أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد صلاح الدين - اعتقال علي أنوزلا أي دلالات















المزيد.....


اعتقال علي أنوزلا أي دلالات


محمد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4239 - 2013 / 10 / 8 - 22:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن الاعتقال السياسي مرتبط ارتباطا وثيقا بصراع و تناحر طبقات المجتمع , تارة يكون في حالة مد و تارة في حالة جزر , ففي حالة المد يسعى النظام إلى إخماد نار الصراع بشتى الوسائل التي يمتلكها , و قد يتجنب الاعتقالات مؤقتا إن كانت ستساهم في المزيد من تأجيج الصراع , أما إذا استمرت الجماهير في تصعيد الصراع الطبقي فلن تنال إلا البطش و الإعدامات و الاعتقالات و .. و .. و....
أما في حالة الجزر , و هي الحالة التي يهدف النظام إلى تجددها , فهو يلجأ إلى عملية الاقتناص و بحذر شديد لأنه يعلم بأن أي خطوة , خطوة , قد ترتد عليه و يصبح هو الخاسر الأول و قد تساعد على عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه من قبل , فلهذا كلما تأكد من كونه يتحكم في زمام الأمور كلما استمر في عمليات القنص و خصيصا في حق الأطراف التي قد تساهم في زعزعة الوضع نوعا ما.
إن في عملية اعتقال مدير جريدة " لكم " علي أنوزلا دلالات عميقة كان من الواجب علينا أن نقف عندها.

:الدلالة الأولى
واقع الصراع الطبقي ببلادنا

بحكم الواقع الجزري للحراك الشعبي الذي تعيشه بلادنا اليوم بعد المد الذي عرفته الساحة السياسية , خصوصا مع انطلاق حركة ٢-;-٠-;- فبراير و إسهام مجموعة من القطاعات في تأجيج الصراع لم يكن من السهل على النظام أن يقدم على مثل هذه الخطوة (أي خطوة اعتقال علي أنوزلا) تحسبا لأي ردة فعل قد تأتي من الشارع تكون نتيجتها العصف بالنظام أو على الأقل زحزحته , فهو كان يتفنن في الكيفية و الظرفية لاعتقال و اختطاف المناضلين بل فرض عليه التراجع في بعض الحالات خصيصا وأن الوضع الإقليمي كان و لازال في صف الطبقات الشعبية .
في ظل هذه المرحلة الجد متوترة أصبح الهاجس اليومي للنظام هو تثبيت الاستقرار و فظ كل الحركات الاحتجاجية , فأي جهة أو طرف كان يساهم بشكل أو بآخر في إزعاج الوضع السياسي قد يعرف نفس المصير و بطبيعة الحال في إطار الحسابات السياسية الداخلية للنظام , فجريدة " لكم " ساهمت بشكل إيجابي في التعريف بالتطورات السياسية الى حد ما , و كانت مجالا إعلاميا مفتوحا في وجه اللبيراليين و في وجه الظلاميين و في وجه اليساريين إلا البعض منهم الذي كان بمثابة خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
لقد كانت لمقالات أنوزلا من الجرأة ما أزعج النظام و حاشيته إلى أن جاءت المناسبة المفبركة و تم اقتياده تحت ذريعة قانون الإرهاب.
إن عملية اعتقال أنوزلا هي محاولة ردع لكل من حاول استغلال الهامش الذي فرضته مرحلة الحراك الشعبي و خاضعة لقانون موازين القوى و الكفة الآن هي في صالح النظام , بعد أن رتب أوراقه الأخيرة
فلنصعد من نضالاتنا لقلب الموازين .....

الدلالة الثانية
حملة تضامن بعض الأطراف و الفعاليات السياسية

إن حملة التضامن مع مدير جريدة " لكم " التي أطلقتها أطراف متعددة عرفت نجاحا واسعا في صفوف الاعلاميين و المثقفين محليا و دوليا , إلا أنها لم تتجاوز الأوراق و المواقع الالكترونية الاجتماعية و بعض الوقفات الاحتجاجية مما يجعلها قوة ضغط غير كافية ليتراجع النظام بشكل أو بآخر على قرار الاعتقال. هذه الحملة التي ينطبق عليها المثال المعروف " لقد أكلت يوم أكل الثور الأبيض " تعاطت بشكل انتقائي لا أخلاقي مع المعتقلين , مستندة على حسابات ضيقة مما يفسح للنظام المزيد من مساحة التطاول في الاعتقال و الاختطاف والتعذيب. و.. و...
لو كان التضامن مع كل المعتقلين بهذا الحجم و الحزم لما أقدم النظام بهذه السهولة للزج بالصحفي أنوزلا في غياهب السجون.
أين كانت هذه الهيآت ولجن التضامن لما كانت صرخا ت عائلات المعتقلين تدوي عبر ربوع هذا الوطن! أين كانت هذه الوقفات التضامنية لما كانت أم المعتقل الدرقاوي تصرخ في وجه الجلادين لما تعرض له ابنها من تعذيب همجي بشع و وحشية قل نظيرها و شهادته حية ترزق !
أين كانت هتافاتكم و المعتقل ع النبي شعول يلقي بشهادات تفضح واقع السجون ومن بينها معاناة بعض الأطفال الذين زج بهم ظلما وعدوانا يخجل أي مناضل و هو يتصفحها مما تعرض و تعرضوا له من تعذيب و هم الآن و مجموعة كبيرة تقاسي رطوبة الزنزانة!
أين كانت أقلامكم و المجموعة الخمسة مجموعة مكناس و هي تشرف على حافة الموت إثر الإضراب عن الطعام!
أين كانت صفحاتكم الفيسبوكية و مجموعة البور بمراكش يعانون من برودة الدهاليز!
أين كانت وقفاتكم و المعتقلون من أكادير و الحسيمة و٠-;-٠-;-٠-;-و من جنوب المغرب إلى شماله يرزحون تحت سياط الجلادين !
أيها الليبيراليون لقد تبين أنكم لا تحسنون التضامن لقد أكلتم يوم أكل الثور الأبيض

الدلالة الثالثة
البديل الجذري

منذ انطلاق حركة 20 فبراير كاستمرارية للانتفاضات الشعبية المتجددة و التي استعصى على النظام وضع حد لها بعد استنفاذه كل الابداعات و الهندسيات السياسية ,عرف اليسار الجذري في شخص الماركسيين اللينينيين حماسا و اندفاعا نضاليين نوعيين , فانخرط منذ الشرارات الأولى في تأطير و تنظيم الجماهير الغاضبة و الرافضة للوضع الاجتماعي المتدني اقتصاديا و سياسيا و ناهض كل الأطروحات الظلامية و التحريفية و الإصلاحية التي حاولت أن تجعل من الجماهير المنتفضة دمية تسخرها لمصالحها الانتهازية الضيقة , و كانت المرحلة مواتية و محفزة للتفكير بجدية في الخروج باليسار الراديكالي من مراوحة المكان. لقد انخرطت في هذا الغليان الشبيبة الثورية بشكل جد متقدم متحدية قمع و إرهاب النظام , و انطلقت النقاشات الجادة و المسؤولة بين مجموعة من المناضلين حول تشكيل أرضية صلبة للدفاع عن مكتسبات الجماهير و على رأسها الطبقة العاملة لقد انخرط الماركسيون اللينينيون في التضامن اللامشروط مع كل المعتقلين السياسيين و ساهموا في التعريف بقضية الاعتقال السياسي كونها قضية طبقية و لعبوا دورا أساسيا في التعريف بالمعتقلين السياسيين (كل من جانبه ) و بعائلاتهم و عملوا بتفاني و إخلاص على التشهير بمعاناتهم و أوضاعهم وراء القضبان أو داخل المخافر وداع صيت التنديد و الاحتجاج و التضامن طول خريطة الوطن الجريح بل تجاوز أعالي البحار و رفعت صور المعتقلين السياسيين بدون تمييز أو توظيف و بأيادي الجذريين , بل إن المبدأ هو الذي كان سيد الموقف لأن الاعتقال يعد محطة من محطات التراكم السياسي بالنسبة للمعتقل أولا و بالنسبة للتجارب النضالية ثانيا , في إطار الصراع و المجابهة مع العدو , إن هذا الزخم النضالي فرض على الراديكاليين التفكير بجدية في تنظيم الجماهير للحفاظ على مكتسباتها و رفع وثيرة الصراع الطبقي للتعجيل بإسقاط النظام ,الشعار الذي كانت ترفضه القوى السياسية بشتى تلاوينها, و لتنظيم الجماهير و الانخراط في صفوف الفلاحين الفقراء و الطبقة العاملة لذا كان لزاما على الذات المناضلة أن تنظم نفسها أولا , و من ثم صدرت دعوة التأسيس للتيار الماركسي اللينيني.
إن انتقادنا الموجه للجن تضامن المثقفين اللبيراليين مع الصحفي أنوزلا ليس من باب الطعن للابتعاد و التقاعس , بل العكس إننا لن نتخلى على المبدأ لأن المناضلين الحقيقيين يعوا كل الوعي ما معنى الاعتقال ولأنهم يعانون دائما برودة الزنازين وهم المستهدفون قبل أي كان.
فلنعري على واقع السجون و.....



#محمد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد صلاح الدين - اعتقال علي أنوزلا أي دلالات