سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 11 - 15:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بداية هناك فرق بين التعاطى مع الأديان وفكرة الإله كمنتجات بشرية أبدعها الإنسان وبين تناولها كواقع تتحرك فيه هذه الأوهام على الأرض متجذرة بميراثها الروحى الوجدانى ليكون لها حضور وفاعلية . فإذا كانت كتاباتى ترمى إلى نقد الأديان وفكرة الإله كخرافات وأوهام ورؤية إنسانية قديمة إضافة أنها فكر رجعى متخلف يًخرب وينتهك إنسانيتنا وكرامتنا وحريتنا متى تم إستحضار ثقافته ومنهجه ليهيمن على الواقع , ولكن هذا لا يعنى الرغبة فى الإستئصال فالأفكار لا تموت بالقمع والتعسف بل بإنعدام ظروفها الموضوعية ,لذا لا يجب إهمال التعامل مع الشأن الدينى كوجود حاضر نأمل فى تهذيبه وترويضه وتشجيع أى رؤية تعمل على إصلاحه وتقويمه والحد من تصادماته .
موضوعنا يتناول هل هناك إمكانية لتواجد إسلام متصالح متعايش مع العصر يكتفى بدور إسلام المعبد كما تأقلمت المسيحية مع ثورة التنوير الاوربية فلم تكن عائقة لمسيرة التطور الحضارى الغربي ,فهل لنا أن نأمل فى أن يحذو الإسلام حذو المسيحية فى ثورة تنوير عربية مُرتقبة أم أن الأمور صعبة المنال أم مستحيلة الآمال .
أتبنى رؤية إمكانية قيام إسلام متصالح مع العصر ولدى ما أتكأ عليه من دراسة طبيعة الإنسان و المجتمعات الإنسانية , فالعقائد والأفكار فى نهاية مطافها منتجات فكرية بشرية قابلة للتطور والتعديل والتأقلم والتكيف ,فالإنسان خالق الأفكار لذا فهو القادر على إحياءها أو وأدها أو تهذيبها أو تعديلها أو إثرائها وفقاً لظروفه الموضوعية .
لا يوجد شئ إسمه إسلام واحد بل يوجد إسلامات عديدة تتباين وفق رؤية المجتمعات التى إحتضنت الفكرة الأم لتصيغها وفق رؤيتها ومزاجها وتراثها الحضارى داخل بوتقة تضم ثقافات أخرى قديمة أو حديثة حاضرة لتتفاعل وتخلق صيغة وشكل محدد للإسلام .
قد يقول قائل أن الإسلام واحد ,فالكتاب والسنه واحدة ولا معنى لمقولة إسلامات مختلفة ؟..لم يقل أحد ان هناك عدة كتب متداولة ولكن التباين يأتى من التعاطى مع هذا الكتاب وذاك التراث , لذا نجد المذاهب والفرق الإسلامية المتناحرة كالسنة والشيعة والسلفية والصوفية والأباضية والزيدية لتنقسم هذه الإسلامات أيضاً الى أطياف فكرية مختلفة ومتناقضة فى داخل كل فصيل فهناك إسلام السيف مقابل إسلام الرحمة , وإسلام العقل مقابل إسلام النص , وإسلام التسامح مقابل اسلام التعصب ليعتز كل فصيل بإسلامه مستقبحاً الإسلامات الأخرى بل تصل الأمور إلى التكفير لنجد هذا المشهد ماثل للعيان فى حجم التطاحن والتشاحن بين السنه والشيعة وتكفير كل مذهب للآخر ليجعلنا نقر بوجود إسلامات متباينة بالرغم أن الكتاب والسنه واحدة .
لو تعاطينا مع التراث الإسلامى نجد إقرار بالإسلامات المختلفة فهناك رؤية ثاقبة لعلى بن ابى طالب يقول فيها ان القرآن حمال أوجه وأصيغ هذه المقولة على لسانى بأن الإسلام سوبرماركت كبير يجد فيه كل باحث ما يصبو إليه وفقا لمزاجه وميوله فلن يخرج خالى الوفاض وإن كان أصحاب النزعة العنيفة الإقصائية سيجدوا الكثير من معروضات السوبرماركت.
كذلك يأتى قول محمد : ( افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى كذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة، قالوا من هي يا رسول الله؟ قال ما أنا عليه وأصحابي)
بالطبع لن نعتنى بمن يكون له حظ النجاة من النار , كما لن نحتفى بالحديث كنبؤة , ولن نقع فى عبثية البحث عن الفرقة الناجية من النار ولكن هذه الرؤية المحمدية إستشفت بذكاء طبيعة تعامل البشر مع الفكر وتباينهم فى التعاطى معه وإقرار محمد بوجود إسلام واحد صحيح وإسلامات على خطأ فهذا يؤكد ما نشير إليه بغض النظر عن تقييمات الصحة والخطأ فكل فصيل سيرى إيمانه الإسلامى صحيحاً وإيمان الآخرين فاسداً منحرفاً ولن يجد أى فريق صعوبة في تأييد موقفه بالدليل الشرعي من الكتاب والسنة بل والزعم أنه هو الممثل الوحيد للاسلام الحقيقي ,, ليكون كل أملنا أن نحظى على تلك الفرقة التى تستطيع أن تخلق تعايش سلمى للإسلام مع العصر , ولن نتوسم منها الكثير كأن تكون قاطرة للنهضة فهذا من المحال , لذا تتواضع آمالنا فى حيز ألا تكون معيقة لمسيرة التحضر والتطور الإنسانى وتكتفى بإسلام المعبد .
لا يكون الإسلام مُتفرداً بهذا التباين لينتج إسلامات عديدة فكما قلنا هى طبيعة بشرية أنتجت نصوصها وأفكارها ومن السهل أن تتعاطى معها كما تريد بالتغيير والتبديل والتطوير أو قل بتناولها بزاوية رؤية خاصة كنتاج لظروف موضوعية فاعلة وهذا مانراه عموما فى كل المعتقدات والفلسفات ,فالمسيحية لديها مسيحيات عديدة ,بل فى مذهب كالبروتستانية تجد تباينات صارخة بالرغم ان الكتاب المقدس واحد,,ثم لماذا نبعد كثيرا فالأفكار والفلسفات الكبيرة كالماركسية والوجودية بالرغم من علميتها ورصانتها تحوى تباينات ,فالماركسية يوجد منها اللينينية و الستالينية و التروتسكية و الماوية وهذا يعنى أنه لا يوجد تفرد لفكر وحيد وهذا من جماليات الفكر الإنسانى .
بالرغم أن الإسلام فكر محدد ومتقيد بشكل صارم بالنص والتراث فإن هذا لم يحول من تكوين إسلامات عديدة متباينة كما ذكرنا فى تنوع المذاهب والفرق الإسلامية المختلفة وهذا يرجع لسبب رئيسى ينحصر فى طبيعة ومزاج التركيبة السكانية والجغرافية للمجتمع وإرثها التاريخي الثقافي ولا يكون هذا السبب من التفرد ليضاف عامل أكثر قوة وديناميكية وهو طبيعة علاقات وقوى الإنتاج كدينامو ينتج السلوك لتتخلق من هذه البوتقة مناهج فكرية تشكل النظرة إلى الإسلام فنرى تباين فى التعاطى مع مصادر الاستنباط التشريعي نفسه كالقرآن والسنة والإجماع والقياس ,فنجد من يختزلها إلى إثنتين فقط القرآن والسنة ورغماً عن ذلك فالباب مفتوح على مصراعيه لتتشكل فرق من داخل ثنائية القرآن والسنه المتفردة , ثم نجد من جعل الإسلام يتمحور فى القرآن فقط نافياً السنه ولنجد تباين أيضا فى هذا الفريق ما بين معتدل ومتطرف ، فهناك من أجاز تعطيل أو نسخ أحكام وتشريعات قرآنية مثل الحجاب والجهاد والجزية والرق والتمييز في الحصص الأرثية بل تحريم الربا وتطبيق الحدود ولسان حالهم أنها أحكام تاريخية خاصة بمجتمع محمد مثل الدكتور جمال البنا والدكتور أحمد صبحى منصور اللذان يجتهدان فى تقديم صورة لإسلام منفتح أو أقل وطأة بينما حال آخرون من القرآنيين مازالوا يجترون من معين التخلف والرجعية .
يأتى التباين بين الإسلامات من مبدأ التأويل وفقه الناسخ والمنسوخ والتفسير الذاتي والشخصى للقرآن والتراث إما إلتزاما بالتفسيرات والمرويات التقليدية على تنوعها ومذاهبها أو إنحيازاً لإحدى الفرق أو عزل التاريخ التراثى بمفسريه وعلماءه عن الحضور لنحظى فى النهاية على إسلامات عديدة يعلن كل فصيل فيه انه الإسلام الحقيقى وما دون ذلك فرق ضالة و يأتى هذا الحال عن قناعة وإيمان حقيقى بحسن توجهه الإسلامى وإنحراف الآخرين عن الفهم الصحيح .
إشكالية الإسلام مثل أى إشكالية فكر عقيدى أو فلسفى من حيث التعدد والتباين ولكن مع الإسلام تكون الأمور أكثر حدة وتشنج تصل لحد العزل والإقصاء فكل حالة إسلامية تجد نفسها معبرة عن الإسلام الحقيقى معتصمة به رافضة أى تنوع آخر بل تناصبه العداء وهى فى منحاها هذا لا تتورع أن تراوغ وترفض التراث ذاته فعندما تحاور مسلماً حول النص وتستشهد بتفسيرات وأقوال ثلة من العلماء والإئمة والقامات الإسلامية تجده يعلن أن كل كتب التفسير وأسباب النزول وأحكام الفقه لا تمثل الاسلام ولا تلزمه بشيء مطالباً الحوار بالقرآن والسنة أو القرآن فقط ,فهكذا بكل بساطة تفقد مئات الكتب والمراجع الاسلامية كل قيمتها الدينية ,ولا نعلم لماذا تُطبع وتنشر وتوزع تلك الكتب وتدرس فى الجامعات الإسلامية وتزين مكتباتهم اذا كانت تخلو من أي قيمة دينية يعتد بها ولماذا لا يتم إلقاءها في سلة المهملات طالما لا تمثل الاسلام حسب زعمهم ,, ولا تكتفى الأمورعند هذا الحد فعندما تستحضر حديث فستجد من ينفيه إما لكونه قرآنى لا يعتد بالأحاديث فى إيمانه أو من يعتنى ولكن عندما يراه متصادماً محرجاً فيصنفه بالضعيف والموضوع أو من الإسرائيليات لتكون الأمور مزاجية فعندما ينسجم مع رؤيته فهو حديث صحيح ولا يسعنا سوى الإندهاش من هذه العقلية المرواغة فإذا كانت هناك أحاديث موضوعة فلما لا يتم شطبها وتجريم التعاطى معها بدلا من الإحتفاظ بها فى مكتبات المؤسسات الإسلامية..هكذا بكل بساطة يتنصل المسلم من التراث الديني الضخم عندما يشعر بالحرج.
فى الحقيقة هذه الأساليب المراوغة فى الفكر ليست منبوذة بحكم أنه لا توجد فكرة مثالية ,كما لن نطلب من تراث ميثولوجى تقديم فكر متماسك ولكن يبقى فى النهاية أهمية حراك هذا الفكر فى الواقع ومدى تأثيره وفى أى منحى يتحرك ويصب هل نحو مصالحة مع العصر أم تصادم معه فهذا ما يعنينا بغض النظر عن كونه فكر متماسك أم لا .
نحن نشهد ظاهرة غريبة فى فكر صقور العلمانية عندما يتم تعميم نقد الإسلام ليطال أى فكر إسلامى مسالم باحث عن التصالح مع العصر أو على الأقل غير متصادم معه لنجد رفض غريب لهذا العرض مدعياً زيفه ومراوغته لأن الإسلام فى رؤيته ليس كذلك , فالعلمانى هنا لديه إسلام واحد متزمت وعنيف وكل الإسلامات الأخرى مراوغة ومزيفة لا تعلن عن وجهها الحقيقى فلا يزيد حال العلمانى عن حال السلفى .. ولكن سيظل دائماً هناك إسلامات عديدة كحال شرائح عريضة من المسلمين وعلينا أن نتقارب مع هذا الإسلام الأقل ضراوة وشراسة .
رؤيتى للتباين داخل المجتمع الإسلامى ورفضى للتقييم الذى يضع المسلمون فى سلة واحدة كمقولة ان المسلم إرهابى او مشروع إرهابى هو أن عامة المسلمين لا يوجد لديهم وعى بالإسلام ,فالثقافة الإسلامية تكاد تكون معدومة لتقتصر على أداء الصلاة والصوم وأحكام الزواج والطلاق وبعض الآيات الشائعة أما عن الفقه والتراث الإسلامى فهناك جهل مطبق وهذه الحالة شائعة بين الدينيين عموما والمسلمين خاصة لتعطى إمكانية حالة إسلامية متصالحة مع العصر , فالثقافة الإسلامية ليست هنا مهيمنة ووحيدة فى تأثيرها على عامة المسلمين لتحل ثقافة العصر فى التأثير ويكون المؤثر الأقوى هو طبيعة علاقات وقوى الإنتاج لتنحو المحصلة نحو أمل تبنى نمط معين من الإسلام يتكيف مع الواقع ولا يتصادم معه .
أقول أن تباين الإسلامات يرتبط بالظرف الموضوعى للمسلمين وحظهم من الإنجاز الحضارى ليكون التشرنق داخل النص وإختيار حزمة سلوكيات عنيفة ومتزمته ومتعصبة هو نتاج حالة رفض للمجتمع وتنفيس عن غضب وعنف تحت الجلد بإستخدام الدين كوسيلة للتنفيس ,بينما تكون الحالة الوسطية هى حالة متوازنة نفسياً إلى حد ما .
هل مشكلة الإسلام والمسلمين في المنتسبين الى الدين أم في الدين ذاته الذي يفتح المجال لتقديم التطرف والعنف والعنصرية والإقصاء في مقابل قبسات من الاعتدال والتسامح والمعايشة أم المشكلة فى المسلمين ذاتهم الذين يميلون للون معين من الإسلام .
النص لا يكون بشعا كفاعل أى لا يملك القدرة على تحويل البشر إلى حالة من البشاعة كتأثير سحرى بل لأن هناك حالة بشعة فى البشر نتاج تخبطات وغياب البوصلة وحالة إحباط وتهمييش إجتماعى وإقتصادى وسياسى تعتريهم مع غياب مشروع مدنى حداثى ينتشلهم من حالة التيه فإنحازوا للنص البشع كتنفيس لممارسة إحتجاجهم وعنفهم تحت مظلة شرعية فهكذا هو الإسلام المؤلدج السياسى .
إن طبيعة المجتمعات الإسلامية التاريخية والحضارية والمزاجية لها عامل كبير فى صياغة شكل الإسلام فإسلام المصريين غير إسلام الجزيرة العربية غير إسلام الأتراك أو طالبان أو الأفارقة أو مسلمى الغرب فالبوتقة الإسلامية التى إستوعبت شعوب سواء بالقهر أو الإقناع لم يتم مسخها تماماً لتضع تلك الشعوب بصمتها الخاصة المتمثلة فى إرثها الثقافى القديم بالرغم من قسوة الغزو العربى كأسوأ غزو إستعمارى إعتنى بمسخ الهويات القومية .
توجد رؤية تضاف للمنظور الأيدلوجى السابق المؤيد لجدلية حركة الواقع والتاريخ فيضاف عامل حيوى آخر يؤثر فى الثقافة يأتى من خارج المجتمع ويتمثل فى تأثير قوى الحداثة المتمثلة فى حزمة المفردات الثقافية الحضارية العالمية كالحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية لتفرض نفسها بشكل قوى وخصوصا فى القرن الأخير حيث حققت وسائل الإتصال تطور مذهل لتخترق الجدران والعقول الإسلامية الصلدة وتتخلق إرهاصات وحركة دوامات مياه تحت سطح برك المياه الآسنه .
يمكننا ان نعثر على الاسلام الذى نريده وفق دراستنا لحال المجتمع والقوى المدنية والطبقية فيه والمشروع الإجتماعى الذى ينسجم مع تطلع وأمال الجماهير المتلهفة للعدالة الاجتماعية والحرية فحينها سيكون الاسلام متصالحاً لأننا سنصيغ الإسلام وفق مزاجنا فلا وجود سيادة لفكرة إلا إذا كنا نريدها ولا يوجد لون لفكرة ينفرد خارج ألواننا . ولنأخذ حراك المصريين فى 30 يونيو كمثال يعطى دلالات عظيمة ليس فى حجم الملايين التى نزلت الشارع لتسجل اكبر حشد فى تاريخ البشرية ولكن فى مغزاه العميق المتمثل فى لفظ الحكم الدينى والتعلق بالدولة المدنية وهذا يعنى ان للمصريين إسلامهم الخاص كما يعطى آمال عظيمة فى أن الامور ليست قدرية مقولبة فى اتجاه الإسلام الفاشى فبالإمكان صياغة إسلام جديد.
ببساطة شديدة لن يكون تغيير الإسلام للوصول لإسلام متعايش ومتصالح بيد أصحاب الفكر الإسلامى مع كل الإحترام للجهود المبذولة بل فى تطور المجتمع المدنى وعلاقاته الإنتاجية وقوة الفكر العلمانى وتسيده الساحة كمنهج حياة وثقافة فحينها سنستقبل الوليد الإسلامى المنتظر المتصالح بدون مخالب وأنياب .
قد يرى البعض أن رؤيتى لإمكانية ظهور إسلام متصالح مع العصر غير معرقل لمسيرة تطوره هى أمنيات وأحلام طوباوية بحكم أشياء كثيرة جديرة بالإعتناء وعدم الإغفال ,فالقضية بالفعل ليست من السهولة بمكان فيعتريها التشابك والتعقيد الشديد الذى يفرض نفسه بداية من نهج الإسلام كدين يعتنى بالشريعة غير نهج المسيحية وهذا حتى لا نتوسم فى ثورة تنوير بالمجتمعات الإسلامية على غرار ثورة التنوير الأوربية ,كما يوجد تراث يهيمن بقوة ينسحق أمامه فكر المعاصرون ليتحرك فى فضاء فكر القدماء فلا يتيح أى هامش من الحراك الحر ,علاوة على تخلف علاقات المجتمع الإنتاجية ليبقى الحال كما هو عليه, إلى سيادة نخب وطبقات إجتماعية رجعية مهيمنة ليس من صالحها تطوير المنظومة الدينية ولا العلاقات الإنتاجية , إلى غياب الوعى الطبقى لدى الجماهير لتصل للحد الذى تتبنى مشاريع مستبديهم , إلى مصالح غربية تريد بقاء الحال كما هو عليه بل تستطيب تصاعد النمط الرجعى الإسلامى كنموذج خادم لمصالحها ومساهم فى تهمييش المنطقة .
بعد هذا العرض الذى يتأرجح بين أمل ظهور إسلام متصالح مع العصر غير معيق لتطوره وحراكه إلى إنعدام الأمل لتعقد السبل إلى نظرة تشاؤمية تنفى اى إمكانية للإصلاح يكون سؤالنا وقضيتنا .
-----------------
** ملحوظة : ليس من عادتى إرفاق تقييم الموضوع فى مقالاتى لعدم إقتناعى بها كطريقة للتقييم الموضوعى ولكن أرفقها فى هذا المقال أملا فى إستغلالها بشكل إحصائى وليس تقييمى للمقال بمعنى أريد إعتبارها إحصاء وقياس رأى على سؤالى هل هناك أمل فى إسلام متصالح مع العصر فمن يجد لديه قناعة بالإمكان فليعطى علامة تقدير إيجابية ومن يجد صعوبة تصالح الإسلام مع العصر فليضع تقدير سئ ومن هنا سنكون امام عملية إحصاء تُعطى دلالات ورؤى سيُستفاد منها مع عدم إغفال المشاركة بالتعليقات كرؤية محللة أتشرف بحضورها.
دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " - حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟