|
الى أبي علي
محسن حبيب فجر
(Mohsen H. Fagr)
الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 01:17
المحور:
الادب والفن
حاربت الايام أبا علي وظلت تنقله من سيء الى أسوء، ولما لم يبق لديه متاع تأخذه منه، أخذت عقله وأمسى مجنونا...
الى أبي علي
أُمْــنُنْ، سلُمْـــتَ، عــليَّ بالاصغاءِ وارفـــــق، رُيتَ، بحَيرتي وبكائي وأجِــــــب تســاؤلَ تائهٍ، قد جُزتَه متهــــــادياً، وتركـــتَه لــــــــوراء بالامس كنـــا فــي الطـريق كتوأمٍ شَــــــبَهٍ علـــى السـراء والضراء واليــــوم بُعـــدُ المشــرقين كبعدنا نجمـــــاً غدوتَ، وبُتُّ كـالحصباء كيف اهــــتديتَ لعيشــــةٍ مرْضيةٍ وتـــركـتَ عيشـــة ذلــــةٍ وشقاء؟ قــــالوا جننتَ، فقلتُ: لا بل عاقلٌ ســــاق الخطـــى لمناهـلٍ وضياء وبقـــت جحــافلنا تصـادم بعضها عطشــــى بوســـط مفـازة عمياء فمــــــن الجنون بقــــاؤنا بسلامة فــــــي عالــــم متجـاهــر الايذاء ومـــــن الجنون بقـــاؤنا بمجاعة وطعـــــامنا نعطيـــــه للخلفـــــاء ومـــــن الجنــون بقـــاؤنا بنفـاقنا متلـــــونين تلــــوّنَ الحــــــــرباء ومــــن التعقل أن نجــنَّ لما نرى ولِمــــا ننــــوءُ به مــــن الارزاء وجنــــوننا لتجـــــرُّؤٌ وشجـــاعة وبســـــالةٌ بل منطـــق الحكمـــاء انبيــــك قد تاهــت خطايَ، فدُلَّني أيــــن الطـــــريقُ لجـنَّةِ البُلَهـــاء إن الجنــــون بقـــــاؤنا بعقــــولنا وعقــــولنا ديســـــت بكــل حـذاء ************************** يا ســــيِّدَ العقـــلاءِ عفواً إن رقى منـــــي القصــيدُ لســوحكَ العلياء ما عُــــدتَ جــــاراً للقـريب واننا وعلـــــى اقتراب الجسـم كالبُعَداء انت المحلِّـــقُ فــي السماء تسامياً ولقــــــد تركــــــتَ تحمُّلَ الأعباء انت الغنــــي بغيـر مالٍ او ضياعٍ أو قصـــــورٍ قـــــد زهَـــتْ بإماء أنت الجميلُ كشمس صبحٍ مقــــبلٍ طلَّــــتْ، فغـــــاب النجم باستحياء انت الخليفـــــةُ فالدفـــــوف تأهُّبٌ هــــــــي والقيان لليلـــــةٍ حمــراء انت الـــــرئيس فشـــعبُه متضامنٌ ومُـــــرَفَّـــهٌ بكفــــــاءة الـــوزراء انت المعارض لم يهب يومـا على ابـــــداء رأيٍ سطــــــوة الأُمَــراء انت الخطـــــيب بنا فــــأيُّ بلاغةٍ تاهت عن الخطباء والشعــــــــراء يا ســـــيد العقـــــــلاء ان حيـــاتنا مجنونةٌ مــــن ألفهــــــا لليـــــــــاء لــــــم يبقَ تحت سمـــائنا من قادرٍ أو قاهرٍ يحنو علــــى الضُّعفـــــاء لم يبق تحت سمائنا مــــن حــــاتمٍ أموالــــــــه تدنيـــــــه للفقـــــــراء لم يأتِ تحــــت سمـــائنا من مالكٍ إلا وأبقـــــــى الناسَ كالســـــجناء لا عــــيشَ إلا للـــذئاب فإن عَوَت يومـاً أُجيبَ عواؤهـــــا بعُـــــــواء ************************** يا ســــــــــيد العقـــــلاء إنَّ بلادنا مسبيَّــــــةٌ لحثالــــــــة السُّفهــــــاء قالـــــوا رئيسٌ، قلْــتُ: لا. بل قاتلٌ روّى ظمـــا أطماعِــــهِ بدمــــــائي قالـــــوا أميرٌ، قـلت: لا. بل سارقٌ فالأمــــــرُ للأفــــذاذ والشرفـــــــاء قتلــــوا البـــلاد تجــاهراً، ورجالنا قد أُشغلــــوا بالــدرس والإفـــــتاء: "هذا" يشير الـــــى القــــــريب لنا و "تلــك" إشـارةٌ لحضارة الأعداء و"متى" يُراد بها الزمانُ، وعمرنا أيامـــــه عبثٌ ومحــضُ هـــــــباء للحال "كيف" وهـل يكـــون لحالنا شَبَهٌ سوى حالٍ علــــى التُّعَســـــاء صرنا نخاف من المساء ونجمــــه ومن الصباح وسوحــــه البيضــاء ونخاف من أسمــــالنا وعيـــــــالنا ونخاف حتى البــــوح بالاسمــــاء الكلُّ صاروا شــرطةً، وشعارهم: عـــــاش الدخيـــلُ مُقَتِّلُ الأُصَلاء يا ســيد العقـــــلاء إن بــــــــلادنا قد سُفِّرَتْ، والحكـــمُ للسُّفَـــــــراء ************************** أأبـاعلـــــيٍّ ، والحياة تصـــــارعٌ كـتصــــارُعِ الانـوار والظلمــــاءِ ولنا الوسائلُ في النزال، متى نشا ءُ، كثيـرةٌ، ضاقت على الاحصاءِ لكــــنَّ خــــوفاً في النفوس يُحيلها راياتِ سِــــــلْمٍ فـــــي يدٍ جـــــذّاء لكــــــن لؤماً في الطباع يُصيرها فاســــــات هـــــدمٍ في يد الأعداء قـــالـــوا لقد جُنَّ الصديقُ، تريَّثوا بل زاح قيد خنـــــــوعــــــه بإباء أأبا علــــــيٍّ لا يُضيرك ضحكهم واردُدْ عليهــــم ضحكهم بعــــزاء طُفْ بالجموع ونادِها: مـا راح يو مـــاً عُنــــوةً لا يأتي باستجـــــداء هـــذي القيود فما السبيل لكسـرها قُــــدنا لهــا يا ســـــيد العقــــــلاء
#محسن_حبيب_فجر (هاشتاغ)
Mohsen_H._Fagr#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موت
-
صرخة في صمت
-
بردٌ وإباء
-
شكوى
-
الى أخي عبد الحسن
-
الانقسام المجتمعي
-
لتذهب آثارنا الى السائح ولا تنتظر مجيئه اليها
-
رسالة من العالم الآخر
-
الشعر الرافديني المعاصر ما بين الفصحى والعامية
-
الانسجام المجتمعي
-
تشكل الوطن
-
المواطن ام الوطن ايهما يتقدم على الآخر
-
هيبة المواطن
المزيد.....
-
شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
-
لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
-
وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض
...
-
الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس
...
-
رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية
...
-
توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية
...
-
السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي
-
ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
-
مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|