هناك من الرجال من هم النصف الاخر الجميل للمرأه

سناء بدري

الحوار المتمدن-العدد: 4269 - 2013 / 11 / 8 - 14:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

لاشك ان مجتمعاتنا ذكوريه تسلطيه وان حقوق المرأه مهانه وغير منصفه ومجحفه كما ان الموروث الديني هو المشارك الاكبر في هذا التميز والاذلال والرجل يمعن في ذلك لان ذلك من مصلحته ليمارس قهره وعقد نقصه التي تربى عليها دينيا ومجتمعيا .في المقابل تناضل المرأه في سبيل مساواتها وعدلها وانها بالفعل هي النصف الاخر للمجتمع المكون من الرجل والمرأه.وان المجتمعات المدنيه الانسانيه المتحضره هي تلك التي يتساوى فيها الطرفان.
المرأه تحارب على عددة جبهات هي تحارب مجتمع متخلف وجاهل,رجل متسلط وظالم,شيخ يدعي تطبيق الشريعه والدين متخلف,عادات باليه,تحارب جهل وتخلف قسم كبير من اخواتها الذين يجب اعادة برمجتهم وتصحيح مفاهيمهم,عادات اكل الدهر عليها وشرب.
في المقابل يجب الاعتراف ان هناك الكثيرمن الرجال من يقف مع النساء ولو بنسب متفاوته مع مطالبهم العادله والمحقه.اي انه هناك شريك ايضا انساني ادرك ان المرأه هي نصفه الاخر ويحارب معها في نفس الخندق .
لا نستطيع انكار وجود اباء من اعتبر ابنته بنفس قيمة ابنه ولربما اعز ,اباء لم يحرموا بناتهم من حق التعليم والاختيار وكانوا داعمين ومحبين لبناتهم .وكم من فتاه كانت دلوعة وابنة ابيها تمتلك من الحريه ما لم يمتلكه اخاها.كم من الاباء الذين وقفوا سدا منيعا امام ابنائهم الذين ارادوا قتل اخواتهم بدافع جرائم الشرف.
كم من الاخوه الذين كانوا سندا وزخرا لاخواتهم. ماذا عن الازواج الداعمين لزوجاتهم في شتى المجالات التعليم والعمل والمساهمه في نجاح في الحياه العمليه والاسريه.
كم من كاتب ومثقف وتقدمي يشارك النساء في المطالبه بالمساواه والحقوق .
المرأه السعوديه تطالب بالحريه والمساواه وتجد داعيمين لذلك من الرجال.هناك من وقف معها لنيل حقوقها بممارسة المحاماه والتي ادرجت على قائمة المسموحات حديثا ولو بتحفظ. حتى عنما قادة القليلات منهم السياره وجدت دعما من بعض الذكور من اباء واخوه وازواج وكتاب ومثقفين.
عندما قادة بعض النساء السياره في السعوديه دعمت من بعض مثقفيها الرجال وسئل احدهم هل كانت هناك سيارات زمن الرسول وهل هناك نص ديني او ايه حرمت ركوب الجمال او الحيوانات, وهل ركوب الجمال يحتاج الى محرم ,هل ركوب الجمال ادى الى الفتنه مثلما تؤدي اليوم السيارات على رأي بعض شيوخنا الافاضل. عند الحديث عن قيادة السياره في المجتمع السعودي لربما هذه من ابسط ما يوجهها من ظلم واجحاف.فيكفي كلمة طالق من الزوج ثلاث مرات وتصبح مطلقه مع هضم كافة حقوقها الماديه والاجتماعيه أي المهور وحتى حضانة الاطفال. لاحق للمطلقات والارامل والعوانس. حتى البنات في كثير من العائلاتهم هم مسلوبات الاراده والعقل والتفكير ويجب عليهم طاعة ابائهم وتزوجهم اوحتى
رفض ذلك وارد.هناك فتيات يزوجونهم ابأهم وهم قاصرات طمعا بالمهور والتخلص من اعبائهم.بالمقابل هناك من الاباء السعوين من يرفضوا تزويج بناتهم وذلك بسب عقدهم (الرجال) او بسب الدخل المادي الذي يدخلونه تلك الفتيات.
هناك الكثير من مثقفينا الرجال والاطباء من يقفون في محاربة افات وعادات مجتمعاتنا السيئه مثل ختان الاناث وتزويج القاصرات وحق التعليم والمساواه بين الرجل والمرأه ويجابه هؤلاء الرجال الانسانين ايضا من اقرانهم الرجال على اساس انهم ضعاف الشخصيه وتابعين ومحابين للنساء. كم من الشباب المصري دافع عن الفتيات ضد التحرش الجنسي والاغتصاب وشكل سدا منيعا وضرب. كم من كاتب ومثقف يكتب ويدافع عن حقوق النساء وكم وكم
بالامس القريب رجمت امرأه حتى الموت بسبب امتلاكها بلفون(جوال)وقبلها قتلت نساء لانهم طالبوا بحق التعليم في الباكستان. قد يدعي البعض ان مجتمعاتنا افضل وبعيدين عن التخلف المطلف وتخلفنا نسبي .الا اني اردد قد لا يكون في مجتمعات التخلف المطلق لكن مجتمعاتنا فيها ما يكفي ويفيض.تجلد المرأه في السودان لانها تلبس البنطلون او اتهمت بالزنا. تزوج الفتيات في مجتمعاتنا في العاشره من العمر وتختن طفله وتقتل دفاعا عن الشرف و و
اعتقد ان الكثير من مثقفينا من الرجال هم شركاء مع المرأه في نضالها لاجل قضاياها ويجب الوقوف بأحترام مع اؤلائك الذين يقفون معها.بالمقابل هناك الكثير من الجاهلات المغيبات من النساء الذين يقفون ضد تحررهم مثل ما جرى مؤخرا في السعوديه من نساء وقفوا ضد حرية المرأه في القياده .وهذا ما يعيب ان تكون المرأهضد المرأه في جلد الذات وهو اعطاء مبرر للمجتمع الذكوري ان هناك من النساء من هم خانعات.
ختاما يجب ان لا نضع كل الرجال في سله واحده .رغم ان الاقليه منهم من هم مع عدالة قضايا المرأه لكن كل الاحترام لنصفنا الاخر الجميل والذين معا سنصل الى اهدافنا ولو ان سيرنا في هذا الاتجاه جدا بطيء لكن هناك من هم معنا وسنصل.

#سناء_بدري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات