|
الشعب الذي لا يطاق
يعقوب ابراهامي
الحوار المتمدن-العدد: 4166 - 2013 / 7 / 27 - 20:00
المحور:
القضية الفلسطينية
مقدمة: في أحد النقاشات اللانهائية حول "القضية" اللانهائية قذف بوجهي السيد حكيم فارس (خصم فكري لانهائي) التحدي التالي: "آن الاوان ان يقدم السيد يعقوب ابراهامي رؤية واضحة وليست ضبابية وعمومية لعملية السلام وان يقدم وجهة نظر ما يسميه اليسار الصهيوني بوضوح وبدون خلط الحابل بالنابل مع توضيح نقاط اختلافه مع اليمين الاسرائيلي." وعدته أن أفعل ذلك بطريقةٍ هي غير طريقتي المعتادة. الذي لفت نظري في كلام السيد حكيم فارس هي كلمة "الضبابية". أدركتُ فوراً أنه يشير إلى شيءٍ حقيقي. أنا أعشق الكلمة المكتوبة. أنا أتوقف عند كل كلمة أكتبها وأقضي وقتاً طويلاً (طويلاً جداً) في اختيار الكلمة المناسبة. لكنني أشعر أحياناً أن الكلمة هي التي تسيطر عليّ، لا أنا الذي يسيطر عليها، وهي تقودني إلى حيث تشاء لا إلى حيث أشاء أنا (وأحياناً إلى حيث لا أشاء). هل هذا هو ما عناه السيد حكيم فارس بالضبابية؟ على كل حال عندما أطلق السيد فارس تحديه كنتُ قد فرغتُ تواً من قراءة كتابٍ ُيمكن أن يوصف بكل شيء ما عدا الضبابية، وقررتُ على الفور أن خير جوابٍ للسيد حكيم فارس هي أن أترجم (بصورة حرفية لا تدع مجالاً للضبابية) وأقدم للقراء (وللسيد حكيم فارس طبعاً) مقتطفاتٍ من هذا الكتاب. هذا ما عنيته عندما قلتُ له أنني سأجيبه بطريقةٍ هي غير طريقتي المعتادة. يهودا باور (Yehuda Bauer)، مؤرخ، مفكر وباحث، رمزٌ من رموز اليسار الإسرائيلي الصهيوني، مناضل من أجل السلام الإسرائيلي-العربي وضد الفاشية والحرب (في الإنتخابات الأخيرة دعا يهودا باور الناخبين الإسرائليين إلى انتخاب حزب ميريتس اليساري) ، وُلد في براغ عام 1926 وهاجر مع عائلته إلى فلسطين عام 1939. بعد أن خدم في "البالماخ"، درس في بريطانيا وشارك في حرب الإستقلال عام 1948، التحق يهودا باور بكيبوتس "شوبال" وهو عضوٌ فيه منذ أكثر من 40 عاماً. في عام 1977 حصل على لقب بروفسور دائم من الجامعة العبرية في القدس. وفي عام 1988 حصل على أعلى وسام تمنحه دولة إسرائيل لمواطنيها هو "وسام إسرائيل". يهودا باور يعمل اليوم مستشاراً علمياً لمؤسسة "ياد وشيم" (المؤسسة الإسرائيلية لتخليد ذكرى الكارثة والبطولة. الترجمة الحرفية هي: يدٌ وإسمٌ) وهو عضو الأكاديمية الإسرائيلية للعلوم. نُشِرت له عدة كتب في اللغات العبرية والإنكيزية والألمانية تُرجِمت إلى العديد من لغات العالم. في كتابه "الشعب الوقح" (هعام همخوتساف)، الذي كُتِب في السنوات 2012-2009 وصدر في بداية عام 2013، يحاول المثقف اليساري، يهودا باور، الذي يعلن عن نفسه أنه اشتراكياً ديمقراطياً وملحداً، أن يلخص تجربة حياةٍ كاملة ("أنا شيخٌ هرمٌ وليس لي الوقت الكافي. كل ما أريده هو أن أشرح وجهة نظري") وأن يعرض استنتاجاته الشخصية الذاتية التي توصل إليها بعد سنواتٍ من بحثٍ علمي كرّس له حياته وأكسبه شهرةً عالمية. "هذه محاولة للتمعن في تاريخ الشعب الذي وُلِدتُ بينه، الشعب اليهودي، من البداية حتى يومنا هذا، من وجهة نظر الحاضر وبصورةٍ انتقائية (أي مؤرخٍ هذا؟) ودون التبجح بالتنبؤ بالمستقبل" - يقول يهودا باور في مقدمة كتابه (الذي تسوده في نظري نظرة تشاؤمية بعض الشيء). ملاحظة أخيرة: لستُ متأكداً أن "الشعب الوقح" هو الترجمة الصحيحة لعنوان الكتاب. المؤلف استخدم كلمة مشتقة من كلمة "خوتسبا" ("ب" مثل P) العبرية. هذه الكلمة ليس لها مقابل مباشر في اللغة العربية (وحسب معرفتي ليس في لغاتٍ أخرى أيضاً). "خوتسبا" تجمع بين الوقاحة والجرأة وعدم التقيد بالتقاليد. في اللغة الإنكليزية تُستخدم الكلمة كما هي. ووفقاً لقاموس أوكسفورد: Chutzpah = Shameless audacity لأسبابٍ أجهلها (أو ربما للأسباب التي ذكرتُها آنفاً) أختار المؤلف نفسه أن يترجم عنوان الكتاب في اللغة الإنكليزية إلى: The Impossible People ("الشعب الذي لا يُطاق"). إذا استثنينا القطعة الأخيرة التي قررت نشرها كاملة نظراً لأهميتها، المقتطفات التالية من الكتاب هي اقتباسات مترجمة بدقة تكاد أن تكون حرفية لكنها مفصولة عن سياقها الطبيعي في الكتاب. ولذلك قد يُساء فهمها أحياناً. وعلى هذا لا يمكنني إلاّ أن أعتذر سلفاً من القراء ومن الكاتب. أنا بهذا المقال (وربما الكاتب نفسه أيضاً في كتابه) لا أريد أن أُقنِع أحداً. أريد فقط أن ألقي الضوء (بلا ضبابية) على بعض أفكار اليسار الصهيوني. (هذا هو أيضاً جوابي لعبد الرضا حمد جاسم الذي سيسألني كعادته: أين المصادر؟) أخترتُ من كتاب "الشعب الوقح" القطع التي تعالج القضايا "النظرية" (هل هناك شعبً يهودي؟ ما هي الصهيونية؟ ما هو سر "العداء" لليهود؟ إلخ) وأهملت قدر الإمكان القطع التي تحاول أن تعطي حلولاً "عملية" للمشاكل "العملية" التي يعاني منها شعبانا. سأقوم بمحاولةٍ ثانية إذا كان هذا لا يُرضي السيد حكيم فارس. هل هناك شيءً يمكن أن يُطلق عليه اسم "اليهودية"؟ من هم اليهود؟ من أين جاءوا؟ ما هي مكوِّنات ثقافتهم أو ثقافاتهم؟ هل هناك تواصلٌ في هذه الثقافة أو الثقافات؟ هل هناك شيئٌ يمكن أن يُطلق عليه اسم "اليهودية"؟ على كل هذه الأسئلة هناك أجوبة دينية جاهزة تستند إلى ما يسمى "الكتب المقدسة". هذه كتبٌ يؤمن البعض أنها أُنزِلت من الله أو كُتِبت بوحيٍ منه ولذلك لا يرقى إليها الشك. كثيرون، حتى من غير المتدينين، يؤمنون بالصحة الحرفية لقصص "العهد القديم". أما بنظر مؤرخ ملحد مثلي فإن هذه القصص لا تعدو أن تكون أساطير – بعضها أساطير رائعة وبعضها أقل روعةً. ومع ذلك يمكن القول أن بعض هذه الأساطير يستند إلى أحداثٍ تاريخية وقعت فعلاً. أنا أشير هنا إلى القصص الواردة في الأسفار الخمسة الأولى من كتاب "العهد القديم" ("الخماسية")، وفي أسفار "يشوع" و"القضاة". الأسفار الأخرى ("شموئيل" و"الملوك") كُتِبت وجُمِعت في فترة زمنية قريبة من وقت وقوع الأحداث المسرودة فيها، لذلك فإن لها أمانة تاريخية أكبر. على كل حال القصص الواردة في الأسفار الأولى من "العهد القديم" أصبحت ركناً أساسيّاً من أركان الثقافة البشرية وبهذا تحولت الأسطورة إلى واقع – بمعنى أن الإيمان بهذه الأساطير أصبح هو نفسه عاملاً فعّالاً أثّر ويؤثِّر على التاريخ الحقيقي للشعب اليهودي ولشعوبٍ أخرى كذلك. بعبارةٍ أُخرى: الأسطورة نفسها تحولّت إلى حقيقة تاريخية. "العهد القديم" ترك أثره على العالم كله، و"الكتب المقدسة" اليهودية أصبحت جزءً لا يتجزأ من ثقافة شعوبٍ كثيرة . . . الشعب اليهودي الصغير أنتج ثقافةً عالمية ذات أهمية كبيرة لأجزاءٍ واسعة من الجنس البشري.
هل هناك شعبً يهودي؟ بعد أن ترك أغلبية اليهود موطنهم الأصلي، تشتت اليهود في أرجاء العالم، أخذوا معهم ثقافتهم المميزة، وتركزوا في طوائف أقاموها بين شعوبٍ أخرى. . . والسؤال المهم هنا هو: هل هذه العلائم المميزة لا زالت قائمةً اليوم؟ يجب أن نفهم أن كل جيلٍ في مجموعة بشرية (أو أجزاء منه على الأقل) يتصرف وفقاً لتقاليد ورثها عن الجيل الذي سبقه، والثقافة اليهودية لا تشذ في هذا المضمار عن غيرها. . . لذلك لا غرابة أن اليهود في أيامنا هذه لا زالوا يحتفظون، بهذه الدرجة أو تلك، بثقافتهم (أو بالأحرى ثقافاتهم) التي تستند إلى ماضيهم الحقيقي أو المفترض. يمكن أن نضع السؤال بالشكل المحدد التالي: هل أن مجموعة التقاليد الدينية وغير الدينية، التي يتصرف بموجبها اليهود في أماكن مختلفة، وفي ظروفٍ تختلف فيما بينها من الناحية الطبقية والسياسية والاقتصادية، تسمح لنا أن نتكلم في الوقت الحاضر عن شعبٍ واحد؟ الجواب على هذا السؤال هو: نعم. الشعب اليهودي هو في الأساس مجموعة بشرية، حقيقية وافتراضية في آنٍ واحد. الشعب اليهودي مؤلفً من مجموعاتٍ بشرية مختلفة ذات مميزات متباينة، لكن كل هذه المجموعات البشرية تحاول بطرقٍ مختلفة أن تتواصل فيما بينها وأن تُقيم وجوداً مشتركاً أساسه تراث ثقافي مشترك وإن كانت تتعامل مع هذا التراث الثقافي المشترك بصورٍ مختلفة. هذا تناقض أو، إذا شئتم، واقعٌ ديالكتي تتحقق فيه الوحدة عن طريق الاختلاف الدائم. ما المشترك بين يهودي من آيوا في الولايات المتحدة ويهودي من الحبشة؟ ما المشترك بين قادمٍ يهودي جديد من الإتحاد السوفييتي سابقاً ويهودي يقيم في كازاخستان حالياً؟ الجواب: إن المشترك بينهم هو أن كلهم يريدون العيش وفقاً لتراث ثقافي مشترك قد يختلفون في تفسيره. وهناك أمثلة مشابهة لذلك لدى أُممٍ أخرى. هناك بين الطوائف اليهودية في العالم حالة من الإرتباط والإنفصال في آنٍ واحد. لكن الشعور بالإرتباط هو شعور قوي جداً، ويمكن بكل تأكيد الحديث عن حالةٍ نفسية جماعية، تميّز كل الطوائف اليهودية في العالم، وهي إنها تتبنى "القصة اليهودية" مهما يكن التفسير الشخصي أو الجماعي لهذه القصة. الظاهرة نفسها نجدها في اسرائيل: المواطن الإسرائيلي قد يشتم الدولة، قد يقف موقف المعارضة القصوى لها ولثقافتها، قد لا يكون صهيونياً بل قد يكون معادياً للصهيونية. ولكن عندما تتعرض الدولة لخطرٍ خارجي فأن الأكثرية الساحقة من الشعب ترى نفسها جسماً واحداً ذا هوية واحدة (أو شبه واحدة) ومستعدة للدفاع بجسدها عن الكيان الجماعي، السياسي والقومي، المشترك. عن شلومو زاند: يعرف كثيراً ويفهم قليلاً.
"معاداة السامية" – Antisemitism العوامل الإقتصادية فقط لا يمكن أن تفسر ظاهرة "معاداة السامية" كما يحاول الماركسيون أن يفعلوا. لا يمكن لعاملٍ اقتصادي يتغير باستمرار أن يفسر ظاهرة تمتد عبر مئات السنين وعلائمها الأساسية بقيت ثابتة عبر التاريخ رغم اختلاف التركيبات الإقتصادية والإجتماعية. أو بعبارةٍ أخرى: عاملٌ يتغيّرٌ باستمرار لا يمكنه أن يفسر ظاهرة ثابتة. لذلك يجب أن نبحث عن جذور "معاداة السامية" (= معاداة اليهود)، لا في العوامل الاقتصادية، أو لا في العوامل الاقتصادية بالدرجة الأولى، بل في اختلاف الثقافة اليهودية عن الثقافات الأخرى التي أحاطت بها سواء في العالم الوثني اليوناني-الرومي أو في العالم المسيحي والإسلامي. من هنا تنبع نتيجة أساسية جداً وهامة جداً: "معاداة السامية" ليست ظاهرة عابرة أو وجهة نظر خاطئة مسبقة بل إنها ظاهرة ثقافية أساسية ومبدئية، واحدة من أهم المظاهر في العالم المسيحي-الإسلامي اليوم بعد غياب العالم الوثني اليوناني-الرومي القديم.
"معاداة السامية" تحت غطاء معاداة الصهيونية: هل كل معارضة، مهما تكن شديدة، لسياسة الحكومة الإسرائيلية وممارساتها هي مظهرٌ من مظاهر "معاداة السامية"؟ للإجابة على هذا السؤال يجب أن نعالج نوعاً خاصاً من "معاداة السامية" منتشراً في الغرب، وهو ذلك النوع المتفشي في الحركات الليبرالية واليسارية (ويجد له صدى في أوساطٍ اشتراكية-ديمقراطية، اشتراكية، شيوعية، ماوية، فوضوية ومناهضة للعولمة) . . . هناك تيّارٌ فكري ليبرالي في الغرب توصّل، بدرجاتٍ متفاوتة من القناعة، إلى النتيجتين التاليتين: النتيجة الأولى هي أن اليهود بصورة عامة يؤيدون دولة اسرائيل ولذلك فإنهم يؤيدون دولة أبرتهايد فاشية أو شبه فاشية. النتيجة الثانية هي أن إقامة دولة اسرائيل كانت غلطة سياسية فظيعة ومن الواجب تصحيح هذه الغلطة. من هاتين الفرضيتين الأساسيتين ينبع أنه يجب إما القضاء على دولة اسرائيل وبهذا يتم تصحيح خطأ إقامتها، أو إلغاء كونها دولةً للشعب اليهودي - وكلا الأمرين سيان. وبما أنه لا يمكن تحقيق أيٍّ من هذين الهدفين دون القضاء على سكان اسرائيل اليهود، لأن سكان اسرائيل اليهود، بأكثريتهم الساحقة، متمسكون بإسرائيل كدولة مستقلة ودولة للشعب اليهودي، لا مفر من أن نرى في الدعوة ألى "تصحيح الخطأ التاريخي" إديولوجية إبادة جماعية ودعوة للقضاء على الشعب اليهودي في دولته. وهذه جريمة يعاقب عليها القانون الدولي. هولاء الذين يدعون إلى "تصحيح الخطأ التاريخي" أو القضاء على "دولة الشعب اليهودي" (بينهم عددٌ غير قليل من اليهود وحتى ممن يحملون أو حملوا الجنسية الإسرائيلية. هذه ظاهرة معروفة في تاريخ الشعب اليهودي) يتكلمون بلغة حقوق الإنسان، بلغة المبادئ الإنسانية الرفيعة، وبلغة الأفكار التقدمية والقانون الدولي. نريد أن نؤكد: إن أي انتقادٍ لسياسات وممارسات الحكومة الإسرائيلية، مهما يكن قاسياً، عنيفاً وصارماً، لا يمكن وصفه ب"معاداة السامية" إذا كان الهدف المُعلن من ورائه هو تغيير سياسة وممارسات الحكومة الإسرائيلية. في اسرائيل نفسها وُجِهت وتُوجّه إنتقاداتٍ لاذعة إلى الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة. يكفي أن نتصفح الجرائد الإسرائيلية، مثل "هآريتس" أو "معاريب"، أو نشاهد القنوات التلفيزيونية الإسرائيلية، لكي نتأكد من ذلك. هدف هذه الإنتقادات، إذا استثنينا بعض الحالات القصوى، هو تحويل اسرائيل إلى دولةٍ أحسن، دولةٍ أكثر إنسانيةً، أكثر ديمقراطيةً وأكثر مساواةً. لا هذا هو هدف الإنتقادات الآتية من جانب الأوساط الليبرالية واليسارية المتطرفة في الغرب. هدف هذه الأوساط لا اسرائيل أحسن بل إنكار حق اسرائيل في الوجود. وبما أن اسرائيل هي الدولة القومية لليهود (لأن اليهود يؤلفون أكثر من 80% من سكانها) فإن هذه الانتقادات موجهة بالضرورة ضد اليهود، أي: إنها معادية لليهود، أو "معادية للسامية".
الصراع القومي والإبادة الجماعية: يجب أن نميّز بين الصراع القومي و الإبادة الجماعية (الجنوسايد). الصراع القومي هو صدامٌ بين قوتين أو أكثر لا يملك أحدٌ منها القوة الكافية للقضاء على الآخرين. الإبادة الجماعية (جنوسايد) تحدث عندما يملك أحد الأطراف القوة الكافية للقضاء على الطرف أو الأطراف الأخرى وهو مستعدٌ لاستخدام هذه القوة لتحقيق هدفه هذا . الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني هو مثالٌ بارزٌ على ذلك: لا لليهود ولا للفلسطينيين القوة الكافية للقضاء على الطرف الثاني. اليهود يملكون قوة عسكرية متفوقة ولكنهم لا ىستطيعون استخدام هذه القوة للقضاء على الطرف الثاني وذلك لأسبابٍ داخلية، سياسية وأخلاقية. أغلب الفلسطينيين يريدون دون أدنى شك التخلص من اليهود ومن دولتهم وهم يحظون اليوم بتأييدٍ عالمي كبير. إيران، حزب الله وحماس يريدون القضاء على الدولة اليهودية، وهذا أيضاً هو ما تريده أكثرية شعوب العالم العربي. لكنهم لا يستطيعون أن يحققوا ذلك نظراً لقوة اسرائيل العسكرية والسياسية، لتفوقها الإقتصادي ولوقوف الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي ضد كل محاولةٍ من هذا القبيل. هناك مستوطنون يهود يحاولون "التخلص" من العرب بحججٍ إديولوجية هي أقرب ما تكون لإيديولوجية الإبادة الجماعية: مكان العرب ليس هنا – هم يقولون. هذه الأرض هي ملك لليهود فقط. نحن هو الشعب الذي اختاره الله لكي يفرض سيطرته على قطعة الأرض هذه التي تسمى "إيريتس يسرائيل". حركة "حماس" لا تختلف عن هؤلاء المستوطنين لا في دوافعها الدينية ولا في أهدافها السياسية. في السلطة الفلسطينية الدافع المركزي هو العامل القومي وإن كان العامل الديني أخذ يشتد هناك أيضاً. (قبل أيام فاجأني خالد أبوشرخ بتصريحٍ ذكرني بأيامٍ سوداء كنتُ أظن أنها ذهبت إلى غير رجعة. "فلسطين بكاملها هي الوطن القومي والتاريخي للشعب العربي الفلسطيني" - كتب. وبلغةٍ "حمساوية" نموذجية أضاف: "ليس لليهود حق في حبة رمل واحدة في فلسطين". سألته إذا كان هذا هو موقف الشيوعيين الفلسطينيين. لم يجبني. - ي.أ.) الحل: هل هناك حلٌّ ممكن للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني؟ الخطوط العامة لتسوية متفقٍ عليها بين الطرفين معروفة منذ زمنٍ طويل: حدود عام 1967 مع تبادلٍ للأراضي. إزالة كل المستوطنات الموجودة خارج هذه الحدود. تنازل فلسطيني عن حق عودة لاجئي 1948، مع موافقة اسرائيل على قبول عددٍ صغيرٍ رمزي منهم. تقديم تعويضات لأبناء وأحفاد اللاجئين الفلسطينيين، وللمستوطنين الذين سيُخلون من ديارهم، بالإستعانة بقرضٍ دولي كبير. تقسيم القدس سياسياً مع الاحتفاظ ببلدية مشتركة واحدة. إيجاد حلٍّ خلاّق لمشكلة "الحرم القدسي الشريف" على أساس إبقاء إدارة المكان في أيدي الهيئات الإسلامية مع ضمان حرية الدخول والحركة للجميع. دولة فلسطينية منزوعة السلاح بصورةٍ جزئية على الأقل. في الوقت الحاضر (كُتِب هذا قبل الإنتخابات الأخيرة في اسرائيل وقبل التطورات الأخيرة فيما يخص استئناف المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية – ي.أ.) ليس هناك زعيمٌ واحد في كلا الجانبين يوافق أو يستطيع أن يوافق على كل هذه الشروط.
"الشعب ....": المجتمع الإسرائيلي الذي أعيش فيه تقوده نخبة يهودية تعلن عن نفسها أنها صهيونية. ماذا يقصد المرء عندما يقول إنه صهيوني؟ من الناحية التاريخية يمكن القول أن الحركة القومية اليهودية التي يُطلق عليها اسم "الصهيونية" تقوم على مبدأين أساسيين: المبدأ الأول هو أن اليهود – شأنهم شأن كل شعوب العالم – هم شعبٌ ذو تاريخٍ مشترك وثقافةٍ مميّزة، وفي عصر التمدن الذي نعيش فيه كل إنسانٍ يعلن عن نفسه أنه يهودي يحق له، إذا شاء، أن يرى نفسه جزءً من هذا الشعب الذي شتته التاريخ في أرجاء العالم. المبدأ الثاني هو أن الصهيونية تهدف إلى أن تجمع كل أجزاء الشعب اليهودي الراغبين في ذلك في دولة ذات أغلبية يهودية، هي دولة اسرائيل. هدف الصهيونية في نهاية الأمر هو أن تتحول إسرائيل إلى مركزٍ سياسي (ونأمل أن يكون ثقافيّاً أيضاً) للشعب اليهودي. هذا هو الأساس الذي يعتمد عليه كل شيء وينبع منه كل شيء. كل ما عدا ذلك هو تفسيرات مختلفة لهذين المبدأين من قبل حركات سياسية مختلفة ومتعارضة. هناك، كما هو الحال في أغلب الحركات القومية، حركة قومية يهودية صهيونية يمينية، يسارية، ليبرالية، دينية، علمانية، وإلى غير ذلك. الاستيطان في الضفة الغربية هو تفسير واحد محتمل للصهيونية – وهو في هذه الحالة تفسير ينزع ألى الفاشية والى السيطرة على شعبٍ آخر. ومعارضة هذا الاستيطان هو أيضاً تفسير محتمل للصهيونية، تفسير يختلف كل الإختلاف عن التفسير الأول. المشكلة هنا هي أن أحد مبادئ الصهيونية، كما ذكرنا سابقاً، هو تجميع اليهود في دولة ذات أكثرية يهودية تمثل تعبيراً عن رغبة الشعب اليهودي في أن يؤلف وحدة قومية. لذلك فإن الاستيلاء على أجزاءٍ من فلسطين هي في الواقع وطنٌ لشعبٍ آخر، معناه استعباد شعبٍ آخر من جهة، وفقدان الأغلبية اليهودية في الدولة المنشودة من جهةٍ أخرى، وهذا بالتأكيد هو أمرٌ مناقضٌ للصهيونية تماماً. أو بعبارةٍ أخرى: سياسة الإستيطان التي يزعم القائمون بها أنها تجري باسم الصهيونية، مبنية على الخداع أو على خداع النفس. هذه طريقة للقضاء النهائي على الصهيونية لا تقل خطورةً عن عمليات الإرهاب والاعتداءات من جانب أطرافٍ خارجية أيّاً كانت. إذ أنه إذا كانت الصهيونية، كما قلتُ سابقاً، حركة قومية تهدف إلى إقامة وتشييد كيانٍ سياسي، اقتصادي، اجتماعي وثقافي لأغلبية يهودية في نطاق دولة إسرائيل، فإن الاستيلاء على فلسطين الغربية كلها (الكاتب يستخدم هنا تعبير: إيريتس يسرائيل – أرض اسرائيل – ي.أ.)، إي على الضفة الغربية كلها، يؤدي بالضرورة إلى إقامة دولةٍ ثنائية القومية، بهذا الشكل أو ذاك. في هذه الدولة سيكون اليهود أقلية أو أكثرية ضئيلة، وهذا هو النقيض المباشر للصهيونية. دولة اسرائيل قامت بفضل جهودٍ قامت بها جماعاتٍ يهودية-صهيونية ثورية في أوربا، رفعت شعار النضال من أجل الديمقراطية، ومن أجل حرية الفرد وحرية الاختيار. والناس البسطاء الذين ساروا وراء هذه القيادة، دون أن يهتموا كثيراً بالقضايا الإيديولوجية، هم الذين وضعوا الأساس الذي قامت عليه الدولة عام 1948. الأساس الإديولوجي المشترك للمؤسسين الأوائل استند إلى تراث الحركات الثورية في روسيا وبولندا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. كان لديهم حنينٌ مشيحيٌ للخلاص (من كلمة "مشيح" العبرية بمعنى المسيح المنقذ أو المهدي المنتظر. أنا لا أريد أن استخدم الكلمة العربية "مسيح" منعاً للإلتباس – ي.أ.) ، واللغة التي استخدموها كانت إلى درجة كبيرة لغةً مشيحية: هم تطلعوا إلى انعتاق الإنسان وتحرر الشعب. وبخلاف أحلامٍ مشيحية أو شبه مشيحية أخرى، فإن الحلم الصهيوني قد تحقق فعلاً، بصورةٍ جزئية على الأقل. الحركة الصهيونية في فلسطين (إيريتس يسرائيل)، التي كانت بأغلبيتها الساحقة حركةً علمانية ليبرالية، حركة اشتراكية ديمقراطية وشبه شيوعية، نجحت في تحقيق هدفها المركزي وهو إقامة وطن قومي يهودي اتخذ شكل دولة ذات سيادة في جزءٍ من فلسطين (إيريتس يسرائيل). لكن التاريخ البشري لا يعرف حركة مشيحية لم تتدهور أو يصبها الفساد، بهذه الدرجة أو تلك، في مرحلةٍ معينة من حياتها ، وهذا هو ما حدث للحركة الصهيونية أيضاً. دولة اسرائيل تحولت خلال بضع عشرات السنين إلى دولة عصرية لا تتميز عن غيرها من الدول العصرية الأخرى. دولة اسرائيل نجحت، رغم كل الصعاب، في إقامة اقتصاد مزدهر وأجهزة حكمٍ فاعلة (إن قليلاً أو كثيراً – وعلى الأغلب قليلاً). لكن إلى جانب ذلك ظهرت علائم فسادٍ في أجهزة الحكم، بيروقراطية خانقة، جريمة منظمة، تمييز عرقي وجنسي وفوارق طبقية. الديمقراطية في اسرائيل تتمسك بالقيود الشكلية – وهذا مهمٌ جداً: هناك انتخابات، هناك برلمان، هناك منظمات عمالية، هناك حرية تعبير وحرية صحافة. الأكاديميا والقضاء في اسرائيل لا يشوبهما الفساد. الأقيلة العربية في اسرائيل تتمتع بإنجازاتٍ اجتماعية معينة وجهازها التعليمي يتحسن باضطراد. لكن إذا استثنينا عالم القضاء (المحاماة والمحاكم) وعالم الطب والصيدلة، حيث أن الباب مفتوحً إلى حدٍ ما أمام أبناء الأقلية العربية، فإن هناك تمييزاً صارخاً تجاه الأقلية العربية في مجال العمل. التمييز الذي كان قائماً تجاه اليهود القادمين من الشرق الأوسط والمغرب العربي خفت حدته بمرور الزمن على الرغم من مزاعم البروفسور يهودا شنهاب، من "الرابطة الشرقية الديمقراطية"، الذي بنى كل شهرته على الإصرار على وجود تمييزٍ لم يعد له وجود. هناك أيضاً عملية الزواج المختلط بين الطوائف المختلفة. أنا شاهدً أن ابنتي وحفيدتي متزوجتان من رجلين رائعين، أصل أحدهما من بغداد (هذا يفسر كل شيء – ي.أ.) والثاني من ليبيا ومراكش. (المترجم يستطيع أن يشهد على هذه الظاهرة من تجربتة الشخصية – ي.أ.). ليس هذا هو ما يقلقني. ما يقلقني هو ان الديمقراطية الإسرائيلية تواجه أخطاراً محدقة. وأشد ما يثير القلق هو أن موطني اسرائيل اليهود، وليس اليهود فقط، قد سئموا من الأحزاب السياسية، ضاقت نفسهم بالألاعيب والمناورات. أضف إلى ذلك الفساد وانعدام الأمل في إيجاد مخرجٍ سياسي للنزاع مع الفلسطينيين. هناك ظمأٌ لرجل قوي يضع حدّاً للفوضى . هذه هي وصفةٌ جاهزة للفاشية، وعلائم ذلك تبدو في كل مكان. الديمقراطية – يقول تشرشل – هي نظام حكمٍ مثيرٌ للمشاكل. وهناك بيننا من بدأ يدعو إلى ما يشبه الفاشية. هذا هو النقيض المطلق للحلم الصهيوني. . . . عندما أكتب هذه السطور (الكتاب كُتِب، كما قلنا، قبل الإنتخابات الأخيرة في اسرائيل – ي.أ.) تجلس على سدة الحكم في اسرائيل كتلة من أحزاب اليمين تمثل أغلبية الرأي العام اليهودي. سياسة الحكومة مبنية على أساس الخوف من المحيط العربي، وهي ترى في الاعتماد على القوة الجواب الوحيد للأخطار الوجودية (وهي أخطارٌ حقيقية) التي تحدق بإسرائيل. هل هناك بديلٌ لهذه الحكومة؟ هناك بديلٌ بالتأكيد. . . وبخلاف ما يعتقده البروفسور شلومو زاند، الجماهير اليهودية في الشتات ستشارك هي أيضاً في تحقيق التغيير، لأنه في نهاية الأمر الصواب هو مع الفكرة الصهيونية: مصيرً مشترك يربط كل أجزاء الشعب اليهودي. خطر الفاشية وسيطرة الدين السياسي على أغلبية الشعب اليهودي (إذ أن أغلبية هذا الشعب تعيش في اسرائيل) تؤثر مباشرةً على حياة الطوائف اليهودية في الغرب. في اسرائيل أيضاً الصواب هو مع الفكرة الصهيونية: يهود اسرائيل يمكنهم أن يستمروا في الوجود فقط إذا كانوا أغلبية في دولتهم - مع ضمان المساواة التامة في الحقوق، بما في ذلك الحقوق الثقافية والسياسية، للأقليات غير اليهودية. لذلك على اسرائيل أن تنسحب من الضفة الغربية في إطار اتفاقٍ من هذا الشكل أو ذاك مع الفلسطينيين. أمن إسرائيل لا يضمنه الجيش، مهما كان هذا الجيش قوياً ومهما كان مجهزاُ بأحدث الأسلحة العصرية الفتاكة. أمن إسرائيل لا يمكن ضمانه إلاّ بتحقيق السلام مع الشعب الذي يتقاسم اليهود معه قطعة الأرض الصغيرة الممتدة من البحر المتوسط إلى نهر الأردن. هذه الدولة يجب أن تكون ديمقراطية بقدر الإمكان ويجب أن تكون مبنية على أساس استمرار الصلة الوثيقة بالثقافة اليهودية، أي على أساس ثقافةٍ حيّة متقدمة تتطوّر في خضم تناقضات داخلية ونقاشاتٍ لا نهائية. هذا هو الضمان الوحيد لاستمرار قيام الدولة اليهودية. وما هو صحيحٌ بالنسبة لإسرائيل صحيحٌ أيضاً بالنسبة للشعب اليهودي بأسره. وُلِدنا في النقاش (الكاتب يشير هنا ربما إلى النقاش المذهل الذي أجراه "أبو الأمة" ابراهيم الخليل مع الله عندما أخبره الأخير عن نيته في تخريب سدوم وعمورة وإبادة كل من فيهما. "حاشاك أن تفعل ذلك" – ثار إبراهيم في وجه ربّه في أول تحدٍّ بشري للإله سجله الأدب العالمي – "حاشاك أن تهلك البريء مع المذنب. هل من يحكم كل العالم لا يحكم بالعدل؟". إذا كنتم تريدون أن تعرفوا ما هو جوهر الثقافة اليهودية - هذا هو جوهر الثقافة اليهودية، وليس حثالة الجنس البشري الذين يسلبون أراضي الآخرين ويقتلعون أشجارهم. وهذا بالضبط هو ما عنيته عندما أشرتُ مرةً إلى جذور كارل ماركس اليهودية مما أثار غضب أنصاف المثقفين. – ي.أ.) - لقد وُلدنا في النقاشٍ ووسط النقاشٍ، أنتجنا ثقافةً تركت طابعها على الجنس البشري كله على أساس النقاش، واحتمال بقائنا يعتمد على استمرار ثقافة النقاش هذه. ستمر علينا أوقاتً صعبة. يجب أن نضم إلينا كل من يريد الالتحاق بنا. لسنا من أصلٍ واحد وهذا ما يجب أن يكون في المستقبل أيضاً. سنكون شعباً مؤلفاً من ألوان مختلفة ومن أصولٍ مختلفة مجتمعة كلها تحت اسم الجنس الإثني اليهودي. اليهود سوف يواصلون الإبداع، سوف ينتجون ويجددون وسوف يبنون الجديد على أساس القديم. شعبٌ مثير للمشاكل، ثائر على التقاليد، واعٍ لجذوره العميقة، يؤثّر ويتأثر، ويؤلف تحدٍ للبشرية كلها. شعب لا يُطاق، يدفع إلى اليأس أحياناً، شعب رائع ووقح. هذا هو شعبي.
محمد بركة يضرب مرةً أخرى: النائب العربي الإسرائيلي محمد بركة، المعروف بميوله الغريبة لتقبيل التراب من تحت أقدام "شيخ الأقصى"، يريد أن يثبت أن عرب فلسطين هم شعبُ غير متحضر. في نداءٍ لا يقل حماسةً عن ندائه عندما دعا في الماضي إلى طرد الأمريكان بالقنادر، دعا النائب العربي محمد بركة عرب اسرائيل إلى التظاهر والاحتجاج على تقديم شبانٍ من شفاعمرو إلى المحاكمة بتهمة قتل إنسان مقيد اليدين، أعزل من السلاح، والتمثيل بجثته. اختلطت الأمور على النائب الشيوعي العربي. إسرائيل ليست سوريا يا حضرة النائب. وهي ليست غزة كذلك. إسرائيل هي دولة متحضرة ودولة قانون. وفي إسرائيل من يقتل إنساناً أعزلاً مكتوف اليدين، ويمثل بجثته، يُقدم للمحاكمة لكي ينال عقابه سواء كان الجاني يهودياً أم عربياً.
#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كاثوليكي أكثر من البابا
-
عبد الحسين شعبان، الصهيونية والديالكتيك
-
ماركسية محنطة في أعلى مراحلها
-
ماجد الشمري، يعقوب ابراهامي والسمارت فون
-
لا يعرف ولا يعرف أنه لا يعرف
-
حسقيل قوجمان في أعلى مراحله
-
لينين كقابرٍ للماركسية
-
لا يتراجع عن أخطائه
-
ردّي على عتريس المِدَح
-
رسالة مفتوحة إلى علي الأسدي
-
بعد العاصفة - 2
-
شعبان - دولتان
-
بعد العاصفة-1
-
بيان شخصي
-
ذو الرأيين : جوابي لعلي الأسدي
-
صهيوني عجوز يتصابى
-
المواقف الخاطئة لخالد أبو شرخ
-
علي الأسدي يدافع عن الشرّ المطلق
-
سنة 5773 للخليقة : عام سعيد
-
علم أسود في سماء الربيع العربي
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|