|
جريمة اغتيال المناضل عمر بنجلون وخيوطها
عبد الرحيم ازبيدة
الحوار المتمدن-العدد: 4307 - 2013 / 12 / 16 - 22:15
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
في يوم الخميس 18 دجنبر1975 امتدت يد التطرف الديني الأعمى، لتغتال عريس الشهداء، الشهيد عمر بنجلون بكل همجية وعنف . واليوم تمر 38 سنة على اغتيال الشهيد عمر بنجلون .......... نستحضر الجريمة البشعة التي نفذتها عصابات التطرف الديني ، في حق مناضل سخر حياته لنصرة قضايا الشعب المغربي والفئات المهمشة والطبقة العاملة المغربية ، ودافع بشكل مستميت على القضايا الوطنية والقومية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.إن جريمة اغتيال الشهيد عمر تعتبر جريمة سياسية ومظهر خطير من مظاهر العنف السياسي والتطرف الديني ، المسخر من طرف الأجهزة الأمنية المخزنية.هذا العنف السياسي الذي ميز مرحلة حكم الملك الراحل ، حيث كثرت الإعدامات والاعتقالات والاختطافات وانتشرت المعتقلات السرية ( تزممارت ، أكدز ، ......) ، وكان نصيب مناضلي الحركة الاتحادية الأصيلة أكبر في إطار مسلسل التضييق والتصفية. في هاته الفترة السياسية من تاريخ المغرب تنامي العطاء النضالي للشهيد عمر من خلال ربطه الجدلي بين النضال السياسي والنضال النقابي . وقد خاض في هذا الاتجاه صراعا مريرا ضد الخط التحريفي ، داخل الإتحاد المغربي للشغل و ضد أمراء النزعة الإنحرافية ، وذلك من أجل تصحيح مسار الحركة النقابية المغربية وربط نضالها بالنضال الطبقي والنضال السياسي. وإذ نستحضر هده الذكرى نستحضر واقع الحركة النقابية المغربية داخل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل الذي يتطلب وقفة حقيقية تصحيحية لإعادة الاعتبار لفكر الطبقة العاملة،ودورها في قيادة النضالات الشعبية التي غابت عنها حاضنتها الطبقية . كما ساهم الشهيد بدينامكيته المعهودة ، على المستوى السياسي بصياغة المذكرة التنظيمية في إطار دفاعه عن الوضوح التنظيمي لحزب الإتحاد الوطني ، كما ساهم بشكل كبير في تحقيق الوضوح الإيديولوجي داخل الحزب من خلال وثيقة التقرير الإيديولوجي التي تبناها الحزب في مؤتمره الاستثنائي وتم تبني الاشتراكية العلمية كخط إيديولوجي وكفكر وممارسة . وفي الوقت الذي كانت فيه الدينامية النضالية للشهيد عمر تتزايد داخل الحزب والنقابة والمجتمع ،كانت المؤامرات والمكائد تحاك في جنح الظلام ، وكانت الأجهزة الأمنية تعد أسلحتها القذرة بتوظيف التطرف الديني الأعمى لتصفية الشهيد ،فكانت الجريمة البشعة في واضحة النهار،وتلطخت أيادي الشبيبة الإسلامية التي يتزعمها عبد الكريم مطيع حليف القصر، بدم الشهيد . إنهم ظنوا بجريمتهم هاته أنهم تخلصوا من عمر ، لكننا قلنا ومازلنا نقول إذا قتلتم عمر فكلنا عمر ، نقول لهم أننا نعرف الحقيقة لكننا نريدها ساطعة . ومن هنا نطرح السؤال المشروع : ما هو الخيط الناظم والرابط بين جريمة اغتيال الشهيدين المهدي بنبركة وعمر بنجلون ؟ فإذا كان النظام ألمخزني قد تحالف مع قوى عالمية امبريالية و صهيونية لتنفيد مخطط اغتيال المهدي بنبركة ، فإنه قد وظف وتحالف مع حركة الشبيبة الإسلامية لتصفية الشهيد عمر بنجلون ، وفي كلا الحالتين يتضح تورط النظام المخزني وتحالفه مع المشروع الامبريالي والصهيوني من جهة والمشروع الأصولي من جهة ثانية . وها نحن اليوم نعيش فصولا جديدة من هدا التحالف الثلاثي الامبريالي – المخزني – الأصولي .فقد تحالف النظام المخزني في المغرب مع حزب العدالة والتنمية بدعم أمريكي امبريالي وتمويل خريجي من أموال البترودولار لاغتيال الربيع المغربي وسرقة حلم الجماهير الشعبية في التغيير وكبح إرادة الشعب المغربي في صنع مستقبله وسيادته . إن اليسار المغربي اليوم في مواجهة مشروعين تورطا في اغتيال الشهيد عمر وهما المشروع المخزني من جهة والمشروع الأصولي من جهة ثانية .والمشروعين معا هما في خدمة المشروع الامبريالي الصهيوني في المنطقة . ولمواجهة المشروعين فإن أحزاب اليسار المغربي مطالبة بفتح ثلاث أوراش كبرى : أولا : الورش الفكري : ودلك من خلال الصراع الفكري بأدوات علمية ضد المد الأصولي الذي يجتاح منطقتنا ، وضد دعوات وقنوات التكفير وتجار الدين ، الدين يريدون أن يحكموننا باسم الدين . ثانيا : الورش التنظيمي : على اليسار المغربي أن يتجاوز أزمته التنظيمية الحادة المرتبطة بعوامل ذاتية وموضوعية وتجاوز واقع التشردم والتفرقة وخلق جبهة وطنية ديمقراطية عريضة تضم في صفوفها كل قوى التغيير الديمقراطي . ثالثا :الورش السياسي : اليسار المغربي مطالب بتقديم عرض سياسي يستجيب لطبيعة المرحلة وما تتطلبه من تحديات ومسؤوليات لتجاوز واقع الرتابة الذي يميز المشهد السياسي المغربي ويعيد للسياسة معناها النبيل ويعيد للجماهير الشعبية طقتها في الفعل السياسي وفي اليسار المغربي . ازبيدة عبد الرحيم
#عبد_الرحيم_ازبيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمطار الخير تكشف المستور وتتحول إلى كوارث
-
لا ولاء بعد اليوم
-
حرب الخفافيش
-
حركة 20 فبراير وسيناريوهات المخزن
-
خط النضال الديمقراطي
-
قصيدة الرحيل
-
موقف حزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي (المغرب ) من القضية ال
...
المزيد.....
-
اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا
...
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع
...
-
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|