جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4328 - 2014 / 1 / 7 - 23:36
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
الاحمر افضل من الموت
و الحياة اعز من الانتماء القومي
لربما تعتقد ان الاقوام المضطهدة كالقومية الكردية تفتخر و تتمسك بانتمائها لقوميتها الكردية اكثر من غيرها بسبب ما اصابها و لكنك ايضا لا تتفاجأ اذا اخذت بنظر الاعتبار التاريخ الكردي التعس ان تجد احيانا العكس تماما ايضا. نعم هناك او كان هناك كردي يصاب بالانحراج لو قال انه كردي او لا يرتاح عندما تتكلم معه بالكردية و يغيرها حالا الى العربية و لانه لربما لا يجيد لغة الام.
لست هنا بصدد الادانة باحد لاني اعلم الى ماذا تؤدي التعاسة و البؤس و الشقاء و الحرمان و الذي يندد لا يستيطع ان يغسل نفسه من كل الذنوب اطلاقا. كان الالماني يفضل ان يكون شيوعيا على الموت و يقول: الاحمر افضل من الموت. مع الاسف لا توجد هناك دراسات كردية و غير كردية عن هذه الظاهرة المتفشية بين مواطنيها للتعرف على اسبابها بالتفصيل و لكني اعتقد ان الحياة اعز من الانتماء القومي.
نسبة الاكراد العراقيين الذين تنكروا لهويتهم او تبنوا العربية و انصهروا فيها رغم تعرضهم للتميز العنصري ازدادت عند الذين هاجروا الى وسط او المناطق الجنوبية من العراق. تستطيع احيانا ان تكشف عن هويتهم الكردية من اسمائهم العربية لان الاسماء العربية المفضلة عند الاكراد هي عادة: محمد و مصطفى و عبدالله و بكر و عثمان و عمر و حسن و حسين و على و عند الشيعة الاكراد ايضا (رضا على) الخ فمثلا يمكن ان يكون (احمد حسن بكر) طبعا دون (الاداة الـ) كرديا و ليس قائدا لحزب البعث.
لذا احيانا لا تعرف بالضبط من هو من اصل كردي او عربي خاصة و ان التزاوج بين القوميتين خلط الاوراق اكثر. طبعا هناك ايضا اشخاص من قوميات اخرى تتنكر لاصلها و لكن الواقع الكردي المؤلم و فقدان كيان ضمن دولة رسمية معترفة بها دوليا سلب منه ما تبقى من الثقة بالنفس و الاعتزاز الى ان ظهر اقليم كردستان على الساحة الدولية و رد له جزء بسيط من الثقة المفقودة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟