تودة نآيت الدايح
الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 13:17
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
اضطلعت المرأة المغربية بأدوار مهمة في مقاومة الاحتلالين الإسباني والفرنسي رغم قيود التقاليد البالية التي كانت تطوقها وتعطل دورها، كما انخرطت في النضالات الجماهيرية بعد الاستقلال الشكلي فكانت منها المختطفات والمعتقلات لأسباب سياسية وشهيدات؛ وبدل أن يشكل ظهور الحركة الجمعوية النسائية سيما أوائل التسعينات نقلة نوعية تدفع بهذا التراكم إلى مداه الأقصى، حدث احتواء لهذه الحركة الجمعوية النسائية التي اختزلت قضية المرأة في مقاربات حقوقية وقانونية تعزلها عن وحدة الصراع الطبقي.
وبدل أن ينصب النضال والنقد ضد المنظومة الاقتصادية السياسية والثقافية التي تنتج الاضطهاد الجنساني للمرأة وتخضعها لتراتبية الذكورة والأنوثة، انزوى عملها على المشاكل القانونية للمرأة: (سن الزواج، مساطر الطلاق، التعنيف، الحضانة، النفقة...)، وهذه على أهميتها تبقى تعاطيا على مستوى السطح لأنها مقطوعة عن الأسباب ومبتورة عن باقي قضايا المجتمع. بل إنها في حالات تحرف مجرى القضية لتتخذ نزعة نسوانية همها الصراع بين المرأة والرجل، ومن هنا الطرح المشوه لمفهوم المساواة الذي يُفرغ من محتواه فيغدو مساواة بين المرأة والرجل: بما يعني عمليا مساواة المرأة الكادحة بالرجل الكادح في حجم الاستغلال والاضطهاد الذي يتعرضان له، ومساواة أيضا في الجهة الأخرى للمرأة البرجوازية والرجل البرجوازي في اقتسام استغلال قوة العمل وتقسيم ما ينهب من فائض القيمة! هذا بدلا من طرح المساواة الفعلية كتقويض للاستغلال من أساسه وصولا إلى مجتمع تنعم فيه المرأة كما الرجل بكامل الحقوق والرفاه.
إن هذا الطرح البرجوازي المشوه لقضية المرأة لا يخدم النضال العام من أجل التحرر الفعلي، إنما يصب في نهاية المطاف في تقوية الاتجاهات الرجعية ما دام الصراع يخاض من على أرضية التشريع دون أن يتعمم إلى مستويات القاعدة الاقتصادية والثقافية والتربوية... متحررة من الاستغلال البرجوازي وضد التبعية للامبريالية.
#تودة_نآيت_الدايح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟