أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعادة عودة أبو عراق - الخمار














المزيد.....

الخمار


سعادة عودة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 4272 - 2013 / 11 / 11 - 10:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الخمار
لا بد أن نؤكد على أن الدين لم يتدخل في متغيرات تحكمها البيئة والظروف كاللباس والأكل والعادات والتقاليد إلا ما يمس العقيدة ، وأن كثيرا من المجتمعات عمدوا إلى تفسير الآيات بما يدعم عاداتهم وتقاليدهم ، وهذا أخطر ما يواجهه الدين وهو تديين العادات
بداية... اللباس ليس ترفا ولا شيئا يمكن الاستغناء عنه ، فهو يلبس لاتقاء البرد والحر ، وتجميل مظهر الإنسان وستر العورة لكنه لم يكن يوما عبادة ، إذن فالظروف هي التي تحكم شكل اللباس ونوعه ومعناه
أما بالنسبة للخمار أو اللثام أو القناع فله أسبابه التالية :
1- البيئة الصحراوية والجافة التي كان يكابدها العربي دفعت الرجال إلى اللثام اتقاء للهواء الجاف الذي يجعد البشرة ويتلفها ، والمرأة هي اشد من الرجال حرصا على بشرة وجهها ، فلبست نساء المنطقة لثاما في الجاهلية والإسلام ، يهودا ومسيحيين وكفارا
2- الظروف الاجتماعية الأقرب إلى الفوضى ، دفع الناس إلى العيش ضمن مجموعات قبلية لحماية بعضها من السرقات والغزو والقتل ، ولكن العشيرة لا تحمي زوجته وبناته من الاعتداءات الجنسية ، وخاصة أن المرأة قد تكون مشاركة في الجريمة ، لذلك كوسيلة دفاعية قام الرجل بعزلها عن المجتمع وطمس وجهها حتى عن القريبين منه ، وكي لا يعرف أحد أن عنده حريما
3- ظهر في أواخر العهد العثماني طبقة البشاوات ، و كانت تربأ بنسائها أن تراها أعين العامة ، لذلك استعملوا الخمار، كدلالة على رفعة هذه الطبقة أو ترفعها عن العامة ،وحينما كانت الدولة العثمانية ترسل ولاتها إلى المدن الشامية والمصرية ، كانوا يمثلون الطبقة الحاكمة الراقية ، فراح الرجال يقلدونهم بلبس الطرابيش ، والنساء تلبس الخمار ، ويتعلمون منهم الطبخ والعادات حتى لكنتهم الخاصة ، فقلبوا القاف همزة والظاء زي ،والذال دالا أو زينا وغيرها ، وما زالت إلى الآن مستعملة كلهجة تميز أهل المدن عن اهل الريف والبادية ، ويجب ملاحظة أن الخمار قد شاع في المدن فقط اما القرى والبادية فلم تتأثر بالأتراك ، لا باللباس ولا اللهجة ولا التحضر
4- إذن ما بال مجتمع شبه الجزيرة العربية يرتدي الخمار رغم أن الأتراك لم يدخلوه ؟ هذه قصة أخرى ، فسكان الحجاز ونجد واليمن وحضرموت والخليج كانت النساء تلبس اللثام لاتقاء الهواء الجاف ، ولم يكن له شكل معين ، ولكن في الخمسينات حيث تركت نساء المدن في مصر وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان هذا الخمار وعمدن إلى السفور ، قام رجال الأعمال الذين يملكون مصانع الخُمُر وسوقوها هناك على أنها اللباس الإسلامي الصحيح ، وهو طراز أفضل وأجمل من اللثام ، بالإضافة انه صادف تفجر النفط واستفادة الشعوب منه ، فأصبح الخمار دليل رفاه المجتمع وتحضره ، ولكن مع تراجع المشروع الحضاري في مصر وسوريا وغيرها ،وزحف جيوش السلفييمن والوهابيين والدعوة ، رجع إلينا الخمار كلباس إسلامي معتمد، أمر به الله ورسوله والسلفيون .
5- إن هذا الخمار لدليل وجود فوبيا غامضة داخل النفس ، وهو الخوف من المجتمع ، والرهاب من الآخرين ، ومن مفهوم أن النساء كالأبقار يمكن أن تسوقها في أي وقت تريد .
6- إن التعسف في حماية المرأة من الرجل خلق مشكلات اللواط والسحاق وزنا الأقارب والسفاح وزنا الحيوانات والجوع الجنسي الذي يتكلم عنه العالم الغربي ، إذ أصبح العربي رمزا للبوهيمية الجنسية .
7- إن عزل المرأة قد يتفق مع المجتمع البدوي حيث وظيقة المرأة تقتصر على إشباع زوجها جنسيا وإنجاب أطفال ، ولا شيء غير ذلك ولكن لا يستقم ذلك مع مجتمع حديث حيث تعمل المرأة بجانب الرجل بل هي مساوية له .
8- أن الأزمة الأخلاقية التي يعاني منها العربي ، والجوع الجنسي الذي يفتك به ، جعله يرى غيره ذئابا جنسية ، ومن الواجب اتقاء هؤلاء البشر ، بأمر من الله والسلفيين ، ولكن إلى أين يمضي بنا هذا الفيروس الاجتماعي ، فهل يعزل كل منا نفسه في واد أو رأس جبل ، كي لا ينظر أحد لنسائنا وبناتنا ؟ وهل نصبح بذلك خير امة أخرجت للناس ؟



#سعادة_عودة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة ومشكلة الإبداع الشعري
- الاقتصاد الإسلامي واقتصادد الإخوان المسلمين
- هل ورثنا علما في السياسة


المزيد.....




- في السودان.. نزوح 13 مليون شخص خلال عامين من الحرب
- شهيدة الإنقاذ.. وفاة الطبيبة المناضلة السودانية هنادي النور ...
- اغتصاب طفل/ة كل نصف ساعة في شرق الكونغو الديمقراطية?
- ميليندا غيتس تبلغ 60 عامًا الآن.. إليك نصيحتها للنساء في عمر ...
- دراسة تقدم حلاً واعداً للحفاظ على صحة العظام لدى النساء!
- سرّ جديد لتحسين الحياة الجنسية لدى النساء
- بريطانيا.. لقطات كاميرا مراقبة تكشف جريمة مرعبة لسائق سيارة ...
- أجنبيان يمارسان الجنس في النهار وأمام مرأى الناس على رصيف في ...
- التسجيل متاح من هنا.. رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة با ...
- “من هنــــــــا” .. خطوات تسجيل رياض الاطفال 1447 نظام نور و ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعادة عودة أبو عراق - الخمار