|
حتى الأموات .. ينتخبون
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 18:40
المحور:
كتابات ساخرة
وسط اللغط الذي يجري ، في أقليم كردستان ، بِصدد الشكوك بمُحاولات تزوير مُسبَقة ، تقوم بها أحزاب السُلطة ، للإنتخابات القادمة . وبالذات حولَ عدم شطب الوفيات ، من سِجل الناخبين في العشر سنوات الماضية .. إنتشرتْ بعض الحكايات الطريفة : - هنالك دعاية مُغرِضة تقول ، ان الحزب الديمقراطي الكردستاني ، في مناطق نفوذه .. أي في دهوك وأربيل .. لم يشطب غير أعداد قليلة من الأموات ، منذ سنة 2000 ولغاية الآن .. في حين ان الإتحاد الوطني الكردستاني ، في السليمانية وكَرميان ، لم يُمارس هذه المُخالفة ، إلا منذ 2005 .. أي أن إعتراضات ، الإتحاد الوطني ، ليستْ على " المُحتوى " ، بل على فَرق السنوات التي إستغلها شريكه الإستراتيجي ، لصالحهِ ! . وتكملةً لهذه الدعاية المُغرِضة ، يُقال ، ان جزءاً مُهما من نسبة زيادة نفوس دهوك وأربيل ، مُقارنة مع السليمانية وكَرميان ، مُتأتية من عدم شطب السيدات والسادة الأموات ! . والله أعلم . - في لقاءٍ غير رسمي ، قالَ أحد اتباع الحزب الديمقراطي الحاكم ، لزميله من أحزاب المعارضة ، لإغاضتهِ : .. كما تعلم ، فنحنُ نحترم موتانا ، ونعتبرهم شُهداء ، وبما أنهم كذلك .. فأنهم [ خالدون ] لايموتون ، وهُم في وجداننا وضمائرنا . ونحنُ ناسٌ عمليون كما تعرف .. لانكتفي بالتنظير .. بل نُحّول الأمر الى واقع ملموس .. ولهذا فأننا لم نسعَ الى شطب هؤلاء من سجل الناخبين .. ونحن مُتأكدون تماماً ، انهم .. أي الشُهداء الأموات .. سيرتاحون في قبورهم ، ويفرحون .. عندما يصوتون في الإنتخابات المُقبِلة لقائمتنا !! . - في إشاعةٍ رَوجها ، واحدٌ من خُبثاء المُعارضة ، يقول : .. ان التزوير قديمٌ قدم عُمر الأقليم . فقبل أكثر من عشرين سنة .. حينَ كانتْ إحدى مُنظمات الإغاثة العائدة للأمم المتحدة ، تطلب من الاحزاب المتنفذة في الأقليم .. قوائم وإحصائيات عن المدن والقُرى ، من أجل توفير الغذاء والمستلزمات الضرورية لهم .. فأن هذه الأحزاب ، كانتْ " تُضيف " أعداداً مُحترمة لحسابها الخاص ! .. وتبيع هذه المساعدات ، في الداخل او في دُول الجوار .. والمُصيبة ، ان المنظمات كانتْ تدرك ذلك بالتأكيد ، لكنها تتعامى ! . أما ما يجري في " البطاقة التموينية " ، فحّدِث ولا حَرج .. والحَق يُقال ، فأن جماعتنا في الأقليم ، قد تعّلموا التلاعب والتزوير في البطاقة التموينية ، من سئ الذكر صدام ونظامه . ففي ذلك الزمان ، ولكي يلتف على العقوبات الدولية ، فأن النظام البائد ، قد أضاف أكثر من مليونَي مواطن وهمي ، على قوائم البطاقة التموينية .. وتَصّرف بالأموال كما يشاء . واليوم ، الكُل ( أي جميع الأحزاب المُشتركة في الحكومة في بغداد ) يتحدثون عن سوء المواد الغذائية في سلة البطاقة التموينية .. ويتكلمون عن التأخير في الإستلام وعن الفساد في العقود وعن الهدر الكبير .. وعن وعن ... الخ . وجميعهم بلا إستثناء ، يتقاعسون [ عمداً ] في حل المُشكلة .. لأنهم مُشتركون في السلب والسرقة وتقسيم الحصص ! . - المفوضية [ المُستقلة ] للإنتخابات .. هذه المفوضية المسكينة .. لاتستطيع ان تفعل شيئاً بصدد هذه الأقاويل والدعايات والإشاعات .. التي بعضها مُفتَعَل وبعضها الآخر ، مُبالَغ فيهِ .. وبعضها صحيح .. ولكن حتى الصحيح منها .. تجد المفوضية نفسها عاجزة ! .. بسبب ان إعتمادها ، فقط على " الوثائق " و " الأوراق " ، المُقدمة لها من الجهات الرسمية : وزارة الصحة ، ووزارة التجارة . ووفق هذه الأوراق ، فأن لاوجود لخللٍ في سجل الناخبين . و [[ إذا ]] جرتْ الإنتخابات في موعدها في 21/9/2013 .. فأن الكثير من المرحومين والمرحومات ، مُدرجة أسماءهم في سجلات الناخبين ، ورُبما سيصوتون أيضاً !... حتى انه ، يُقال ، ان أحزاب المُعارضة الثلاثة ، بدأتْ نشاطاً دؤوباً ، في سبيل إقناع قسمٍ من الأموات ، للتصويت لها أي الى المُعارضة في الإنتخابات ىالقادمة ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيها المصريون .. لاتُبالغوا في إمتداح السعودية
-
لا تَقُل : حَجي ولا أبو فلان !
-
هزيمة اليمين الديني في مصر
-
ما أغبانا .. ما أغبانا !
-
المُشكلة في : الثلج
-
تداعيات إعتزال مُقتدى الصدر
-
كُرد سوريا .. بين الخنادِق والفنادِق
-
المدينة الصائمة
-
لا يمكن تبديل الجيران
-
الفيلُ والنملة
-
اللعنةُ .. اللعنةُ !
-
السُمعة الجيدة ، والنوايا الطيبة .. ليستْ كافية
-
فوضى بغداد .. وإستقرار أربيل
-
العقرب السام
-
الإتحاد الوطني .. لِصاحِبهِ .. ؟
-
بينَ التهّور والإتِزان
-
العمل في الشمس .. والتسكع في الفئ
-
على هامش إنتخابات مجالس أقليم كردستان
-
هل سيصبح البرزاني رئيساً لجمهورية العراق ؟
-
أزمَتنا عميقة
المزيد.....
-
رسميًا إلغاء مواد بالثانوية العامة النظام الجديد 2024-2025 .
...
-
مسرح -ماريينسكي- في بطرسبورغ يستضيف -أصداء بلاد فارس-
-
“الجامعات العراقية” معدلات القبول 2024 في العراق العلمي والأ
...
-
175 مدرس لتدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية
-
عبر استهداف 6 آلاف موقع أثري.. هكذا تخطط إسرائيل لسلب الفلسط
...
-
-المُلحد-.. إبراهيم عيسى: الفيلم هو الدولة المدنية التي نداف
...
-
ساويرس يرد على سؤال بشأن فيلم -الملحد-.. وهذا ما قاله عن -من
...
-
-رأس الخس- يلاحق تراس من جديد ويخرجها من المسرح (فيديو)
-
هيفاء وهبي تعلق على قرار منعها من التمثيل والغناء بمصر بآية
...
-
بعد أزمة فيلم -الملحد-.. هل تأجل العرض بمصر أم مُنع العمل؟
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|