أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سمير ابراهيم حسن - هل من جديد في المقدمة؟















المزيد.....

هل من جديد في المقدمة؟


سمير ابراهيم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 22:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل من جديد في المقدمة؟

يعتبر ابن خلدون من بين أهم المفكرين في التراث الفكري الاجتماعي العالمي، وينظر اليه في الأدبيات الاجتماعية والسياسية والتعليمية العربية المعاصرة كأول مؤسس لعلم الاجتماع.
وقد اعتبرت مقدمته مؤلفا مستقلا وقام بتحقيقه ونشره عدد من المهتمين ومراكز الأبحاث، وكتبت حولها الشروحات والتفسيرات المختلفة ومن زوايا واهتمامات مختلفة. ويعتبر كثير من المهتمين أن ابن خلدون بهذا الكتاب "المقدمة" سبق غيره من المفكرين الأوروبيين الحديثين إلى العديد من الآراء والأفكار المنهجية الموضوعية في رؤية التاريخ وحياة البشر والمجتمع، واعتبره بعضهم مؤسسا لعلم الاجتماع:
لقد وجد الراحل علي الوردي أن لنظريته ابن خلدون جانبان، واحد سكوني وآخر حركي: الجانب السكوني يحلل خصائص البداوة والحضارة، والجانب الحركي يدرس التفاعل والصراع بين البداوة والحضارة وما ينتج عنهما من ظواهر اجتماعية مختلفة. وسنجد هذا التقسيم عند أوغست كونت بعد ابن خلدون بأكثر من أربعة قرون، حيث قسم كونت علم الاجتماع الذي اعتبر في الغرب مؤسسا له، الى علم الاجتماع الاستاتيكي وعلم الاجتماع الديناميكي.
كما قد نعثر عند ابن خلدون على أفكار في الاجتماع السياسي مشابهة لما نجده بعد ثلاثة قرون عند الفيلسوف الانكليزي توماس هوبز (1588-1679) في تفسير لنشوء الدولة التي تأتي عنده نتيجة تعاقد بين الناس ينهي الحالة الطبيعية لوجود البشر، حيث يكون الانسان ذئب للانسان الآخر "والكل في حرب ضد الكل" كما يرى هوبز ، وبشكل مشابه كان ابن خلدون يلاحظ أن البشر عندما يجتمعون ويتم العمران بهم، لا بد من وازع يدفع بعضهم عن بعض، لما في طباعهم الحيوانية من العدوان والظلم؛ ولكن السلطة عند ابن خلدون لا تقوم على التعاقد كما اعتبر هوبز، بل على المقارعة والقوة والقهر في توالي العصبيات على الملك (الدولة).
في نفس السياق السبقي نجد البعض يرى ميلا عند ابن خلدون لاعتبار الظاهرة الاجتماعية حتمية: " وهكذا نجد أن الظاهرة الاجتماعية القهرية وهي الضبط الاجتماعي القانوني ظاهرة واجبة" . وبذلك فانه يكون سابقا لعالم الاجتماع الفرنسي اميل دوركايم (1858-1917) بأكثر من خمسة قرون حيث تشكل حتمية الظاهرة الاجتماعية عند دوركايم مبدءً أساسيا وأحد أهم قواعد المنهج في علم الاجتماع عنده وعند القسم الأعظم من علماء الاجتماع الحديثين والمعاصرين.
ويستقرئ البعض في أعمال ابن خلدون سبقا في قضايا هي فعلا موضوع علم الاجتماع الحديث كعلاقة الفكر بالعمل وتكوين الملكات والعادات عن طريق المحاكاة والتلقين المباشر، والسعى إلى الكشف عن العلاقة بين العلوم والآداب من جهة والتطور الاجتماعي من جهة أخرى، والتربية كظاهرة اجتماعية، وأن التعليم يتطور مع تطور العمران... الخ . وهذه القضايا نجدها بعد خمسة قرون تؤسس لعلم اجتماع المعرفة وعلم الاجتماع الثقافي في آواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين .... وكثير غير ذلك.
ابن خلدون وتأسيس علم الاجتماع
يمكننا تصنيف الفكر الاجتماعي تاريخيا في ثلاثة أنماط: الفكر الاجتماعي كتعاليم وحكم اجتماعية، والفكر الاجتماعي كفلسفة اجتماعية، والفكر الاجتماعي كعلم موضوعي مستقل وهو ما يقصد به علم الاجتماع الحديث.
فإلى أي من هذه الأنماط تنتمي المقدمة "العجيبة"، ووفق أي معايير يمكننا اعتبار ابن خلدون عالم اجتماع أو مؤسسا لعلم الاجتماع؟ وهبنا توصلنا بمنطق القياس الصوري إلى أن ابن خلدون هو المؤسس وقد سبق غيره من الأوروبيين فهل سيغير ذلك من فهمنا لعملنا اليوم في علم الاجتماع والنظرية الاجتماعية والمنهج والبحث الاجتماعي الذي تطور في الغرب؟ وببساطة، هل ما زلنا حقا بحاجة لفكر ابن خلدون وهل مازالت أفكاره صالحة بعد ستمائة عام من تغير ظروف الحياة الطبيعية والاجتماعية والتطور المعرفي وظهور تقنيات وطرق ومناهج جديدة كليا في مجالات البحث؟-;-.
وببساطة أيضًا، ليست المسألة في من سبق من، بل إن القضية في من تابع وطور وقدم الجديد، فــ "ليس الفتى من قال كان أبي، إن الفتى من قال ها أنذا".
لا يمكن لأحد أن ينكر مساهمة ابن خلدون في الفكر الاجتماعي العالمي، ونحن نعتز كعرب بهذا الفكر الأصيل العريق كجزء من تراثنا العلمي العربي الإسلامي الذي بلغ ذروة رفيعة هامة من ذرى الفكر الإنساني؛ هذا التراث الذي نستمد منه الحوافز والثقة بالنفس، ولكن هذا أمر ومتابعة آخر ما توصل إليه علماء الاجتماع من تطور معرفي ومنهجي أمر آخر، فعلينا ألا نقف عند ابن خلدون مطالبين له ببراءة الاختراع؛ ذلك أن العلم لا يقف عند فرد أو حد أو تاريخ محدد، بل هو ارث إنساني دائم التطور والتجدد. تلقفته الحضارة الأوروبية ولكنها لم تقف عنده، بل طورته إلى أفاق جديدة مفتوحة لمزيد التقدم ولمن يريد ويمتلك القدرة على المساهمة في هذا التقدم.
الواقع أن علم الاجتماع، كمجال معرفي علمي تخصصي مستقل في منظومة العلوم لا يزال علما حديث العهد نسبيا. فإذا ما شئنا ربطه فقط بظهور المصطلح العلمي التخصصي الذي يشير إليه، فعندئذ هو لا يرقى لأكثر من منتصف القرن التاسع عشر، حين وضع أوغست كونت(1798-1857) مفهوم علم الاجتماع (السوسيولوجيا Sociology )
ولكن من المعروف أن الدراسة العلمية في أي مجال، في الطبيعة كما في المجتمع، لا تتوقف على ظهور المصطلح العلمي الذي يؤسس لها أو العلم المستقل الذي يحددها، بل تنشأ محاولات وتراكمات معرفية في أي مجال من مجالات الدراسة قبل أن تتبلور في علم مستقل له موضوعه المحدد، حيث يتكاثر عدد العلماء أو الباحثين في مجال معرفي جديد، ويبدأ بالتكون مجال جديد للدراسة، مشكلا نوعا من النموذج الإرشادي (Paradigm)، أو من الإطار المعرفي والمنهجي للبحث في ذلك المجال. هكذا تكونت تاريخيا جميع العلوم في سيرورة استقلالها عن الفلسفة، حيث يبدأ المجال المعرفي الجديد بمحاولات بسيطة وغير محددة منهجيا أو معرفيا، ثم يتكاثر عدد المهتمين بالموضوعات المتشابهة ويتعمقون في المجال الجديد ويطورون طرقهم المنهجية في البحث ويحددون موضوع العلم الذي كونوه تدريجيا، وذلك كان شأن علم الاجتماع، فهو علم جديد جداً لموضوع قديم جداً.
في هذا السياق، ومن هذا المبدأ، فإن ابن خلدون لم يكن يفكر بما نسميه اليوم علم الاجتماع، ولعل من التعسف أن ننسب إليه ذلك، فالظروف الفكرية ذات الطابع الشرعي الديني في ذلك الوقت لم تكن تسمح بالتدخل في الحياة الاجتماعية للناس، والحديث عن قوانين أرضية تحكم حياتهم وعلاقاتهم؛ ذلك أن الشريعة فحسب هي المنوط بها تنظيم حياة الناس وتوجيهها. ونجد ذلك واضحا في ثنايا مقدمة ابن خلدون نفسها، ولكن أفكار ابن خلدون الاجتماعية أتت في إطار اهتمامه بالتاريخ الذي زاوله كثيرون قبله من المفكرين المسلمين الذين لاحظ ابن خلدون أنهم قد أخطأوا ووقعوا في بعض المغالطات والأخطاء في كتابة التاريخ وأحداثه، مما جعله يفكر في البحث عن طريقة أصح لمعرفة التاريخ وأخباره وعوامل تغيره. فقرر الكتابة في التاريخ مستفيدا من سعة اطلاعه وخبرته في تجواله بين المغرب والمشرق العربي.
لقد كان اهتمام ابن خلدون، كما يذكر هو نفسه، بالتاريخ البشري الذي هو خبر عن العمران والاجتماع الإنساني، فما يريده ابن خلدون هو علم التاريخ، ولكن ما تميز به هو من جهة اعتبار الاجتماع الإنساني (العمران) وعوارضه وتغيره، هو الموضوع الرئيس للتاريخ، ومن جهة ثانية طريقته في دراسة الاجتماع الإنساني (العمران)، تلك الطريقة الممحصة والمدققة والمقارنة التي لا تأخذ معرفة إلا بعد تفحصها وقياس مدى توافقها مع الحقيقة ومطابقتها للواقع وائتلافها مع المنطق السليم. تلك الطريقة التي تفصل بين التاريخ القصصي المملوء بالخرافات والأوهام وبين التاريخ العلمي الذي يقوم على تحري الحقائق. ومن هنا، من هاتين الميزتين في فكر ابن خلدون، عزا البعض إليه ريادة علم الاجتماع. وأسبقيته في تأسيس هذا العلم على المفكرين وعلماء الاجتماع الغربيين مؤسسي علم الاجتماع الحديث، العرب منهم والغربيون.
وفي الواقع، نحن نعكس مفهومنا المعاصر لعلم الاجتماع على أفكار ابن خلدون ونحاول قسر وإجبار هذه الأفكار على أن تنضبط في معاييرنا السوسيولوجية المعاصرة، وأن تكون علما اجتماعيا يتوافر على المعايير المعتبرة للعلم الحديث, مما لا نعتقد أنه كان يدور في خلد ابن خلدون، أي تأسيس علم اجتماع, بالمعنى الذي نقصده اليوم. فلا ظروف التراكم المعرفي في ذلك الوقت كانت تسمح بذلك, ولا التشكل الاجتماعي ولا الاهتمام المركز أيضا. وليس في ذلك انتقاص من قيمة أفكار ابن خلدون الذي يتمتع بمكانة علمية تاريخية كبيرة في الشرق والغرب.
وعند النظر في فكر ابن خلدون، كما في كل تراثنا الفكري والفلسفي، قد نجد أفكارا فلسفية ومنهجية وتاريخية وسياسية واجتماعية هامة متضمنة في مفاهيم سوسيولوجية حديثة وعصرية، ولكن مستوى التطور الاجتماعي والسياسي والمعرفي العربي الذي كان قد بدأ بالتدهور في عصر ابن خلدون لم يكن يسمح بتطوير تلك الأفكار لتصبح اتجاها معرفيا مؤسسا لعلم الاجتماع. ويبدو أن ذلك ظل ينطبق علينا منذ اتصالنا الحديث بالغرب وبحداثة الغرب، ونحن نرنو إلى التقدم الغربي ونأسف على ماضينا وما وصلت إليه حالنا فنرتد إلى الماضي نسأله العون، حيث لا تحين معين. ذلك أن الأمر يأتي في سياق الشعور بالكرامة وتأكيد الذات في مواجهة الآخر المتفوق فيسيطر على أبناء الحضارة العريقة السالفة "هاجس السبق" كما يسميه مفكر عربي "... ذلك الهاجس الذي يسيطر على أكثر المشتغلين بتاريخ العلوم العربية، ومؤدّاه السعي إلَى العثور على ما يفيد بأن عالمًا من علماء المسلمين قد سبق عالمًا أوروبيًّا في الكشف عن حقيقة علمية"
ان فكرة ابن خلدون الأساسية، فكرة "العصبية" في تفسير قيام الدول وانهيارها تعكس في نظرنا الواقع العربي المتدهور حينئذ، وانسداد آفاق تطويره، فالعصبيات المتعاقبة على السلطة عند ابن خلدون، مثلا، كانت من نوع متماثل بحيث لا يظهر أنها تمتلك مشاريع اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو ثقافية مختلفة عن بعضها – إذا صح أن تستخدم هذه المفاهيم قي سياق "الفكر الخلدوني " – وهي تتعاقب دوريا في إطار تشكيلة اجتماعية اقتصادية واحدة, أو في سياق اقتصادي – اجتماعي متماثل يعيد نفسه، ولا تظهر فيه قوى اجتماعية مختلفة جوهرياً في نزوعها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي, ولا تمتلك مشروعا ثقافيا خاصا، وبذلك لا يحدث التغيير الثقافي النوعي الذي يطرح إشكاليات جديدة وقضايا جديدة على الفكر، مما حد بنظرنا من التطوير الممكن للجانب السوسيولوجي في " الفكر الخلدوني " بحيث يشكل اتجاها يمكن تطويره إلى علم الاجتماع .
لم يكن يدور في خلد ابن خلدون بالفعل تأسيس علم اجتماع، ولكن ملاحظاته المنهجية الهامة لدراسة التاريخ وموضوعه لاقت اهتماما حديثا ومعاصرا، ويمكن أن نجدها بصورة أخرى في صلب اهتمامات علم الاجتماع الحديث، الذي جعلته التطورات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الأوروبية الحديثة ممكنا، بما أفرزته من قضايا ومصالح وقوى اجتماعية جديدة متنورة ترنو إلى المستقبل والتقدم والتحكم بظروف وجودها الاجتماعي والسياسي.
ففي سيرورة النهضة الأوربية ومع تخلخل النسيج الاجتماعي الإقطاعي وتكون قوى اجتماعية تمتلك مشروعا اقتصاديا اجتماعيا وسياسيا وثقافيا نقيضا للمجتمع الإقطاعي, هو المشروع البورجوازي تحديدا الذي نقل أوربا من الإقطاعية إلى الرأسمالية، في هذه السيرورة، تكون خط متسلسل وصاعد باستمرار في تطور الفكر العلمي وتطبيقه في العلوم الإنسانية بما فيها علم الاجتماع. ويمكن اعتبار القرن الثامن عشر, أو ما سمي عصر التنوير, بداية لمحاولة ربط المعرفة البشرية عموما بالبناء الاجتماعي، من خلال محاولة مفكري هذا العصر الاتجاه نحو التحليل العقلاني لكافة النظم الاجتماعية, والاهتمام بمناقشة القيم والأفكار والمعتقدات والتقاليد ونظم الحياة التي كانت سائدة في المجتمع الأوربي آنذاك, وفي إطار السعي إلى تغيير نظرة الناس إلى العالم بصورة عامة, وإلى أمور الحكم, وعلاقة الحاكم بالمحكومين, ومصادر القانون والعدالة والنظام والحقوق والواجبات, وانتزاعها من إطار الفلسفة الأخلاقية الكنسية لوضعها في إطار غير ديني بشكل عام. وبفلسفة التنوير هذه تم نقل التفكير في تحديد مصير الإنسان الأوروبي بوجوده وفكره من الكنيسة إلى الدولة. وذلك كان السياق الثقافي لتحول التفكير الاجتماعي إلى علم.

في ضوء ما سبق، كيف يمكن أن نصنف الفكر الاجتماعي لدى ابن خلدون؟
من مبدأ الرؤية السابقة لا يرى البعض ابن خلدون مؤسسا لعلم الاجتماع " فهو لم يؤسس علم الاجتماع، وما كان ينبغي له. وهذا ليس انتقاصًا من قدره، وهو المؤرخ والفقيه المشهود له بعلو المكان"
فتكوين وتشكل علم الاجتماع تم في العصر الحديث مع فكر الحداثة، والحداثة أوضاع وأفكار وقيم بدأت في أوروبا في القرن السابع عشر وأسهم فيها كثيرون كفيكو ومونتسكيو وروسو وكانت وسان سيمون ولوك وسبنسر وغيرهم.
وهكذا فان علم الاجتماع لم ينشأ إلا عند توافر الظروف الموضوعية لنشوئه، وهي الظروف الفكرية والاجتماعية لمرحلة الحداثة الغربية، وهذه الشروط لم تكن متوافرة لابن خلدون، و لو كانت متوافرة لتأثر بها غيره من معاصريه أَو من أتوا بعده. لكن ذلك لم يحدث كما يعلم الجميع .
ربما يكون المفكرون الغربيون قد اطلعوا على ملاحظات وأفكار ابن خلدون عند تفكيرهم في تأسيس علم الاجتماع، خاصة وأن المقدمة قد ترجمت في أوروبا منذ بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر وهو تاريخ بدايات علم الاجتماع بالمعنى العلمي الحديث، ولسنا بحاجة أو لسنا مضطرين لإثبات ذلك بأدلة دامغة، ولكن الأكيد أن النظرة العلمية الى قضايا المجتمع والسلوك الاجتماعي للبشر كعلم وضعي مستقل في منظومة العلوم، فكرة لم تتبلور في سياق تراثنا الفكري الاجتماعي العربي الإسلامي السالف، بل في سياق تطور العلوم الحديثة والتطور الاجتماعي الاقتصادي الحديث، والواقع أن مؤسساتنا التعليمية لم تعرف هذا العلم حتى بداية القرن العشرين، كما أن تأسيسه في جامعاتنا العربية قد أتى على النموذج الغربي وبالفهم الغربي له، وذلك ليس نقيصة تسجل علينا، بل علينا الإمساك بناصية هذا العلم أنّى كان مصدره، وعند بناء الحضارة العربية الإسلامية العريقة في العصور الوسطى لم يخجل العرب المسلمون ولم يترددوا في اكتساب المعرفة من أي جهة كانت (ولو في الصين) وأخرجوها في توليفة علمية وثقافية رائعة، وذلك كان حال الأوروبيين في تعاملهم مع الحضارة العربية الآفلة حينها.
يمكننا القول في النتيجة أن في فكر ابن خلدون الكثير من الأفكار والرؤى الهامة بصدد الحدث الاجتماعي كموضوع لعلم التاريخ، كما لديه ملاحظات ومعايير منهجية هامة بشأن الموضوعية في النظر إلى الاجتماع الإنساني والتخلص من النزعة الفلسفية والتأملية التي كانت سائدة في زمنه، وذلك ما جعله، بنظر الكثير من المفكرين، سابقا لزمنه، وما وضعه في مصاف أهم المفكرين العالميين في تاريخ الفكر البشري. أما علم الاجتماع كعلم وضعي مستقل فكان عليه أن ينتظر تبلور الحداثة والفكر العلمي الحديث.



#سمير_ابراهيم_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم وعواقبه
- عواقب التفكير العلمي


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سمير ابراهيم حسن - هل من جديد في المقدمة؟