أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحلام طرايرة - حين ينسى التحرري ذكوريته في جيبه














المزيد.....

حين ينسى التحرري ذكوريته في جيبه


أحلام طرايرة

الحوار المتمدن-العدد: 4283 - 2013 / 11 / 22 - 23:22
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



كنت قد توقعت انتقادات "تحررية" إلى جانب "الدينية" على مقالتي الأخيرة، فقد لاحظت الغمز واللمز السابقين من قبل الطرفين- التحرريين والدينيين- حول تناقض لا يفهمونه بين غطاء رأسي ومحتوى ما أكتب. إلا أنه فاجأني الانتقاد التحرري الذي تحوّل إلى هجوم المبطن منه والصريح والذي جاء على شكل خطاب وصاية آخر عليّ أنا الإمرأة التي تكتب عن الحرية فيما تغطي رأسها برمزٍ للعبودية.

أتفهم الشخص الديني الذي يفجعه أن تتحدث إمرأة محجبة في "ثوابت ومسلّمات دينية"، وأتقهم أن تركيبته الثقا-دينية تعطيه شعورا ما بالوصاية على كل امرأة يقابلها بكونها كائنا ضعيفا تابعا له هو الرجل- وهو ما تؤيده وتؤكده النساء الدينيات أيضا في تعليقاتهن إن علّقن. الرجل الديني لديه يقين ما بأنه إن لم يصوّبني ويعطيني إرشاداته- بكونه الأرجح عقلا والأكثر علما- فإنه يتنكّر بذلك للدور السامي الذي أعطاه إياه الله بالقوامة والوصاية على النساء، المسلمات منهن تحديدا. هذه التركيبة أفهمها وأتفهمها جيدا فهي الشريحة الأكبر في المجتمع الذي نشأت فيه. وفي الحقيقة إنني أبتسم كلما مررت على تعليق من شخص ديني بصيغة "لن أكلّ ولا أملّ من تعليمكن وإرشادكن أنتن المعترضات على حكم الله في الأرض" في خطاب وصاية صريح ومباشر وبدون أي تجميل، فهو واجب دينيّ بامتياز.

لكنّي ذهلت للهجوم القادم من الطرف الآخر، الطرف التحرري، الذي أخذ صيغة وصاية صريحة ومباشرة أخرى ولكن معاكسة بطبيعة الحال مثل: " بقي لديك خطوة واحدة نحو الحرية: إخلعي الحجاب، فنحن لا نرضى لكاتباتنا أن يكنّ عبيدا!" أو بصيغة هجومية فظة أخرى مثل: "كيف أصدّق خطابك هذا وأنت تلفّين نفسك بهذا الشيء اللعين؟" وأعلم جيّدا أنهم ربما كانوا علّقوا بشيءٍ مختلف لو لم تكن مقالاتي تحمل صورة!

في البداية، فوجئت وصُدمت، ثم بدأت أقرأ ما يكتبه التحرريون الهجوميون بتمعن أكثر، ولم يعد مهما أن أرد ثم يردّون بقدر ما أن أفهم حالة الهلع هذه التي أصيبوا بها عندما كتبت إمرأة محجبة عن الحرية. وكأن الحرية هي الأخرى لها كتاب مقدس بتشريعات معينة لا يُسمح وفقها لإمرأة بغطاء رأس أن تنبس ببنت شفة قبل أن تلقي بهذا الغطاء في القمامة!

إن السؤال الملحّ هنا هو: هل عليّ أن أتماشى من معايير الرجل- دينيا كان أم تحرريا- حتى يصادق على ما أقوله؟ هل عليّ دائما- أنا المرأة- أن أحاكي ما يريده الرجل أينما ذهبت وأن أتصرف وألبس وأتكلم وأظهر بما يوافق ما عليه هو لا ما عليه أنا؟

هي الذكوريّة، أعيت من يداويها!

كيف يظن الرجال أنهم تحرريون بمجرد انهم يهاجمون "الدينيين الرجعيين" بأقذع الأوصاف لاضطهادهم للمرأة، وهم يشتركون معهم في هذه الصفة بالتحديد! هل لا يدركون ذلك حقا؟

لستُ أكتب هذا المقال- إن صح تسميته كذلك- لأبرر حقيقة غطاء رأسي وأسبابه ولا أن أعرض ما أعتقد به. فأنا أؤمن أن الإنسان الحرّ الحقيقي ليس بحاجة أن يبرر نفسه لأي كان. السادة التحرريون يتعاملون مع موقع الحوار المتمدن كموقع يخصهم وحدهم ولا يريدون أن يشاركهم به أحد من الطرف الآخر- وهم يعتبرون أنني في صفوف هذا الطرف الآخر_ والسادة الدينيون يستثمرون بانقتاح الموقع على مختلف الآراء- وهو ما لا تجده في معاقلهم الإلكترونية- فيأتون للحوار المتمدن للرد على من يظنّون أنهم يتآمرون على الأديان أو لهداية من صبأ أو على وشك أن ينزلق إلى مستنقع التحرريين خصوصا إذا كانوا نساء- وهم يعتقدون أنني من هذا القسم الأخير أي مسلمة على وشك أن تخسر دينها!

كل ما أريده من السادة المرابطين على الطرفين أن يعرفوا أنني لم أحضر هنا لأنضم لأي طرف، فمعركتي لم تكن يوما من أجل هدف حقير يتمثّل بقولبة نفسي تحت مسميات صغيرة أجدني أكبر منها بكثير بكوني إنسان وهذا يكفيني، وهذا ما أؤمن به تجاه جميع البشر. أكتب هنا لأقول ما أفكر به وكفى.

السادة الدينيون والتحرريون، أيّا كانت أسبابكم التي لا تعنيني أبدا، فقط اعلموا أنّكم لستم أوصياءَ عليّ ولن أقبل وصايتكم بأي رداءِ جاءت.
.
وإلى من يزعجهم غطاء رأسي ولا يرضيهم وجود كاتبة تحررية بحجاب، هي أناملكم أيها السادة التي تفتح لكم رابط المقالات، عليكم فقط أن توجهوها باتجاه أسماء تروق لكم وتستطيعون تصديقها أكثر.



#أحلام_طرايرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كُفرٌ على كُفرٍ على كُفر
- ماذا لو اختفت النقود من على وجه الأرض؟
- يهاجر النبي قسرا، فيحتفل المسلمون!
- لا مهدي ولا مخلّص، أنتم ومنكم وفيكم الحلّ
- حين يكون القتل موهبة!
- قل لي أيّ إله تعبد أقُل لك من أنت
- وطنيون لا يعرفون الوطنية
- إسرائيل جميلة، الجزيرة تقول ذلك
- العلمانية هي دولة الله
- مرض عضال اسمه الغباء الخطابي العربي
- أنا زلمة!
- حسن وجميلة، حيث وُلدت النكبة
- الإخوان المتخفّين بقناع (حماكِ الله يا مصر!)
- بلاد الموت قهراً هي بلادي
- سّحل الجثث يدوم ما دام القتل شرعياً
- مع براعم وضدّ طيور الجنة.. أطفالنا بين الحياة و الموت
- كذبة الفقر والفقراء.. إحدى أكبر كذبات التاريخ!
- هناك مدّعين بيننا فاحذروهم!
- أن تكون فلسطينياً- اسرائيلياً !!
- هذه الأرض المقدسة، هل هي حقاً مقدسة؟


المزيد.....




- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...
- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحلام طرايرة - حين ينسى التحرري ذكوريته في جيبه