طلعت روحي
الحوار المتمدن-العدد: 4282 - 2013 / 11 / 21 - 22:26
المحور:
الادب والفن
طَيرَينِ نَفِدُ النّاسَ
نَتَفقَّدَهُمْ ، في بيتٍ أو إحدى جَنَباتِ الشّارعِ
أو بارٍ نجلسُ فيهِ نتذكَّرُ أيّامَ الماضي ، هكذا كنّـا ،
نتضاحَكُ كالطّفلينِ معاً ، ونُكركرُ والخَمرُ يَدورُ برأسَينا
أسألهُ عنِ السِّجنِ ، وكنتُ أزورُهُ واُحَيّي النّزَلاءَ
أبو رغيفَ وصالحَ وغيرهما
كانَ يقولُ هل ننسى " الهدَفَ " ، كنّا نعشَقُها ،
ونُقَلّبُها سُعَداءَ منَ الجِّلدِ الى الجِّلدِ ،
ونُطرَدُ أحياناً إنّا كنّا نقرأُها.
كنتُ اُمَرّرُ بعضَ الأحيانِ بلحيَتِهِ الكَثَّةِ أطرافَ أكُفّي باردةً لتَنالَ الدِّفْءَ
أو أقطُفُ أحلامَ الفقَراءِ وراياتٍ كنتُ أراها منها..
يا باسِمَ هلْ نُلهِبُ بالشّايِ الأسوَدِ جَوفَينا لنُدَخِّنَ مُستَمِعينَ الى النَّوّابِ
حينَ يُلَعلِعُ كالرّاجِمَةِ بقصائدِهِ الجَّمرِ..
كانَ يُجيبُ.. نُلهِبُ نُلهِبُ يا باكونينَ ، ثُمَّ نصيخُ السَّمعَ كِلانا لِهَديرِ الشّعرِ.
كانَ الأوغادُ يُحيطونَ بِبيروتَ وبغدادَ وبيوتِ الكُرْدِ المُنتَفضينَ
بهاماتِ جبالِ الثّلجِ ، وكنّا نوشِكُ أن نثأرَ بِطَريقَتِنا ، لولا يَهوذا ،
ذاكَ الطَّبْلِ المهْووسُ بِبنتِ الجَّلّادِ..
اصبِرْ..اصبِرْ فالدَّربُ طويلٌ جدّاً
وكلابُ الحاكمِ في كلِّ مكانٍ
تُحصي الأنفاسَ والأحلامَ والأسماءَ والحاناتِ وألوانَ القُمصانِ علينا
........................
........................
أعرفُ أينَ تكونُ الآنَ
أعرفُ هاتِفَكَ
لكنّي أغرقُ في حُزنيْ
والصَّمتُ على شَفَتيَّ جِبالْ
2013-11-21
#طلعت_روحي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟