أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - مشروع لإصلاح مجلس الأمن














المزيد.....


مشروع لإصلاح مجلس الأمن


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4253 - 2013 / 10 / 22 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تداعى ورثة الحرب العالمية الثانية إلى تأسيس مجلس الأمن بعد قتل ملايين البشر وتدمير المدن وترك ملايين المصابين من الكبار والصغار الخ. كانوا يعتقدون أنهم في ذلك يأسسون لعالم خالٍ من الحروب، ولحاضنة فعلية لسلام دائم يعم ربوع العالم أجمع، ذلك في أفق رؤية فعلية من العدل والازدهار. أما في العموم، فنشأت الهيئة العامة لهذا المجلس، حين ظهرت هيئته الخاصة، التي شغلها «الخمسة الكبار»، الذين تصدروا المجلس العام. وتُرك لهؤلاء الكبار أن يستأثروا بالقرارات الكبرى الحاسمة. وفعلاً حدث ذلك ضمن التصور المبدئي هيئة عامة وأخرى خاصة. وإذا دققنا في المنهج الذي حكم هذا المنهج، وجدنا أنه يتمثل في «المنطق الصوري - الأرسطي» وهذا الأخير يجد مصداقيته في ذلك التقسيم بين الهيئة العامة والأخرى الخاصة بتحديدها، فالأول يتم عبر الشعوب التي تنتمي للمجلس، والثانية تظهر بصفة كونها الناتجة عن اختيارها في عداد الدول العظمى. والملاحظ أن هذه الهيئة الخاصة هي وحدها التي تحوز حق استخدام «الفيتو»، حق الاعتراض. وهذا ما جعلها فعلاً هيئة للكبار الماسكين لمصائر الآخرين.

إنه نظام اختياري - انتخابي محدد للزمن القادم كله، إذا لم يحدث شيء هائل في العالم، من هنا، لم يُفتح الباب لدى الهيئة العامة أبداً، ولم يكن محتملاً، وجاء الحدث الذي أسقط الاتحاد السوفييتي، وجعل روسيا الاتحادية بديلاً عنه في الهيئة الخاصة، دون أن تُطرح أسئلة حول إمكانات جديدة في نظام مجلس الأمن، ولمّا كانت روسيا تملك السلاح من كل أنواعه والعتاد المرافق لذلك، فقد ظهرت في علاقتها معها راهناً، كأنها قيّمة فعلية عليها وعلى مصائرها، فهي إذ تقدم الآن سلاحاً وعتاداً جديداً لها، فإنها (أي روسيا) تعلن أن ذلك تمّ باتفاقيات قديمة. وهكذا ظهرت الفضائح من رحم «حق الفيتو» الذي بيد روسيا، لتظهر سوريا بمثابة طرف في محورها، ولم يكن أحد آخر قادراً على تغيير ذلك «القدر».

ولم يكن كذلك لأي تغيير على مستوى «الهيئة العامة» أن يعيد النظر في الموازين والمقاييس، وحين صدر قرار بمنح المملكة العربية السعودية مكاناً في الهيئة العامة للمجلس، وقف الجانب السعودي بحق ضد تلك المنحة الزائفة، فالهيئة العامة هذه بعمرها المديد لم تكن قادرة على فعل شيء يقف في وجه "الفيتو" الروسي، ذي الوجه الفاحش، كما لم يكن لديها أية قدرة على حلحلة القضية الفلسطينية في وجه الظلامية الإسرائيلية إلا أن الجرائم الإسرائيلية لا تزال تُرتكب بحق الفلسطينيين، ولم تستطع الهيئة العامة لمجلس الأمن أن تفعل شيئاً ضد ذلك.

بين الظلامات التي تُرتكب هنا وهناك لا تزال تمثل تحدياً لمجلس الأمن، الذي قد يكتسب فعلاً جرائم في صمته على ما يحدث في بلدان من آسيا وأفريقيا وغيرهما، دون رفع الصوت في وجه ذلك، فحين استمر الروس مع آخرين في رفع "الفيتو" حيال الصمت على جرائم في حق الشعب السوري، سجل مجلس الأمن حالة فريدة من التواطؤ على هذا الشعب وشعوب أخرى.

وفي سياق ذلك كتبنا عدة مرات نُدين فيها روسيا تحت عنوان «روسيا: نموذج بربري في العلاقات الدولية»، وقد حدث ذلك ثلاث مرات.

والآن، تأتي السعودية، لتسجل موقفاً مهماً على هذا الصعيد، إذ رفضت منحها مكاناً لها في الهيئة العامة من مجلس الأمن، معلنة أن شيئاً لم يتغير على صعيد حل المشكلات المعلقة والمزمنة في تاريخها، لماذا هذا الضحك على الذقون، فالسلام العالمي مأزوم بحق بسبب مثل تلك المشكلات وغيرها، وفي مقدمتها المشكلة العظمى التي تلتهم سوريا وتجعلها حالة غير مسبوقة في تاريخ العالم، ومن قبيل ذلك ماراح يتفشى من فساد وإجرام وديكتاتورية هنا وهناك. وهذا بدوره راح يثير تساؤلات كبرى على أصعدة قانونية وأخلاقية وحقوقية، تنخر بنية المنظمة الدولية الكبرى، مجلس الأمن، دون التوقف أمام ذلك إدانة ومحاولة لإطلاق مشروع كبير لإعادة بناء المذكورة. فليس كثيراً أن تعمل دول العالم على ذلك المشروع، قياساً على ولاية رئيس الدولة كل أربع أو خمس سنوات مثلاً، أو كل عقد من الزمن (عشر سنوات)، تسمح بالعودة إلى المؤسسات الدولية الفاعلة بوصفها معضلة تفحص وضبط لمصائر العالم الكبرى والمشتركة والمتأزمة كذلك.

إن إصلاحاً حقيقياً وشاملاً لمجلس الأمن ينبغي أن يحدث ليخرجه من حالة البؤس الذي يسبح فيه.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية والمجتمع المدني
- الاستبداد السياسي وانفراط العقد
- حياة السوريين وثمن الحقيقة
- المجتمع: الديني في مواجهة المدني
- لبنانُ الحضارة المقلوبة
- الضربات الكيميائية والتدخل العسكري
- سوريا والحرب النفسية
- حرب على قاعدة الحرب!
- سوريا وحكمة «سنوحي»
- سوريا: الطريق من أوِله!
- سوريا: السياسي والاعتقادي
- جيوش العالم الثالث
- سُلّم الأخطار
- الثورة السورية والمشهد المصري
- الطائفية والثأرية... موقف واحد
- من مؤامرة كونية إلى ثورة
- اقتراحان لإخماد حرب القرن
- الثورة السورية... وذريعة «المؤامرة الكونية»
- طرق لابتلاع الثورة السورية
- العرب بين السياسة والدين


المزيد.....




- الملكة رانيا والأمير الحسين يهنئان ملك الأردن بعيد ميلاده
- بعد سجنه في -معسكر بوكا-.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح ...
- الجولة الثالثة.. بدء إطلاق سراح الرهائن في غزة و110 أسرى فلس ...
- من هي أغام بيرغر الرهينة التي أطلقت سراحها حماس الخميس؟
- هواية رونالدو وشركائه.. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
- سقطتا في النهر.. قتلى في اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية قر ...
- مراسم تسليم الرهينة الإسرائيلية آغام بيرغر للصليب الأحمر في ...
- -كلاب و100 ضابط من أوروبا على حدود مصر-.. الإعلام العبري يكش ...
- أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يصل إلى دمشق في أول ...
- دقائق قبل الكارثة.. رجل يكشف آخر رسالة من زوجته قبل حادثة مط ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - مشروع لإصلاح مجلس الأمن