عبد العاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 18:04
المحور:
الادب والفن
...
كنا
في قفة واحدة
نتشابه
كحبات العقيق
لكن عناويننا
تكذب ..
...
قد جئنا
من مداشر لا تحصى
إن لم تصدق
فاسأل الفرية
و الرعاية
التي كنا فيها ..
...
نحصي عدد سنابل
حصدناها
ربما
رب الحقول
والفصول
عنا يرضى ..
...
نوزع ضحكاتنا
بالمجان
على شاشاته
النائمة
يلتقط الصور
لصمتنا الباذخ
يؤثث عرس اغتيالنا ..
...
كم وزعنا السنابل
في شقوتنا
ننعم
كما يشتهي رب الحقول
والفصول ..
...
كنا
كالأطفال نتهافت
قبل أن يقفل السوق
نقفل عائدين
بحذاء الطنبوري ..
...
كالخضر كنا
بألوان زاهية
في سلة واحدة
و إن تفاوتنا
في طرز الأبجدية
جننا إلى جنب
نتدافع .. نترافع
نتبادل التحيات
ننعم
في شقوتنا
كما تشتهي المصالحة
دون أمل :
أمل دنقل أعني
فاسمعي
يا قيتارة الوطن البهيج ..
...
كنا نتشابه
كسردين
في علبة بلا تاريخ
بلا صلاحية
نتهافت
نتهاتف
ونسبح في زيت بالية ..
...
لكن
كنا صغارا
كما أراد الرب الرجيم
الذي أعد الرحلة
أقام سوق سقاية
و سعاية
وزع التذاكر
والذكريات
و لم تنفعنا الذكرى ..
...
كنا صغارا
كطير أبابيل
في خدمة أبرهة جديد
أو
كأرانب نقفز
في لعبة مستوردة ..
...
جمع الرب آياته
وعدنا
إلى خيماتنا
( العناكب لم تغادر زواياها .. )
كما تشتهي سطوة الرب
نحصي خسائرنا
نعد حصالاتنا
بصيد ثمين .
كالبغايا
بخمسة نجوم غاوية
نوعد الفقر
بانتصار مبين ..
...
عدنا
لم نصدق الرواية
لم نصدق المرآة
لكن ، صدقنا الراية :
أننا نتشابه
في الفحولة
في الأنوثة
في السعاية
في الرعاية
و ركوب الويل ..
...
فاسمع
يا وتر الوطن الحزين
و اشهد
أن حروفنا
كتبتها جيوبنا
خناها
تتشابه مثلنا
و إن غيرنا الأحجام
والألوان
والدواة
والأسماء ...
فبراير 2014
#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟