محمد عبد الحميد المزين
الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 01:06
المحور:
الادب والفن
حتى الشمس تمل وظيفتها بالسطوع اليومي على عفن الأرض فتهرب نحو الغروب ، والحيتان تنتحر مللا من تكرار التجديف ، القمر يمل بسط ذراعيه لإنارة الليل فيغرق دون حلمه ، والدمعة حتى الدمعة تمل الذرف من مقلتي أم الشهيد ، الأنين يمل إعتصار الذات،والسماء تمل الأُفُول على المُدن الصامتة ، الحربُ تمل جمع الجثث ،والفصول تضيق مللا دون علم لمَ تكرر نفسها ، مقاعد الدراسة تمل المؤخرات المزدحمة ، النوم يمل من ساكنيه ،البحر يرغب بتغيير زُرقته مللاً من اللون ، الحقائب العتيقة مَلَتْ السفر الطويل ، والحدائق ملت خنق الورود ، التوابيت تمل الأجساد الميتة ،الحبيبات مللن الصلاة على الحُب في محراب الليل، بائع اللهو مَلَّ المساءات الصاخبة ، البرابرة مَلُّوْا تدفق الرواية ،والرواية تمل الأفكار الباهتة ،القضبان تَمِلُّ السجان والسجين ،تتآكل تباعاً شوقاً للحرية ، الهواء يمل الأنفاس المكتظة بالكراهية، والصباح يمل تكرار ذات الوجوه المكتظة باللحى الفاجرة ، القبور تمل الزيارات المفاجئة دون أن تغلق أبوابها ، والأرض تمل رَيّهُا بدمٍ منساب من خاصرة تتبعها خاصرة ، فلا الزرع ينبت سلام ولا الحرب آزفة ،الليلُ يمل همومنا ،يلقينا نحو الصباحات العابسة ، والسماء تمل إنجاب الغيوم العقيمة عن ولادة المطر ، ، الثدي يمل الطفل قبل الفطام بساعتين، ،يمل الزوج زوجه وإن طال الدهر ، الأشياء تمل قريناتها الصماء ، غزة تحاكمك على المَلَلْ ،وعلى وضع الياسمين بالقُلل ، ملل يفضي إلى ملل ،إلا من لثم شفاه السمراء فلا مللاً ولا كلل .
#محمد_عبد_الحميد_المزين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟