محسن حبيب فجر
(Mohsen H. Fagr)
الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 01:38
المحور:
الادب والفن
افترسها السرطان بلا رحمة .. مختتما الصراع بينهما بسيطرته على رئتيها .. فماتت وهي تطلب الهواء ...
هذا الهواء، فكيف تشكين اختناقا؟
وبأي شيءٍ غير ذلك تغرقينْ؟
لا موجَ ماءٍ قد علاكِ، فأرتمي
وأجرّ جسمكِ، إذ علته شحوبةٌ
كانت لموتى غابرينْ
او اهزم الزمن استباقا
ابكي واندب، علّ بعض العابرينْ
يتساءلون: وما دهاكَ؟
واصبعي
تومي اليكِ: ستنتهي
فتلاحقوها
من قبل ان تنأى
فما جدتُ السباحة كالبنينْ
*****************
اختاهُ صبرا، لستِ اولَ من يصابُ بما أُصبتِ
ولا الاخيرْ
ولربما عجز الطبيبُ
فقال داءُ فتاتكم هذا خطيرْ
أفتذكرينْ:
تلك الفتاة بجنب بيت قريبِنا
ملَّتْ مراجعةَ الطبيبِ
وما استراحت ساعة من دائها
فأشار بعض الزائرينْ:
أفلا تجرِّب نبتةً برِّيةً
تحسو ثلاثاً كل يومٍ ماءَها
وطبيبُها
ما صدَّق العينين لما زارها
ولقد بقى ساهٍ وحارَ وراءَها.
يا عين أُختي قل اعوذ بخالقي مما أرى
بل تكذبينْ
مع أيِّ خلقٍ غائبٍ تتكلمين؟
ام أيُّ أُفقٍ في المدى
رد الصدى
متلعثما
إذ تنطقين:
"لا لم يحن حين الرحيل تريَّثوا
إني بخير فانظروا
دائي تماثل للشفاءْ
كلُّ الذي احتاجه منكم هواءْ
مُنوا عليَّ بنسمةٍ حتى ترون وتوقنونْ
أو رُبَّ حرفٍ قد نسيتم او تشابهت الوجوهْ
إني ابوسُ ترابكم كي تُخرجوا ما عندكم وتراجعوه
لاتقربوا .. لا ..تقـْ .."
ياعين اختي تمزحينْ
يا عينَ اختي هكذا ببساطةٍ
تَدَعي الحياةَ وترحلينْ ؟!!
ماتت .. وفي نظراتها بوحٌ دفينْ:
ربِّ ارجعونْ ..
والقبر ردَّ رجاءها:
بل تكذبونْ
#محسن_حبيب_فجر (هاشتاغ)
Mohsen_H._Fagr#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟