أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الرفيق طه - الالحاد السياسي














المزيد.....

الالحاد السياسي


الرفيق طه

الحوار المتمدن-العدد: 4352 - 2014 / 2 / 1 - 00:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الالحاد الحادان ، الحاد ديني و الحاد سياسي .
اما الالحاد الديني فيرتبط بعلاقة الشخص برب امن له بحق الطاعة و الاحترام و التقدير ، و قد يكون الرب مصنوعا من مادة ما ، و قد يكون شخصا ما ، و قد يكون قوة غيبية يشعر بقوتها الموًمن بها . و الملحد هنا هو من ينكر على كل تلك الارباب الحق في الطاعة و الخنوع و الخضوع ، بل حتى نفي الوجود .
و في كل الاحوال يبقى الملحد هو من قطع علاقته برب الجماعة ، و الرب وحده القادر على معاقبة الملحد و لكن عقوبته في اغلب الاديان موٍجلة الى حين .
اما الالحاد السياسي فهو الالحاد الاكثر شيوعا ، و قد كان هذا الالحاد ضاربا في التاريخ و في كل الحضارات و عبر كل الحقب .
في المغرب كان الالحاد السياسي تفرضه السلطات على المنتمين لهذا الوطن . فقد كان الناس يقطعون علاقاتهم بالمقاومة و جيش التحرير اتقاءا لبطش القواد و الباشوات و عملاء الاستعمار من قبيل التهامي الكلاوي و المتوكي و غيرهم و حتى من اتباعهم من مقدمين و شيوخ و مخازنية .... و عهد بداية الاستقلال الشكلي الحد المغاربة على الارتباط بالاستقلاليين لخوفهم من الفرنسيين و عملاىًهم من قبيل اليوسي و البكاي و خدامهم العسكريين من اوفقير و احرضان و اللاىًحة تتسع في اتجاه رضى كديرة و غيرهم . هوًلاء الذين صنعوا، للموًمنين بالعمل السياسي و لكن على مقاس حددوه هم مع اسيادهم الفرنسيين منذ التاسيس لايكس ليبان الخيانية ، اوكارا حزبية سموها حركات و جبهات و غيرها تمكنوا من خلالها من جعل المغاربة يتقززون من السياسة و السياسيين خاصة مع القمع الممنهج الذي مورس في حق من امن بحقه الطبيعي في ان يعتقد في السياسة كما يريد هو و ليس كما ارادته السلطات الحاكمة انذاك .
فرض الالحاد على المغاربة الى درجة اصبح الحيطان في المغرب لها اذان . و الحد المغاربة على السياسة بشكل قاطع حين كانت تشترى منهم اصواتهم بدريهمات بخسة مقابل قطع صلاتهم بنقاباتهم و تنظيماتهم الجمعوية .
توسع الحاد المغاربة من السياسة الى العمل النقابي بل الحدوا حتى على الانتماء للجمعيات و الموًسسات الاهلية .
الحاد المغاربة اصبح سمة يفتخر بها المغاربة بينهم و يتباهون بها في لقاءاتهم تحت مبرر انه انسان عادي و ليست له اية علاقة بصداع الراس . و اصبح الملحد سياسيا هو الانسان الموًتمن في المجتمع ، بل هو النموذج الذي يحتدى به في كل المجالات و الميادين الحياتية للمغاربة .
اذا كنت ملحدا سياسيا فان حظك وافر في الحصول على الوظاىًف الحساسة في كل دواليب الدولة من وزير و كاتب دولة و مدير ديوان و عامل و قاىًد و شيخ و مقدم . كما ان الالحاد السياسي يفتح لك الباب في ان تكون وجها اعلاميا و لو لم تتوفر فيك الموٍهلات لذلك . الالحاد السياسي له اثره حتى في الثقافة و العلوم ، حيث ان اغلب المثقفين المغاربة هم ملحدون سياسيا او انهم اجبروا على ان يلحدوا سياسسيا من قبيل محمد عابد الجابري و محمد العروي و المهدي المنجرة . هذه الاسماء الكبيرة التي فرضت وجودها في الساحة الثقافية تخلت عن مواقعها في الايمان السياسي حين شعرت بان الالحاد السياسي في المغرب هو الاكثر انسجاما مع عموم المغاربة . هذا فقط لانهم مثقفون فعلا و ليسوا انتهازيين في انتماىًهم للثقافة . و حضورهم في الميدان فرضوه كما فرض عليهم الغياب في السياسة .
حتى في الموًسسات التعليمية لا يراسها الا من الحد سياسيا . و اذا ظهر عليه ايمان سياسي لا يوافق قياس السلطة فلن يكون نصيبه رىًاسة جامعة او مندوبية اقليمية او حتى مدير موًسسة ابتداىًية .
و الملحدون مع توالي الايام تطوروا في اطار التدجين السياسي الذي نهجه المتحكمون في دواليب السلطة في البلاد ، تطوروا الى ان اصبحوا يتماهون مع الاوكار الحزبية التي صنعها صناع القرار السياسي في المغرب و الذي يجعل من الالحاد السياسي قوة لطعن كل موًمن بالسياسة و اعتقاده بالحق في صنع قرار بلاده .
كلنا ملحدون ( الحادا سياسيا ) و نفتخر . لم يكن هذا اختيارنا و لكنه الحل الوحيد كي لا نشرعن الايمان السياسي المبتذل الذي بناه اعداء الوطن و الشعب . شغفنا للايمان السياسي حاضر و لكنه ايمان مرتبط بتاسيس العمل السياسي على ارضية شرعية تعيد للشعب سلطته كاملة و يكون هو وحده مصدر الشرعية و السلطة .
كل عام و انتم ملحدون و تصبحون على وطن انتم به موًمنون .
طه 31/01/14



#الرفيق_طه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار العيون الحلقة الثالثة
- حوار العيون الحلقة الثانية
- حوار العيون
- لقاء صامت
- اعتبار العدل و الاحسان جزء من الحراك المغربي خسارة للرهان . ...
- اعتبار العدل و الاحسان جزء من الحراك المغربي خسارة للرهان . ...
- مصر بعد سوريا و العراق ... امريكا تدمر المنطقة 2 ( ذرائع الت ...
- مصر بعد العراق و سوريا .. امريكا تدمر المنطقة 1
- تسييس العفو و اعفاء السياسة ملاحظات اولية في العفو عن البيدو ...
- مصر بين شرعية النص و شرعية الميدان. الجزء الاول
- مصر: الاخوان ، الجيش و المعارضة اي سيناريو
- البيان في علاقة 20 فبراير بالعدل و الاحسان
- فاتح ماي/ ايارللعمال اية علاقة ببن كران ؟
- اليسار و اشكالية النضال الدمفراطي ( مساهمة في ندوة psu 7/8/1 ...


المزيد.....




- حماس ترفض الاقتراح الإسرائيلي وتقول إن تسليم سلاح المقاومة - ...
- -بلومبرغ-: واشنطن تُعرقل إصدار بيان لمجموعة السبع يُدين الهج ...
- ما الذي يحدث في دماغك عند تعلم لغات متعددة؟
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف للمساس بالأمن الوطني- على صلة ...
- أبو عبيدة: فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألك ...
- في سابقة علمية.. جامعة مصرية تناقش رسالة دكتوراة لباحثة متوف ...
- الإمارات تدين بأشد العبارات -فظائع- القوات المسلحة السودانية ...
- ديبلوماسي بريطاني يوجه نصيحة قيمة لستارمر بخصوص روسيا
- الحكومة الأردنية تكشف تفاصيل مخططات كانت تهدف لإثارة الفوضى ...
- -الحل في يد مصر-.. تحذيرات عسكرية إسرائيلية رفيعة من صعوبة ا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الرفيق طه - الالحاد السياسي