صاحب علي قسام
الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 22:29
المحور:
الادب والفن
في الملهى التركيِّ
أخطو نحوَ موائد َتبدو متباعدةً
وستائرَ من وحي ِالعثمانيّين َيجوبون َسهوبَ القوقازِ
تأتي الراقصةُ على عَجَلٍ
فأنا لستُ من المرتادين َالمألوفين َ
حيَّ اللهِ عابرُ دربٍ
و " ديارُ بكرٍ " لي محضُ محطّه ْ
تلقي التّرحابَ عليَّ
أدعوها أن تجلسَ
وأن نشربَ نخباً
لا أزعمُ أنَّ تورّد َخدّيها كان َبسَببي
فأنا رجُلٌ عاديٌ جدّاً
لستُ دي نيرو
ولا حتّى شئٌ ما فيَّ يوحي أنّي ماسترياني
لا تملكُ أن ترفضَ ما أدعوها اليهِ
هذي مهنتُها تلك َالراقصةُ الأسيانه ْ
كان َيشدُّ على روحي ألَمٌ
يصّاعَدُ ما بين َضلوعي
ذلكَ أنّي كنتُ أودُّ لو أجرؤ ُ
أن ْألمسَ إليَتَها
كانت نافرةً ، لاذعة ً
وتشعُّ جمالا ًوضَراوة ْ
كان كلُّ جموحِ ألكسندَرَ في إليَتِها
ذاكَ المقدونيّ التائه ْ
أعظمُ تائه ْ
كانت تشعلُ راقصَة ٌاُخرى أرجاءَ البَهوِ
وتدندلُ للروّادِ المخبوصين َبطَلَّتِها نهديها
يقتلني فجٌّ بين َالنهدينِ
يلوّعُني ويتركُني ملووْثاً وجريحاً
مُنتَهَشاً وطَريدَ ذئابْ
لا أكتمُ سرّاً لو قلتُ
انَّ الجَدوى ، جَدوى أن أحيا موتوراً
هَيماناً ببهاءِ الخلقِ
يكمنُ في ذاك َالفَجِّ الملعونِ
قدْ يحلوْ للبعضِ محِقّاً أن يتصوّرَ
أنَّ رهاباً يجثمُ كالسَرَطانِ برأسي
أنّي تائه ْ
مَضنيٌّ ووحيدٌ
مأوايَ جحورٌ في غابة ْ
لا أنكرُ ذلكَ مادامَ الوهمُ يتغوَّلُ
في غاباتِ الرّوحِ
والرّاقصة ُوهمٌ من أوهامِ الماضي
#صاحب_علي_قسام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟