مصرفون إذاعة الإمكانيات القليلة تفتدى قيمة تراثنا الكبيرة

إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة
(Ereiny Samir Hakim)

الحوار المتمدن-العدد: 4360 - 2014 / 2 / 9 - 18:04
المحور: الادب والفن
    

الحقيقة انه إن فقد الإنسان جذوره التاريخية أضاع بوصلة مستقبله، وها نحن الآن نحيا فى صخب فنى نتبناه وهو ليس منا ولا نعلم الكثير عما لنا، ونلتصق كثيرا بكل غريب عن دون وعى أو إدراك ثقافى بل وربما منا من يتهرب من تراثه وهذه للأسف حقيقة لا نستطيع أن نتجاهلها وفى خضم هذا العبث كان هناك من يهتم بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراثنا الغنائى وكذلك التمسك قدر المستطاع بهويتنا الثقافية لنقلها إلى الأجيال القادمة ومن هؤلاء الدكتور عصمت النمر الذى اهتم اهتماما فعالا فى صدد هذا الأمر، والذى كان مصاحبا للشيخ إمام ولأغانيه التى عبرت عن المصريين ودافعت عن الهوية المصرية بفنها المميز والبسيط المعبر عن شخصية الإنسان المصرى، وقد قال عنه عصمت أن الشيخ إمام مخزن تراث شرقى ويحفظ من التراث الشرقى فوق ما نتخيل.

فكرة عمل راديو مصرفون

يذكر عصمت أن الفكرة بدأت من وقت قريب خلال حديث مع الصديق علاء المسلمانى، وهو المسئول التقنى عن الراديو عن مكتبته الموسيقية، وهى بها نوادر من نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، اى ما يربو على أكثر من 500 ساعة من التراث الغنائى القديم، وعن كيفية خروجها للنور كى تسمعها الأجيال.

وأشار إلى انه يمتلك أكثر من 150عمل نادر لسيد درويش لم ترى النور بعد، فاقترح عليه أن يقوم بعمل راديو من خلال النت، وهو قادر على ذلك لأنه دارس فى علوم البرمجة والكمبيوتر فى انجلترا، ورحب علاء بالفكرة وعمل على تنفيذها وبدءا الخطوة الأولى فيها بعمل بث تجريبى، فوجدوا ترحيب واستقبال من المستمعين عندما رفعوا سهرة عن طرب العوالم فى العشرينيات، وسهرة عن سيد درويش، وسهرة عن أم كلثوم فى الحان القصبجى، كما وجدوا طلب من قناة الحرة أن تسجل معنا، وبالفعل سجلنا معها حلقة عن مصرفون، وكذلك طلب منه التسجيل مع منى الشاذلى.

ويقدم القائمين على الراديو مهمته بشكل مختصر مفيد على الموقع، بأن مصرفون راديو التراث الغنائى القديم من نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين من طقاطيق وادوار وموشحات والتراث الشعبى.

كما انه لمن الجدير بالذكر انه قبل تأسيس مصرفون قد ساهم عصمت النمر فى تأسيس "منتدى سماعى"، والذى يعتبر أهم منتديات الطرب المصرى على الإنترنت، وقد ذُكِر أن تجربة منتدى "سماعي" كانت تشترط على المستخدم ليحمّل ملفاً نادراً أن يقدم للآخرين ملفاً بديلاً، وقد كان القائمون على المنتدى يلهثون وراء كل ما هو نادر وتمكنوا من اقتناء أكثر من 180 ساعة لسيد درويش وحده، مع العلم أن ما تملكه الإذاعة المصرية من أعمال لسيد درويش عدد قليل جدا، ولا يزال هناك أكثر من 150 ملفاً غنائياً له مفقوداً، لذا فقد كان لنجاح تلك التجربة فى الحفاظ على التراث الغنائى وإعادة تقديمه، أن يكون لها الفضل فى اتخاذ خطوة أكثر تقدما، وذلك تجسد بتنفيذ راديو مصرفون ليتم البث للتراث النادر فى مساحة زمنية اكبر وأكثر حرية فى عدد فى الاغانى.

هدف "مصرفون"

وأكد عصمت على أن كل هدفهم هو خروج تراثنا الغنائى للجميع، شباب وكبار وتسليمه للأجيال القادمة، حتى يعرفوا أن لنا تراثا وجذور، وان بستان التراث به من الزهور والورود ما يبهج، وأضاف أن موضوع الحفاظ على التراث ليست مسئولية المسئولين فى مصر أو المثقفين فقط، إنما هى بالفعل مسئولية كل مواطن مصرى، وعلى الجميع أن يدركوا قيمتها والعمل على تفعيلها.

ثراء صفحة راديوفون على الفيسبوك

وتهتم صفحة راديو مصرفون على الفيسبوك بنشر ما يُعرِّف المصريين حاليا ما يمتلكون من اراضى واسعة فى التراث الغنائى الشرقى ويطلعونهم على كل ما يتعلق به، من صور لمغنين وطقاطيق وأفيشات لأعمال فنية وتقديم مراجع من كتب وغيرها من الدلائل التراثية المنتمية إلى عالم الموسيقى المصرية، وقد تمكنت هذه الصفحة من أن تجذب عدد ليس بقليل إلى موضوعاتها، نسبة إلى إهمال الكثيرين من الشباب والكبار لهذا الأمر، كما انه لمن المتوقع أنها ستنمو على ازدياد الاهتمام بالمواد المطروحة حيث الجو الساحر والعالم المؤثر التى تدخل المستمع الزائر لموضوعاتها ومستمع إلى أغانيها لم يقتصر عمل الصفحة والراديو الخاص بمصرفون على تعريف المصريين بتراثهم أو مساعدتهم على الدخول فى جمال هذا العالم القديم إنما أيضا الحفاظ على هذا التراث وتسليمه إلى الأجيال القادمة.

أهمية المتابعة والمشاركة

يعتبر عمل مصرفون المتمثل فى مكتبة موسيقية مسموعة فى صورة راديو على الانترنت، من الأعمال الغاية فى الأهمية والايجابية اجتماعيا، والتى تحتاج إلى اهتمام ودعم للتعرف عليها والاستفادة منها، فلابد من ملاحظته والاستماع له، بل وتزويده بكل ما اُمتلك من مقطوعات نادرة يمتلكها احد للمشاركة بها فى استكمال نجاح هذا العمل المهم، فبالفعل كما قال الدكتور عصمت سابقا أن الحفاظ على التراث هو مسئولية كل مصرى، فليس المطلوب هو المتابعة فقط إنما المتابعة والمشاركة والعمل على إنتاج مثل هذه المواقع والصفحات التى تحافظ على التراث المصرى بصوره المختلفة، فمن المؤكد أن له تفعيل ايجابي فى الحفاظ على الهوية المصرية، وتأكيد الانتماء الوطنى والرغبة فى تغيير المجتمع إلى أفضل صورة يمكن أن يصل لها عن طريق الفن، الممتد من التراث إلى التطور فى المستقبل مرورا بحاضر ناضج إنسانيا وفنيا.

#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات