جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4274 - 2013 / 11 / 13 - 23:45
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
وهم الساعات و كذبة الحياة
انا من الذين يبالغون بامتلاك الساعات حتى في عصر الموبايلات. خمس ساعات يد و ساعات حائطية و منضدية في كل غرفة و ساعة في المطبخ و ساعة في الحمام و ساعات في مكتبي و ساعة تحت الدرج و ساعة في... اضافة الى ذلك لبعض الاجهزة الموجودة في البيت ساعاتها الخاصة.
كان عندي موعد و كنت متأخرا لذا استعجلت و كدت على وشك التورط في حادثة خطيرة بسبب الاستعجال. كنت الهث وراء منضدة مكتبي - جلست على الاريكة المريحة و انا انظر الى الساعة الحمراء المعلقة على الحائط المقابل و هي تغمض لي مغازلا وتدق في نفس الوقت بلا هوادة. تحول نظري الى لوحة زيتية بجانبها لم احس بها سابقا رغم وجودها منذ فترة طويلة كتب عليها: الوقت وهم و الحياة كذبة .
عندما حدقت النظر في اللوحة زادت ضبابيتها الى ان تلاشت خطوطها كليا و تحول الحاضر الى الماضي و الماضي الى حلم - الى شبح - الى وهم. ابتلع الماضي الحاضر حالما رأى الحاضر النور و حوله الى كذبة. لا يهم سواء وضعت شيئا لا تعرفه في الامام و شيئا تعرفه في الخلف فهو في الحالتين بعيد عن متناول يدك.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟