أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - الطائفة ...التي لها الحق بامتلاك العراق ؟ ج1















المزيد.....

الطائفة ...التي لها الحق بامتلاك العراق ؟ ج1


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4372 - 2014 / 2 / 21 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أعظم ما اكتشفه الماركسيون في التاريخ هو كيفية نشوء الأمم والدول واظهروا بعلمية فائقة إن الأمة أو الدولة ولدت مع نشوء الرأسمال وحركة السلعة واثبتوا من دراسة التاريخ الإنتاجي لبني الإنسان براهين معاكسة لما تفوه بة دعاة القومية بان الدول والأمم نشأت على أساس اللغة أو الدم والتاريخ المشترك أو مثلما يزعم المتاسلمون اليوم بنظرية الدين والرب الواحد .

وحين يأخذ التاريخ مسارا معاكسا لهذا المنهج العلمي في الدراسة فان المتلقي لا يسمع إلا تفاهات القول كما نسمع اليوم حول كيفية نشوء العراق واصلة ومن هي الطائفة الأصيلة التي نشأت كبذرة غير هجينة في أرضة .
لم يظهر العراق مثل بقية الدول القائمة من اجل مصالح برجوازية ثابتة أو على غرار الدول التي نشأت على أساس صناعي .
وبقي تاريخ العراق غامضا بدون تحقيق حتى على دارسيه بسبب الدكتاتوريات التي توالت على الحكم والشموليات التي احتكرت الثقافة وطرق التعليم ومناهجه .

يدعي القوميون بان العراق دولة عربية تملك تاريخ يعود لأكثر من 6 ألاف سنة غائرة في التاريخ بلغت هذه الدولة أزهى عهودها أيام خلافة بني العباس .
بينما يزعم الشيعة بان العراق هو دولة علي بن أبي طالب وعلى أرضة ستقوم الحكومة العالمية التي يحكمها الموعود في آخر الزمان .

لكن التاريخ المحايد يخالف كلا الفريقين في حقائقه و نصوصه تقول كتب التاريخ وموسوعاته ما نصه :.

استوطن السومريون جنوب ارض ميسوبوتاميا قبل ما يقارب 5000سنة ويسكت التاريخ عن أصلهم وكذلك الجهة التي جاءوا منها لكن كتاب " أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة " لفردريك انجلز ينوه بإشارات أن تلك الأقوام نزحت من الشمال بعد سيادة العصر الجليدي ويستشهد على ذلك بتشابه أسماء الحيوانات المفترسة والداجنة مع أقوام الشمال أولا ثم بعد ذلك الاختلاف بأسماء المحاصيل الزراعية بعد تغيير واقع الإنتاج .
أشاد "السومريون" أو كما يسميهم بعض المؤرخين "بالشومريين" مدنهم مثل أور .اريدو . لكش وعرف التاريخ عن الشومريين أكتشافهم للكتابة التي تشبه المسامير وسميت بذلك لاسم .
لم يعرف السومريون الورق الذي عرفته حضارة الصين لذلك دونوا معارفهم على الطين وأسسوا نظاما دينيا حرا يتيح لأي فرد اعتناق ما يشاء من الأرباب وظهرت في ثقافتهم قصة الخلق الأولى حينما كان الآلة جالسا على الماء فقط واقتبستها منهم بعد ذلك كل الأديان بما فيها الإسلام .
تداخل السومريون بحروب طاحنة مع أقوام صحراوية زاحمتهم نفس المكان واستطاعت من القضاء عليهم ونشرت الملح في ديارهم في آخر الأمر .
وبرزت "أكد " كمدينة كبرى بدل " أور" وعرف العالم القديم سرجون الاكدي كفاتح استطاع الوصول إلى مياه الخليج قبل أن يصل العيلاميون من الشمال ويحتلوا أكد و يقتلوا الاكديين بحروب طاحنة .
ولم ينقطع مسلسل الفاتحين لهذه الأرض بوصول العموريون من الغرب ليثاروا من العيلاميين ويؤسسوا "بابل" التي ذكرها "القران" وملكيها هاروت وماروت ويظهر للتاريخ حكم "حمو رابي " ومسلته الشهيرة التي نظمت القوانين في مملكة بابل .
وانتهت بابل وأيام حمورابي بظهور "أشور بانيبال " وقومه على مسرح العراق حتى وصلوا في أوج قوتهم تخوم البحر الأبيض المتوسط بإمبراطورية هائلة دونت وقائعها الحربية في مكتبة ضخمة سميت باسمة الشهير .
تدهورت أوضاع بلاد النهرين تحت حكم الأشوريين الذين لم يعرفوا سوى الحرب والقتال فتردت الزراعة وتربية الحيوانات وانتشرت المجاعات بين السكان .
لذلك دخلت ارض الرافدين تحت وصاية أقوام أخرى تسمى بالكلدانيين خلدتهم التوراة بأنهم من أول سبى أبناء الرب وأحبائه .
وظهر للتاريخ نبوخذ نصر كأول ملك يغزو أورشليم ويسبي اليهود بعد اتساع عمليات الإنتاج وكثرة الحقول والبساتين في بابل و التي تحتاج إلى أيدي العبيد العاملة كما يذكر ذلك الرفيق النمري في الرسالات السماوية .
شيد نبوخذ نصر الجنائن المعلقة والقصور العالية وتشبه بالأرباب المتعالية التي ظن الكلدانيون أنها تسكن قصورا فخمة مليئة بالنخيل وبساتين الفاكهة في السماوات المتعالية .

لكن التاريخ لم يتوقف في صيرورته فانتصر ليهود أورشليم بظهور كورش المحرر كفاتح لبلاد ميسوبوتاميا وجالبا معه ديانة جديدة تسمى الزرادشتية ليعتنقها سكان تلك الأرض .
أطلق البابليون مزاميرهم ورقصوا وهم يستقبلون فرسان الاسكندر المقدوني إيذانا بانتهاء حكم الفرس وأحفاد كورش كما رقص شعراء البصرة وهم يستقبلون الملك فيصل بعد رحيل بني عثمان .
وعرف التاريخ مدينة سلوقية التي غيبتها كل كتب التاريخ العراقي من مناهج الدراسة كمدينة عظيمة على جانب دجلة الأيمن .
ليعود بعد ذلك الفرثيون من الشرق للجلوس على كرسي الأسكندر من جديد ما يقارب ال500 سنة وتظهر مدينة طيسفون كعاصمة لهم بعد خراب بابل وسلوقية لتكون بعد ذلك إيوان كسرى العظيم وعاصمة الساسانيين قبل أن يصل أعراب الجزيرة ويدمروا مملكة "يزدجرد" وتقع ارض السواد كما سموها بعد ذلك تحت سيطرة قادة الدولة الإسلامية كإقطاعيات يذهب أكثر أنتاجها لصالح الغزاة الجدد ويصبح سكان بلاد النهرين موالي تحت أمرة وحكم زعماء العشائر وقواد الجيش .
ولم ينتهي الأمر على هذا النحو وتصبح هذه الأرض تتكلم لغة بني قحطان وعدنان كما يحلوا " لسيد مكاوي " أن يتغنى " الأرض بتتكلم عربي " بل استمر مسلسل الفاتحين بالعرض والتكرار بدخول بني بويه ثم السلجوقيين حتى التتار بقيادة هولاكو ومن بعدة تيمور لنك ثم يعقبه الأتراك بطوطم الخروف الأسود والخروف الأبيض .
ليعود أبناء فارس من جديد متمثلين بالصفويين ويحتلوا بغداد ويحكموا ارض الرافدين لمدة تقارب ال600 سنة حتى طردهم قبائل العثمانيين ويجلس ولاتها على قلب هذه الأرض لمدة خمسة قرون أخرى .

ليظهر إلى التاريخ عصر جديد وعالم آخر قضى على كل العصور الأخرى وكتب التاريخ بحروف جديدة ظهرت معه الدولة الحديثة لتحل بدل الكانتونات والإقطاعيات المتباعدة على مسرح التاريخ أدخلت المعمورة بحروب جديدة سميت بالحروب الاستعمارية وصلت أول طلائعها ميناء الفاو بأبناء " ريشارد قلب الأسد " بقيادة الجنرال "طاوسند " في بادئ الأمر ثم "مود" الذي دخل بغداد ليظهر إلى التاريخ مسمى جديد ودولة أخرى رسمت في أطلس المناهج التعليمية سميت " ميسوبوتاميا " من قبل الانكليز استوردت مليكها من الخارج بعد أن تصارع السكان واختلفوا حول من يحكمهم فاقتضت الحكمة استيراد حاكم من جزيرة العرب ليكون أشبة بالحكم بين المتخاصمين وحاكما تحت وصاية الفاتحين الجدد وأبدل تسمية ميسوبوتاميا باسم العراق .

تاريخ طويل لم يدعي فيه كل الفاتحين أحقيته بامتلاك العراق واعتقال التاريخ ومسمياته من اجل تأييد مزاعمه كما نسمع ونرى اليوم من هجائن القوم برغم أن كل تلك الأقوام قامت ببناء المدن والحواضر وأسست المدارس وزرعت الحقول وفتحت الترع وقنوات الري وأدخلت هذه البقعة قلب التاريخ .

يقول مؤلفي كتاب "أسرار حرب الخليج " بيار سالينجر واريك لوران " بان العراق الحديث كان نوبة جنون أصابت عقل ونستون تشرشل بعد ظهور النفط وأباره في هذه المنطقة فحل مكان سلفه لورنس العرب ليصحح خطا الرب من جديد .

قطع تشرسشل أوصال المنطقة وخاطها من جديد ليخرج بثوب جديد يسمى العراق بارض تملئها الآبار بدئا من عين زاله وكركوك في الشمال إلى البصرة وحقول الزميلة ومجنون في الجنوب .

اعترى الخوف بلاد التاج والإمبراطورية التي لا تغيب الشمس عن ممتلكاتها من انضمام هذه البقعة من الأرض إلى تركيا الحديثة أو إيران البهلوية لان هذا سيؤدي إلى أرباك الوضع في المستقبل البعيد والقريب لدولة تشرشل بظهور عملاق جديد يمتلك دم العالم المتمثل بالنفط .

وساعد البريطانيون على تكوين هذا الكيان الجديد عوامل عديدة منها :-

أولا .- معرفة بريطانيا المسبقة عن طريق الجانب ألاستخباري مقدار البون الهائل مابين سكان هذه الأرض وتباعدهم وتباين الثقافات حيث يعيش سكان الجنوب في قرى بدائية هم اقرب للإنسان القديم منهم للإنسان الحديث يخاف معظمهم مسمى الدولة أو السلطة يغلب على تفكيرهم الخيال الأسطورة والخرافة وعادات بدائية كعبادة الأولياء وتقديس الأضرحة يعمل معظمهم بأسلوب الزراعة البدائية وتربية الحيوانات ولا يعرفون ماهو التمثيل السياسي والدولة الحديثة بتبعيتهم للشيوخ وملالي الدين .

ثانيا .- وجود تيار قوي من مخلفات الحرب العالمية الأولى يتمثل بضباط الجيش العثماني المنحل ممن اعتنقوا فكرة القومية العروبيه وعملوا كمرتزقة للفاتح الجديد و ساعدوه كثيرا على ترسيخ أقدامه في هذه الأرض لذلك تشرفت طائرات القوة الجوية الملكية بأول الطلعات المجيدة لقصف الثوار الأكراد في السليمانية لإجبارهم بالقوة للانضمام إلى دولة فيصل بن الحسين .

ثالثا . انبثاق الثورة الاشتراكية في روسيا وتغيير موازين القوى في المنطقة مما تطلب وجود نفوذ بريطاني قوي في المنطقة لحماية المصالح البريطانية لمرحلة ما بعد الحرب الكونية الأولى .

وهانحن اليوم نستمع من زعماء الملل و الطوائف أحقيته بامتلاك ارض العراق وأنة هو الأصل وان الباقين مقيمين بالأجرة في هذه الأرض بدون قراءة أو مطالعة للتاريخ أو بدون إثبات أو إبراز صك الملكية يحاول كل منهم اعتقال التاريخ ومسمياته وتسييره لمصلحته من اجل بناء ديكتاتوريته الحاكمة .
فمن هو الحقيقي ومن هو الداخل من شباك التاريخ ؟
يتبع ............................



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأخيرا اقتنع والدي بان مذهبة المقدس - فاشوشي -
- الذين تآمروا على الزعيم - لقد دق التاريخ بينكم عطر منشمٍ ِ -
- حرب الطبقة -الارستقراطية المتوسطة - في العراق
- ماذا لو عرف - باكونين - أن الدولة الليبرالية أصبحت - ميليشيا ...
- الذين يصنعون شبح - السفياني - القادم
- لماذا لم يظهر -السيسي - العراقي الفرق مابين التغيير المصري و ...
- متى يصبح الجيش العراقي جيشا وطنيا محترفا ؟
- هكذا وصف جلال الطالباني ومسعود برزاني صدام حسين وبيان 11 آذا ...
- الاختلاف ما بين صدام حسين .جمال عبد الناصر وبشار الأسد ج2
- الاختلاف ما بين صدام حسين .جمال عبد الناصر وبشار الأسد ج1
- وهكذا وصل خلاف -سقيفة بني ساعده - إلى أطفالنا الصغار
- وصدقت - يا جيمس بيكر - لقد أعدت العراق إلى العصر الحجري
- لماذا يبكي الشيعة وهم يعلمون بأنهم يحكمون العالم ؟
- هكذا كان تقييم -العراق- في بلاد الهندوس
- لماذا ادعينا المسيحية في بلا الهندوس ؟
- وياليت -لأخلاقنا - و - مجتمعنا - عُشر أخلاق الهندوس
- التشابه مابين الطقس الشيعي والطقس السيخي . ملاحظات شاهد عيان
- التشابه مابين بين الهندوسية والإسلام .. ملاحظات شاهد عيان .
- الزعيم عبد الكريم قاسم . أكبر من الشهادة وأعظم من تأويلها
- يا سيد الشرفاء وإمامهم يا عبد الكريم قاسم


المزيد.....




- من الصين إلى تشيلي والمكسيك.. بعض البلدان تعاني حرارة شديدة ...
- مقتل إسرائيلي بالرصاص بالضفة الغربية والجيش يعلن فتح تحقيق
- -اليونيفيل-: استهداف المواقع الأممية في لبنان أمر مرفوض 
- باتروشيف: مسؤولو الغرب يروّجون الأكاذيب حول روسيا للبقاء في ...
- هجوم محتمل للحوثيين في اليمن يستهدف سفينة في خليج عدن
- مقتل إسرائيلي في إطلاق نار في قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة ...
- كشف سبب الموت الجماعي للفقمات في مقاطعة مورمانسك
- دعوة روسية للحيلولة دون انهيار الاتفاق النووي مع إيران
- عالم سياسة أميركي: حماس تنتصر وإستراتيجية إسرائيل فاشلة
- فيديو يرصد الحادثة.. السلطات الأردنية توضح طبيعة -انفجار عمّ ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - الطائفة ...التي لها الحق بامتلاك العراق ؟ ج1