أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - سورية.. صراعٌ ذَهَبَ بما بقي من -يقين-!














المزيد.....


سورية.. صراعٌ ذَهَبَ بما بقي من -يقين-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 11 - 13:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
الأَمْر الذي في حُكْم المؤكَّد هو أنَّ سورية لن تعود أبداً إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الثورة؛ أمَّا الأَمْر المُسْتَغْلَق على تَوقُّع المتوقِّعين الواقعيين فهو الحال التي ستكون عليها البلاد مستقبلاً، أَعُقِدَ مؤتمر جنيف أم لم يُعْقَد؛ أَنَجَحَ مؤتمر جنيف (إذا ما عُقِد) أم لم ينجح.
سورية هي الآن مسرح لصراع إقليمي ودولي، تَعاظَم بما جَعَل الوزن النسبي لطرفيِّ الصراع، في بُعْدِه السوري، يتضاءل في استمرار.
مِنْ قَبْل، سعى كلاهما إلى تسخير قوى إقليمية وعربية في خدمته؛ أمَّا الآن فلا نرى من النتائج والعواقب إلاَّ ما ذَهَبَ، أو أوشك أنْ يذهب، بتوقُّعه؛ فكلاهما غدا مُسخَّراً في خدمة هذه القوى، ولم يبقَ لديه من الدوافع إلاَّ ما يوشِك أنْ يُعْجِزه عن رؤية الفَرْق بين أنْ يَخْدُم قوى إقليمية ودولية، عَمَلاً بمبدأ "الخدمات المتبادَلة"، وبين أنْ يغدو لها خادِماً.
"النظام السياسي السوري"، الذي ورثه الابن بشار عن والده حافظ، ليس نظاماً قابلاً للإصلاح؛ فإنَّ تَنَاوُلِه (طائعاً أم مُكْرَها) أصغر جرعة من دواء الإصلاح السياسي والديمقراطي كان يمكن أنْ يتسبَّب في هلاكه؛ وهذا ما كان يدركه بشار جيِّداً مُذْ اندلعت الثورة السورية؛ لكنَّه زَوَّر هذه الحقيقة، قائلاً، غير مرَّة: لو كانوا طُلاَّب إصلاح (سياسي وديمقراطي) لهَان الأمر، ولسُوِّي النزاع في الحال؛ لكنَّهم كانوا أدوات في أيدي قوى إقليمية ودولية لتدمير سورية نفسها.
بشار ما كان في مقدوره إلاَّ أنْ يقول هذا الذي قال، وأنْ يمضي، من ثمَّ، في الحرب قُدُماً؛ ولقد عَرَفَ كيف يخوض ويقود هذه الحرب بما يجعل سورية مسرحاً لصراع قوى إقليمية ودولية، وبما يُهيِّئ الظروف لجعل المعارَضَة تبدو للعالم منبعاً لشرورٍ، أصغرها أَعْظَمُ من شرِّ بقاء النظام السوري.
بعض القوى الإقليمية والدولية كانت تَعْلَم (عِلْم اليقين) أنَّ نظام بشار غير قابل للإصلاح، وأنَّ بشار نفسه لن يتنازل لمعارضيه، وسيمضي قُدُماً في الحرب؛ فإنَّ أمثاله لا يعيشون إلاَّ في الحرب، وبالحرب؛ ورُبَّما لذلك، اختارت أنْ تبدو (في بعضٍ من مواقفها) مؤيِّدةً للثورة السورية؛ ولقد أيَّدتها بما أتى بمزيدٍ من الأدلة على أنَّ هذه القوى لا مصلحة لها أبداً في أنْ تَخْرُج من رحم هذه الثورة دولة ديمقراطية في سورية.
بشار، غير القابل للإصلاح، كان كاذباً في زعمه أنْ لا غاية له إلاَّ إنقاذ سورية؛ وتلك القوى، غير المُتَقَبِّلة لقيام نظام ديمقراطي في سورية، كانت كاذبة في زعمها أنْ لا غاية لها إلاَّ نصرة ثورة الشعب السورية.
بشار، وبغريزة حُبِّ البقاء السياسي، رَفَضَ كل إصلاح تنادي بها المعارَضَة؛ فاختار (وليس في موقفه هذا ما يشبه "الاختيار") الحرب حتى النهاية؛ لكنَّ بشار كلَّما حارب أكثر، ضَعُف أكثر؛ وكلَّما ضَعُف، طَلَب مزيداً من تَوَرُّط القوى الإقليمية والدولية المؤيِّدة له في الصراع؛ وكانت العاقبة النهائية أنْ غدا بشار الحاكم الاسمي للمدن والمناطق التي لم تسيطر عليها المعارَضَة السورية؛ أمَّا هذه المعارَضَة فَعَرَفَت من الانقسام (والتناحُر) ما يَعْكِس انقسام (وتناحُر) بعض القوى الإقليمية والدولية المؤيِّدة لها.
هذه الحال حان لها أنْ تنتهي، ويجب أنْ تنتهي؛ وانتهاؤها إنَّما يعني أنْ تَرْجَح كفَّة الثورة السورية، ثانيةً، على كفَّة لعبة صراع المصالح الإقليمية والدولية؛ فبقاء هذه الحال لا يُبْقي من "الحلول" إلاَّ أسوأها؛ فإمَّا مزيد من هذا الصراع المُدمِّر لسورية، والمُمَزِّق لوحدة السوريين، وإمَّا تسوية إقليمية ودولية تُسَوِّي ثورة الشعب السوري بالأرض!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -العامِل الإيراني- في جولة كيري!
- الاستثمار الدِّيني في فرضية -الجسيمات الافتراضية- Virtual Pa ...
- السؤال الذي يَعْجَز الدِّين عن إجابته!
- آدم وحواء.. وثالثهما!
- كيف لِمَنْ يَعْتَقِد ب -آدم وحواء- أنْ يَفْهَم داروين؟!
- البابا فرانسوا: حتى الله يتطوَّر!
- هذا الدليل البسيط على صواب أو خطأ نظرية -تمدُّد الكون-!
- هذا الإحباط الشعبي الثوري!
- ما وراء -أُفْق الكون-!
- عاصفة من -التَنَبُّؤات الفلكية-!
- عاصفة ثلجية بنكهة سياسية!
- -الدولة المدنية- و-الربيع العربي-
- انحناء المسار بانحناء المكان
- النَّجْم إذا حَفَرَ في الفضاء
- بأيِّ معنى نفهم سرعة الضوء على أنَّها -مُطْلَقَة-؟
- -التركيب- و-التفكيك- عربياً
- كيف تَصِل إلى أبعد نجم في الكون في دقيقة واحدة فحسب؟
- أين -المُطْلَق- في -النسبية-؟
- الجاهلية الإسلامية!
- في -نسبية الحركة-


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا ...
- -ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي.. ...
- الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
- إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
- أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك ...
- سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو ...
- حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر ...
- مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة
- تاكر كارلسون: بلينكن بذل كل ما بوسعه لتسريع الحرب بين الولاي ...
- دراسة تتوقع ارتفاع الوفيات في أوروبا بسبب شدة الحر بنسبة 50% ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - سورية.. صراعٌ ذَهَبَ بما بقي من -يقين-!