رائد محمد نوري
الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 12:28
المحور:
الادب والفن
قالت:
"يا رائدُ تَحْتَ قَميصي طاوُسان."
قُلْتُ:
"سُبْحانَ اللهِ!
طاوُسان؟!"
"لا تَسْخَرْ مِنّي."
"لِماذا؟!
ألَسْتِ كَكُلِّ نساءِ الأرْضِ؟!
أنوثَتُكِ العَسَلُ المَغْسولةُ بالقِدّاحِ
بِماءِ طُفولَتِهِ
ما كانَ لها
أنْ تَبْلُغَ أبْوابَ العِشْرِين
وأنْتِ بلا طَيْرَينِ."
"لكن، /يا رائدُ- تُقْتُلُني
فِكْرَةُ أنْ أحْمِلَ تَحْتَ قَميصي
طاوُسَيْنِ،
دَعْني أخْبِرْكَ بشيءٍ:
حِينَ أُغادِرُها؛
قُمصاني
وأخْلو للمِرْآةِ
فَتَخْذِلُني،
وتَخِيبُ ظنوني
أضمُّ إلى جَفْنيَّ جَمالي
وأزْفُرُ
أحْلُمُ مُسدَلةَ العَينَينِ
بأنَّ سُنُنُوَتَينِ
مَكانَ الطّاوُسَينِ
أمامَ ضُلُوعي
تَبْتَسِمانِ لِشَمْسِ رَبِيعِي
تَقْتَرِبانِ مِنَ المِرْآةِ
كَنَرْجِسَتَيْنِ
وتَنْعَكِسانِ عَلَيْها،
تَحْتَ قَميصي
تَنْتَفِضانِ
وتَضْطَرِبانِ
كَمَوْجِ النَّهْرِ إذا
ما ساوَرَ خَدّيَّ الشّفَقُ.
أفْتَحُ عَيْنَيَّ مُغاضِبةً،
وأقولُ لمِرْآتي:
ماذا لوْ لمْ يَكُنِ الطّاوُسان النَّزِقانِ...
وكانَ لَدَيَّ
قَرِيباً مِنْ قَلْبي
ومِنَ الرِئتَيْنِ
سُنُوْنُوَتَان؟!"
***
#رائد_محمد_نوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟