعزاز. أما ما زاد من حدة ردود الفعل هذه فهو ظهور الوسيط القطري في هذه العملية كطرف فاعل ومؤثر في قضية عجز النظام في معالجتها، ربما للقول بأنه راع قادر ليس فقط على تحرير ما تبقى من أسرى لدى طرفي الصراع المسلح، دولة النظام والحركات الجهادية، بل حتى في حل الأزمة السياسية في سوريا.
خلال ثلاث سنوات لم يظهر النظام سوى الفشل المتكرر في معالجة القضية الوطنية، حيث خسارة مساحات واسعة من الجغرافيا السورية أمام تنامي انتشار وسيطرة الجماعات الجهادية، خسائر عسكرية وعجز في الرد على العدوان الإسرائيلي، دمار المدن وتهجير السوريين والإستمرار بإسترخاص حياتهم وأرواحهم...
وفي السنوات الثلاث التي مضت استخدمت سلطة النظام فئة من السوريين في محرقة سياسة ولاءاتها الرعناء فهل سيكون تحرير الراهبات من الأسر سبباً ليدفع النظام بفئة جديدة من السوريين نحو محرقة جنون العظمة وعبادة الفرد....؟ ربما آن الأوان لمن انساق بالأمس وراء عبادة الفرد قبل عبادة الله أن يراجع الذات ويتوخى الحذر، فمحرقة النظام لا ولن ترحم أحد.



#عفيف_رحمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة السورية والمسألة الوطنية
- لقاء حواري مع منتدى السلام والديمقراطية للحوار المفتوح
- سياسات متناقضة والنتيجة واحدة
- معارضة بائعة حليب - مواقف انتهازية وحسابات خاطئة
- السوريون والقفص الإيراني
- إعادة بناء الدولة السورية (1)
- المسيحيون وربيع العرب
- المقاومة والممانعة شركة مساهمة محدودة
- من فضاء الفساد السياسي إلى فضاء الوطنية السياسية
- سقوط أحزاب الأمم
- المؤشرات المبكرة للأزمة السورية
- معلولا اللغز السياسي والعسكري
- شيوعيو سوريا وفقد الرؤية الطبقية
- الشعب يريد إنهاء عصر الإستبداد!
- وقود الأزمة الوطنية في سوريا وبيئتها الحاضنة
- هجرة الكفاءات مؤشر فشل سياسات التنمية في سوريا
- الداخل الوطني رهينة نرجسية السياسات الخارجية
- زيرو دولار زيرو روبل
- تفاعلية الوجود بين السلطة السورية وجبهة النصرة
- -المعارضة وقاعدة حكم السلطة في ميزان الأزمة السورية-


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عفيف رحمة - هل يحمل تحرير الراهبات مؤشراً لمحرقة جديدة