أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد العلوي - قصة برميل !














المزيد.....

قصة برميل !


خالد العلوي

الحوار المتمدن-العدد: 4313 - 2013 / 12 / 22 - 09:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحكى أن برميلاً متخماً بالذهب الأسود سكن الشرق المتوسط ، برميل نفط مثقوب لا يرى لا يسمع لكنه يتكلم .. ( فقط يتكلم ) .. كان البرميل يحلم بالزعامة بل أنه من أجل هذا الحلم تحديدا لا يكف عن إهدار ما تبقى من الذهب الأسود في بئره من أجل أن يصبح قائد ضرورة على بقية البراميل التي تعيش على نفس الآبار المجاورة لبئره.

في حقيقة الأمر بقية البراميل كانت تدرك أهدافه ولأنها تخشى سواد نفطه كانت ترضخ وتجامل وأحيانا تحتال باستثناء برميل واحد كان برميلا بسيطاً طيباً لكنه لم يك يخشى ولا يجامل ولا يحتال .

كان إذا ضرب أوجع من باب : إذا ضربت فأوجع فإن الملامة واحدة . ولأنه كان يعلم أن "ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد" ولأنه كان يعلم أنه مهما فعل لن يسلم من الانتقاد بأي حال فعل الصحيح كما يفعل دوماً ، أي نعم أن البرميل ليس في بطنه ما في بطن بقية البراميل من الذهب الأسود لكنه كان يحمل بداخله حرّة تجوع ولا تأكل بثدييها .

كان يحمل ما هو أعز وأثمن وأغلى من اللون الأسود كان يحمل لون الكرامة والعلياء في همة نفسه ومن أجلها كل ما يلقاه محبب وعليه لم يرضخ لأهداف وأطماع المتخم بالذهب الأسود.

العلياء ؟!! الكرامة ؟ هكذا صرخ البرميل المثقوب ! ماذا تعني الكرامة ؟

ولأن المثقوب لم يكن يعلم ماذا تعني الكرامة وماذا تعني العلياء استشاط غضباً من برميل الكرامة : لماذا لا يرضخ .. لماذا لا ينصاع .. لماذا لا يكون تابعا له وهو الذي إن أغلق فوهة برميله توقف العالم .

لم يتوقف غضب البرميل عند هذا الحد بل أطلق من ثقبه أوامر للتابعين بأن يهاجموا برميل الكرامة أن يتهموه بالشذوذ بالعنصرية بالطائفية بتمزيق وحدة البراميل بالعمل من أجل مصلحة براميل أخرى تحاول أن تأخذ قوته في سوق "المجتمع الدولي " وتأثيره في محيط الآبار الزمني . وقد كان .

ولأن برميل الكرامة كان مؤمناً بقدراته كان أكيداً أن القطرات القليلة قد تصنع جدولا ولأنه يرى بأول رأيه آخر الأمور ولأن نفسه كبيرة وطبعا -إذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام -علم أن صراخ المثقوب على قدر الألم ، وبينه وبين نفسه تذكر قصة تحكى عن برميل ٍ أعرج وأعور لا يرى إلا بعين ٍ واحدة .. تذكره حين طلب من الرسامين في بئره وفي الآبار التي تواليه أن يرسموه دون عيوب ودون ثقوب وأن ينشروا صورته أمام العالم أجمع بشكل أقرب للكمال والكمال لله.

تذكر رفض بعض الرسامين الشرفاء في تلك الآبار لطلبه فكيف يرسموه دون عيوب وهو أعرج وأعور وفوق هذا كله مثقوب .

تذكر بيت شعر يقول : " لو كان العلم دون التقى شرف ... لكان اشرف خلق الله إبليس" .

عموماً قيل في الأثر : للذهب ثمن ... لكن الحكمة ليس لها ثمن)) لذا لم يوافق أحد على رسمه سوى رسام واحد أي نعم أظهره دون عيوب ودون ثقوب بعد أن قبض الثمن ورسم لوحة جميلة ومعبرة ونادرة لكن الرسام نسى والبرميل من خلفه نسى أن لا شيء في الدنيا يخفي نقص القادرين على التمام وأن الصورة لا يمكنها أن تجعل من يرى البرميل يغني" جميل جمال " وأن الملامح المزيفة والألوان المزيفة لا يمكنها أن تخفي الحقيقة وأن كل من نظر إليها كان يعلم في أعماقه أن تحت ملامحها وألوانها برميل أعرج وأعور ومثقوب .



#خالد_العلوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مركز محمود حيدر للرعاية الاجتماعية-
- نعم نحن شعب سايلنت
- تاجا على سلالة هذا الطين
- بيادق غربية
- هل يخترق الربيع العربي-دول الخليج-؟
- - الناس أتباع من غلب -
- -محمود حيدر- عملة نادرة في زمن الخواء
- السيف..الأفضل في -الشرق الأوسط-
- -الزمّار فهد- وسكان الحي
- لك الله يا -محمود-
- الحضارة الإسلامية دفعت الحضارة العربية ضريبة لها
- تحقيق صحفي : المرأة السياسية.. من يحاربها ومن يسعى إلى إقصائ ...
- تحقيق صحفي :سياسيون حددوا خارطة طريق دور الانعقاد الثالث: تع ...
- أيلول أنا
- لا تكوني فنجانا من القهوة الحلوة دائما
- أنا رجل ٌ الحب يحرّكني
- سفينة نوح
- الدولة المدنية والدولة الدينية
- الحوار المتمدن
- فواصل عقلية


المزيد.....




- طهران تعرض استئناف محادثات النووي مع الترويكا الأوروبية.. ول ...
- زيلينسكي يتهم روسيا باستخدام صاروخ -كوري شمالي- في ضربة كييف ...
- -تكلفة باهظة- بسبب تحطم مسيرات أميركية في اليمن
- تدمير المركز الوحيد في العالم لأبحاث المايستوما بالسودان
- تفاصيل مسودة اتفاق وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس
- حذف تعازي وفاة البابا يضع إسرائيل في موقف دبلوماسي محرج.. تل ...
- عمار الحكيم يدعو الى ضبط التصريحات التي تؤثر في العلاقة بين ...
- -بلومبرغ-: جامعة هارفارد تسعى لبيع أصولها
- فضيحة في شرطة مانشستر.. قبلة داخل السجن تكشف تورط شرطية مع م ...
- رئيس وزراء النرويج يؤكد لترامب استقلالية اللجنة المسؤولة عن ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد العلوي - قصة برميل !