داود روفائيل خشبة
الحوار المتمدن-العدد: 4206 - 2013 / 9 / 5 - 14:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ثلاث ملاحظات عابرة: المادة 219 والإقصاء ومذابح الأرمن
داود روفائيل خشبة
(1)
المعركة الأولى فى لجنة الدستور ستكون أو يجب أن تكون حول حذف المادة 219. إذا بقيت هذه المادة فلن يكون هناك معنى للاستمرار فى مناقشة بقية المواد، فهذه المادة تهدم الدولة المدنية من أساسها. إذا بقيت هذه المادة فيجب أن نناضل لا لرفض الدستور فى الاستفتاء بل لوقف طرح الدستور للاستفتاء. إذا أجيز دستور يتضمن هذه المادة فلن يكون أمامنا إلا أن نقوم بثورة ضد الدولة الثيوقراطية التى يؤسسها مثل هذا الدستور. — ما أبأسنا! من سنتين كنا نطالب بحذف المادة الثانية لنقيم دولة علمانية تماما، واليوم نطالب بألا تكون المادة الثانية مدخلا لكل أفكار وفقه وفتاوى التخلف والتطرف والظلام.
(2)
أؤيد تماما موقف إبراهيم عيسى من مسألة الإقصاء. من بين كل الإعلاميين هو أكثرهم وضوحا وصراحة وشجاعة. المطالبة بعدم الإقصاء بصورة مطلقة ودون تحديد يقود إلى عكس الغاية المرجوّة. دعاة الإسلام السياسى مشروعهم إقصائى فى جوهره، وعدم إقصائهم تكون نتيجته المنطقية الإقصاء الشامل لكل من عداهم. التقاعس عن إقصاء الإقصائيين الإسلاميين يعنى بالضرورة قمع كل القوى المدنية التقدمية. شعار عدم الإقصاء شعار خدّاع ظاهره العدل والتسامح وباطنه الظلم والتعصّب.
(3)
لا يعجبنى إثارة قضية مذابح الأتراك ضد الأرمن فى هذا التوقيت تحديدا. الأتراك لم يقترفوا مذابح ضد الأرمن وحدهم بل وضد اليونانيين أيضا. هذا فى تاريخهم غير البعيد، واليوم هم يقاتلون الأكراد المطالبين بحقهم الطبيعى فى تقرير مصيرهم. لكن إثارة هذه القضايا الآن تفوح منها رائحة الانتهازية. لماذا سكتنا على كل هذا كل هذا الوقت؟ ما دمنا لم نـُثِر الموضوع من قبل فالأليق أن نقتصر الآن على قضايانا الحية الساخنة مع النظام التركى ، قضايا التنظيم الدولى الإرهابى للإخوان الذى يسانده ويدافع عنه الحزب الإسلامى الحاكم، ونترك موضوع المذابح القديمة لوقت نستطيع فيه تناوله موضوعيا وانطلاقا من المبادئ لا خدمة لغرض موقوت.
القاهرة، 5 سبتمبر 2013
#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟